مجلس النواب المصري

على الرغم من الإجازة البرلمانية الممتدة لقرابة ثلاثة شهور، إلا أن نواب البرلمان المصري كثفوا جهودهم وتصريحاتهم خلال الساعات الماضية على تردي القطاع الصحي، حيث تواترت التصريحات الغاضبة وطلبات الإحاطة العاجلة التي ترصد حالة "انهيار" في المرفق الطبي، ومعاناة الآف المواطنين بسبب غياب المستلزمات الطبية والأسرة في المقرات الصحية.

ورفع عضو مجلس النواب محمود الصعيدي شكوى رسمية إلى رئيس البرلمان علي عبدالعال لمخاطبة وزير الصحة أحمد عماد الدين، بسبب "نقص فادح" في كافة المستلزمات الطبية بمستشفيات مصر، مما يعرض العشرات إلى أضرار بالغة لاتقل عن الوفاة، مبديا استغرابه من عدم وجود تأثير ملموس للمليارات التي يتم تخصيصها لقطاع الصحة.

والنائب قال أنه قام بإعداد طلب إحاطة شمل حصر بأعداد كبيرة من المستشفيات، وحالات المرضى التي عانت بشكل كبير نتيجة نقص أشياء أساسية داخل المقار الصحية بمختلف محافظات الجمهورية، ومنها المحاليل والأدوية ومختلف المستلزمات الطبية، مشيرا إلى أن عشرات الشكاوي وردت إليه من مواطنين وأهالي دائرته، وقد تضمنت شكاويهم أهوال لايمكن تخيلها من الإهمال وعدم الجاهزية في المستشفيات، التي من المفترض أن تستقبل الآلأف سنويا.

واتهم النائب وزارة الصحة أنها تقف "عاجزة" تماما أمام مشكلات المواطنين، خاصة أنها ليست مشكلات أو مطالب ثانوية، وإنما أساسية يترتب عليها بقائهم أحياء وأصحاء من عدمه، مطالبا مجلس الوزراء بالتحرك فورا، واعتبار قطاع الصحة أولوية قصوي خلال الفترة الحالية، وأن تقوم بإيجاد حلول جادة لحل المشكلة، فالمستشفيات الحكومية تعاني من الإهمال وتردي الخدمات ونقص الأدوية والمحاليل والمستلزمات الطبية، وأن الأدهي من ذلك أصبح المواطن المريض يقوم  بشراء كل المستلزمات الطبية على نفقتهم الشخصية.

وكان الدكتور محمد فؤاد، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد بدائرة العمرانية والمتحدث باسم الهيئة البرلمانية للحزب، قال منذ ساعات إنه توجه بخطاب للدكتور محمد عزمي، وكيل وزارة الصحة في الجيزة؛ بخصوص بعض الشكاوى الخاصة بأهالي العمرانية، وأبرزها ما يتعلق بمشكلات العناية المركزة بمستشفى الصدر بالعمرانية.

وأضاف "فؤاد" أن هناك شكاوى من جانب عدد كبير من المواطنين أهالي محافظة الجيزة، وتحديدا منطقة حي العمرانية، بخصوص عدم وجود "أسرّة" كافية بقسم العناية المركزة بمستشفى الصدر بالعمرانية، إذ يحتوي قسم العناية على 7 أسرّة فقط، وهذا العدد بلا شك غير كافٍ على الإطلاق لاحتواء الحالات الحرجة التي يستقبلها المستشفى من مختلف أنحاء المحافظة.

وطالب عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، وكيل وزارة الصحة باتخاذ اللازم من إجراءات، لسرعة حل تلك المشكلة، ومضاعفة عدد الأسرة بقسم العناية المركزة بالمستشفى، لتلافى تفاقم تلك الأزمة، ورأفة بالمرضى وذويهم، ولما لمستشفى الصدر من أهمية بالغة، إذ إنه مستشفى متخصص وهو الوحيد المسموح له بحجز حالات الدرن ومشكلات التنفس.

ولفت محمد فؤاد، إلى أنه طالب في إطار آخر بموافاته بالجدول الزمني الخاص بمواعيد الانتهاء من الأعمال الخاصة بالمبنى الاقتصادي، ومرحلة التطوير ورفع الكفاءة القائمة بالمستشفى ذاته، ذلك بناء على ما ورد من استفسارات وتساؤلات من المواطنين، وأنه ينتظر خطوات تنفيذية تجاه تطوير مستشفى الصدر بناء على الاقتراح الذى تقدم به لمجلس النواب، وتمت الموافقة عليه، وهو تطوير مستشفى الصدر وتحويل جزء منه إلى مستشفى عام ومركز لعلاج الإدمان مجانا.

وتقدم به أمين لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب عصام الفقي، بطلب إحاطة برلماني غاضب بسبب سوء أحوال المستشفيات الحكومية، تقدم إلى رئيس البرلمان علي عبدالعال ضد الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة والسكان. والنائب أبرز تدهور مستوى الخدمة بالمستشفيات الحكومية ومستشفيات التكامل بمختلف محافظات الجمهورية بصفة عامة ومحافظته البحيرة بصفة خاصة، متسائلا "كيف وصلنا إلى هذا الحال والأغرب أن لا أحدا يحرك ساكنا، أين تقديرنا للمواطنين وأحوالهم".

والنائب قال أنه رصد بنفسه انهيار حقيقي في دور الرعاية الصحية، وأن مستوى الخدمة داخل المستشفيات الحكومية لا يرتقى مع آدمية المواطنين، مشيرًا إلى معاناة مستمرة يتعرض لها الناس وذويهم وأقاربهم من أجل الحصول على أبسط حقوقهم المتمثلة في الخدمة الصحية، رغم أنها من حقوق وواجبات الدولة للمواطنين التي يجب أن تقدم له بشكل جيد وفقا لنصوص الدستور.

والفقي شدد على ضرورة وضع خطة عاجلة لاتتحمل التأجيل والمراوغة من أجل تحسين المرفق الطبي في مصر، والاهتمام به كأولوية علي عديد الملفات الأخري، وأن يتم تحديد سقف زمني نشهد بعده تطور ملموس وتحسين حقيقي لمستوى الخدمات، وبحث معالجة أزمات عجز الأطباء والممرضين داخل المستشفيات لتخفيف المعاناة عن المواطنين المرضى.