مقاتلي المعارضة السورية

كشفت وزارة الدفاع الروسية أن بعض مقاتلي المعارضة السورية يريدون قبول مقترح موسكو بـ"الخروج الآمن" من الغوطة الشرقية مع أسرهم، وذلك بعد أن نفى "جيش الإسلام" وجود مفاوضات، وأعلنت الوزارة، بدء "هدنة إنسانية جديدة في المدينة القريبة من دمشق، بينما كان الجيش الروسي قد عرض، الثلاثاء، على مقاتلي المعارضة الخروج الآمن لهم ولأسرهم، مؤكدًا أنه إذا تم قبول العرض فسيتم توفير الانتقالات والأمن.   وقال الجيش الروسي في بيان: "سنضمن الحصانة القضائية لكل مقاتلي المعارضة الذين يقبلون العرض"، لكن المتحدث العسكري باسم جيش الإسلام، أحد أبرز جماعات المعارضة السورية في الغوطة الشرقية، حمزة بيرقدار، نفى ذلك وقال، الأربعاء، إن مقاتلي المعارضة سيدافعون عن الغوطة ولا مفاوضات على الخروج منها، وأكد في رسالة نصية: "لا توجد أي مفاوضات بشأن هذا الموضوع، وفصائل الغوطة ومقاتلوها وأهلها متمسكون بأرضهم وسيدافعون عنها".   ومن جانبها، نفت جماعة "فيلق الرحمن" الثلاثاء، إجراء أي اتصال مع روسيا بشأن مقترحها بالخروج الآمن لمقاتلي المعارضة من الغوطة الشرقية، في حين تواصل وحدات الجيش السوري تقدمها للسيطرة على مسرابا من أجل شطر الغوطة الشرقية لقسمين والفصل بين دوما وحرستا بما يمكنها من إحكام الطوق على المسلحين وتحرير المزيد من المناطق.   وأفادت تقارير صحافية أن الجيش بدأ عملية عسكرية في بلدة بيت سوا ويتقدم على محور بلدة حمورية في الغوطة الشرقية، كما ذكرت وكالة "سانا" نقلا عن مصادر عسكرية أن وحدات الجيش نفذت خلال الساعات القليلة الماضية عمليات مكثفة في محيط حوش الأشعري ومزارع المحمدية والريحان وبلدات مسرابا وبيت سوا ومزارعهما في القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية.   من جهته أكد ضابط سوري من القوات العاملة في جبهة الغوطة الثلاثاء، أن "السيطرة على مسرابا وبيت سوى ستكون بمثابة سلسلة الدومينو لتساقط معاقل المسلحين في نقاط الغوطة في ريف دمشق".   وتبعد وحدات الجيش عن الالتقاء بالقوات في محور إدارة المركبات حوالي أقل من 3 كم فقط، وفي حال وصول القوات إلى إدارة المركبات من محور مسرابا ستكون الغوطة الشرقية قد شُطرت إلى قسمين، وبالتالي فرض حصارًا جديدًا على مسلحي جيش الإسلام في دوما و أحرار الشام في حرستا شمالا، ومسلحي فيلق الرحمن والنصرة جنوبا، علمًا أن وحدات الجيش كانت قد سيطرت الثلاثاء على بلدة المحمدية وقرية حوش الأشعري بشكل كامل بعد أن دحرت الإرهابيين منهما لتسيطر بذلك على نحو 40% من المساحة التي يسيطر عليها المسلحون في الغوطة الشرقية.   وبالتوازي مع عملياته العسكرية، يواصل الجيش تأمين الممر المحدد عبر مخيم الوافدين بالتنسيق مع مركز المصالحة الروسي، لخروج المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية حيث اتخذ الجيش بالتعاون مع الجهات المختصة منذ 9 أيام جميع الاستعدادات اللوجستية لاستقبال المدنيين الخارجين من الغوطة.