دمشق- ميس خليل
يقترب الوضع في سورية مِن الحسم فإما يغادر أحد الطرفين (الناتو أو روسيا) أو ستبدأ مواجهة مفتوحة بين روسيا وإيران ضد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ويحتاج الناتو في الوقت الحالي ليومين آخرين لتكتمل المجموعة للعدوان على سورية، وذلك حسب تقرير لموقع "كاتيوشا أورغ" بعنوان "كوكتيلات الحرب العالمية الثالثة هل تبدأ في سورية؟"، وفي ما يلي أهم نقاط التقرير كما أوردتها "سبوتنك".
وصلت الغواصة النووية البريطانية "HMS Talent" 8 سبتمبر/ أيلول، إلى البحر المتوسط حسب تقارير وسائل الإعلام، ويوجد على متنها 10 صواريخ مجنحة "توماهوك"، قادرة على ضرب أهداف على بعد 1600 كم، ووفقا إلى موقع "كاتيوشا أورغ" الروسي فإن المسافة الفاصلة بينها وبين الساحل السوري تبلغ نحو 3600 كم، أي أنها تحتاج لتعبر 2000 كم تقريبا من أجل شن الضربة على مواقع الجيش السوري وحلفائه، وهذا يستغرق نحو 40 ساعة، وإذا اعتمدنا على البيانات المعطاة فإنه من المتوقع أن تصل الغواصة إلى الموقع المطلوب خلال يومين، ولا ننسى أنه الآن توجد في تلك المنطقة 3 غواصات نووية أميركية و3 مدمرات أميركية، ووفقا إلى حسابات الخبراء فإن هذه المجموعة تحمل 148 صاروخ "توماهوك" على الأقل، أو 158 قطعة من هذا السلاح، إذا أخذنا بالاعتبار الغواصة البريطانية، وبالإضافة إلى الطيران والأسطول، بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا بزيادة القوات البرية، إذ نشر البنتاغون قوات إضافة في قاعدة التنف.
وأعلن نائب رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي للشؤون الخارجية، جنرال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، فلاديمير جباروف، إلى أنه بهذه الخطوات تحاول الولايات المتحدة إثارة نزاع عسكري مع روسيا.
وقال جباروف: "لقد اتخذنا جميع التدابير اللازمة لتجنب التصادم، لكن مع الأسف، الأميركيون بكل هذه الخطوات يحاولون إثارة نوع من الصراع العسكري بين البلدين. وبالطبع، إذا كان هناك حتى ولو تهديد صغير على جنودنا فإن روسيا ستكون أيضا مستعدة للرد".
وظهر خلال الآونة الأخيرة في الصحافة الأميركية تصريحات بأن الولايات المتحدة لا تستبعد ضرب مواقع القوات الروسية والإيرانية في سورية، إذ نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"عن مسؤولين أميركيين أن رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب ينظر في ما إذا كانت القوات الأميركية ستضرب القوات الروسية والإيرانية في سورية، في حال شن الهجوم على القوات الحكومية السورية.
وقال المصدر للصحيفة إن الرئيس السوري بشار الأسد "وافق على استخدام الكلور في الهجوم على آخر معقل كبير للمسلحين في محافظة إدلب السورية"، مشيرا إلى أن ذلك قد يدفع القوات الأميركية إلى ضربة الرد.
والآن تتركز تقريبا كل القوة العسكرية الرئيسية في سورية في الشمال على الحدود مع محافظة إدلب، وفعليا العملية في إدلب بدأت، فاستمرت الخميس الغارات الجوية المكثفة لسلاح الجو الروسي وسلاح الجو السوري، وبالإضافة إلى ذلك يستمر تكثيف عمليات المدفعية للقوات السورية، والأهم من ذلك أن تركيا نشرت قوات إضافية في شمال إدلب.
ونشرت بريطانيا قوات برية لكن ليس في سورية بل أقرب إلى الحدود الإيرانية، فأرسلت الكثير من المعدات إلى قاعدة دومكا و"أماكن أخرى". وبالنظر إلى الوضع فإنه في حال بدأ النزاع، يستطيع البريطانيون بدء عدوان واسع ضد إيران، ولا ننسى أن وزير الدفاع الألماني أعلن أنه قد يشارك في شن الضربة على سورية.
ويتجه الوضع بشكل عام في الشرق الأوسط نحو حرب عالمية، حيث يمكن أن تؤدي ضربة ترامب إلى إثارة سلسلة من الاشتباكات على الأرجح، والضربة الرد على الضربة يمكن أن تثير حربا عالمية حقيقية، ونذكر أن روسيا بدأت بمناورات ضخمة في البحر المتوسط ونشرت أكبر مجموعة من القوات منذ أن شاركت في العملية في سورية، وبدأت كذلك أضخم مناورات منذ العام 1981 "الشرق-2018"، التي تشارك فيها قوات صينية ومنغولية.
والأهم من ذلك كله أن قوات الإنزال الجوي وقوات الرد السريع وضعت في حالة تأهب قصوى، وفي الواقع هذا تدريب على تصرفات الجيش في حال الحرب الحقيقية الواسعة النطاق، ويخلص الموقع إلى أنه بقي أن نأمل شيئا واحدا فقط، وهو أن لا تبدأ واشنطن هذه الحرب.