وزير الدول البريطاني لشؤون الشرق الأوسط اليستر برت

أكد وزير الدول البريطاني لشؤون الشرق الأوسط اليستر برت، أن بلاده تعمل على تقوية أجهزتها الأمنية أكثر من أي وقت مضى، واستطاعت إجهاض ثمانية عشر هجومًا إرهابيًا في أربع سنوات فضلا عن إلقائها القبض على 1500 من المطلوبين بتهم تتعلق بالإرهاب منذ عام 2010.

وقال بيرت في مقال له في صحيفة "الأهرام" المصرية اليوم، "إننا لن نترك مصر والدول المجاورة لها وحيدة في مجابهة الإرهاب. فقد أرسلت القوات البريطانية المئات من البعثات العسكرية لتحرير العراق وسورية من قبضة "داعش". وبمجرد تشتت شمل الإرهابيين، سنقود كافة الجهود الدولية الرامية لتعقبهم وتجفيف منابع تمويلهم، وبمشاركة جهازي الشرطة والجيش بمصر، تعمل القوات البريطانية على تبادل الخبرات في التصدي للقنابل المزروعة على جوانب الطرق وحماية المدنيين، كما نحرص على وصول المعدات الحيوية مثل إرسال قطع غيار للطائرات المروحية إلى سيناء".

وشدد بيرت على أن الإجراءات الأمنية الصارمة وحدها لا تكفي لمواجهة هذه الظاهرة، فلا بد أن نقضي على شريان التطرف المغذي للإرهاب.  ويتجلى ذلك بوضوح في دعوة كل من رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى وضع منهج شامل لاستئصال جذور الإرهاب الذي يعد أحد أكبر التحديات في عصرنا الحاضر.

وقال "سنواجه كل من يدعي أن الدين الإسلامي لا يتماشى مع الحياة السلمية في المجتمع البريطاني، وبالفعل قمنا في السنوات الأخيرة بحظر 110 متطرفا أجنبيا من دخول المملكة المتحدة ,جردنا 155 متطرفا من جوازات سفرهم البريطانية حتى لا يتمكنوا من العودة، وأعتقلنا أيضا عددا من المتطرفين مثل أنجم تشودري ورحلنا آخرين من البلاد مثل أبو قتادة وأبو حمزة".

وفي الفترة الحالية، يحتل الإلتزام بتضييق الخناق على الأيديولوجيات المتطرفة واجتثاث الملاذ الآمن للمتطرفين الصدارة في أجندة الحكومة البريطانية. وستحشد اللجنة الجديدة الحكومة والمجتمع ضد الإرهاب.  ويجري حاليا تدريب المعلمين وموظفي الخدمة المدنية للتعرف على المتطرفين والتصدي لهم في مؤسساتنا، وتعكف الحكومة في تقرير مستقل على التحقيق في ما إذا قد أُسيء استخدام تعاليم الشريعة لتقويض سيادة القانون.  وتعمل اللجنة المعنية بالمؤسسات الخيرية على تسخير موارد جديدة لمنع جمع التبرعات لصالح الأعمال غير المشروعة. كما صدرت توجيهات للشركات الإعلامية بوقف بث خطابات المتطرفين المحرضة على الكراهية، حسب قوله.

وأصبح في بريطانيا الآن أي شخص، في أي منظمة، يثبت تحريضه على الكراهية وتسامحه مع أو دعمه أو تبريره للإرهاب مخالفا للقانون ومعرضا للملاحقة القضائية والعقاب. ونعم أن هذه الرسالة موجهة أيضا إلى الإخوان المسلمين. إن موقف الحكومة البريطانية، كعضو دائم في مجلس الأمن، بعد التقرير المعد عن الإخوان المسلمين عام 2015 يعد أقوى البيانات الرسمية حُجِّيَّة عن هذا التنظيم، وقد كانت بريطانيا ضمن أغلب الدول التي لم تحظر جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم عالمي، ولكن هذا التقرير قد طعن للمرة الأولى إدعاءات الإخوان المسلمين بأن ليس لديهم أي علاقة بأعمال العنف، ونبه هذا التقرير إلى أن تنظيم الإخوان يعد مؤشرا ً للفكر المتطرف المحتمل، ويتضح ذلك جلياً من تناقض أفكار وأنشطة الإخوان المسلمين مع القيم والمصالح البريطانية.

وقال الوزير البريطاني: "تعمل بريطانيا في الوقت الراهن على تنفيذ الإجراءات التابعة لمحتوى التقرير، وعلى الرغم من عدم استيفاء الأدلة للحد الأدنى الذي يفضي إلى حظر التنظيم، إلا أنه سيتم فرض رقابة مشددة على سلوك جماعة الإخوان المسلمين وأنشطتهم بما في ذلك طلبات استخراج التأشيرات لهم، مصادر تمويل الجمعيات الخيرية، وعلاقات التنظيم الدولية. وتعد بريطانيا الآن واحدة من الدول القليلة في العالم التي حظرت جذريا ً أي اتصال لها بجماعة الإخوان من عام 2013".

ومن خلال رصدنا لأنشطة جماعة "الإخوان المسلمين" حول العالم،  أصبح من الواضح فعلاً أن هذا التنظيم يلجأ إلى استخدام الغموض لإخفاء أجندته المتطرفة في مصر. فقد جاء تصريح المتحدث باسم جماعة "الإخوان المسلمين" بعد حادثة قتل داعش لثمانية وعشرين شخصا في المنيا الذي حمل فيه  "النظام المسؤولية الكاملة عن الحادث" ليلقي الضوء على فشل الإخوان في مواجهة أو إلصاق المسؤولية بالمتطرفين بالرغم من إعلان داعش بنفسه عن مسؤوليته عن الهجوم.

وعندما اتهم المتحدث باسم "الإخوان" الحكومة المصرية "بتنظيم وتسهيل وقوع" التفجيرات خلال احتفال أحد السعف والتي أودت بحياة خمسة وأربعين شخصا كان ذلك بمثابة تقديم الذخائر للجماعات المتطرفة الذي يبررون ارتكاب أعمال العنف ضد مؤسسات الدولة المصرية. وأشار الوزير بيرت إلى وصف حزب الحرية و العدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين للبابا الفاتيكان فرانسيس خلال زيارته إلى مصر بـ"بابا الإرهاب" ونعتهم لأفراد الأمن المصريين المنوطين بتأمين الزيارة بـ"الميليشيات المسيحية" يعد محاولة واضحة لإشعال فتيل أعمال العنف الطائفية ضد المسيحيين.

واشار إلى أن إن أساليب المراوغة التي يمارسها التنظيم والتي رصدها معدوا التقرير البريطاني عام 2015 لا زالت مستمرة في عام 2017. لقد آن الأوان لكل من يدافع عن الإخوان المسلمين – في لندن أو القاهرة – أن يضع حدا لهذا اللبس والغموض، وما سبق يقودنا إلى سؤال من يدعم التنظيم: هل ستتجاهلون حقيقة أن جماعة "الإخوان المسلمين" يفشلون في أحد أكبر تحديات عصرنا الحاضر؟ أم ستفضلون الإنضمام إلى بريطانيا ومصر في إدانتهم لهذا الفكر المتطرف المسموم أينما وُجِد؟، حسب قوله.