القاهرة- إسلام محمود
أكّد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على أن العلاقات المصرية الروسية، اكتسبت ثقة كبيرة على مدار الأعوام الماضية، وأن التعاون بين البلدين امتد ليشمل جميع المجالات.
جاء ذلك خلال القمة الثنائية المشتركة، بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي، ونظيره الروسي فلادمير بوتين، لمناقشة عدد من القضايا السياسية والاقتصادية والملفات ذات الاهتمام المشترك
وقال السيسي، خلال المؤتمر الصحافي المشترك، إنه يسرني أن أؤكّد لكم بالغ سعادتي بالزخم الكبير الذي اكتسبته العلاقات المصرية الروسية على مدار الأعوام الرابعة الماضية والإنجازات، التي تحققت في مختلف المجالات وعلى رأسها مشروع التعاون الضخم بين البلدين المتمثل في اتفاقية إنشاء المحطة النووية في الضبعة.
وأضاف أن مشروع الضبعة يُعد بدون شك عنوانًا لنقلة نوعية في مستوى التعاون بين البلدين الصديقين، بالإضافة إلى مشروع المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد الذي ينقل التعاون الاقتصادي بين البلدين من مرحلة التبادل التجاري إلى مرحلة التعاون في التصنيع، والذي أثق أنه سيؤدي إلى طفرة حقيقية في حجم ونوعية الاستثمارات الروسية المباشرة في مصر.
وأوضح أن تلك الجهود المشتركة تكللت في تعزيز الصداقة بين البلدين بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة، التي سنكتب من خلالها فصلًا جديدًا على درب التعاون فيما بيننا وستفتح آفاقًا ممتدة في الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية وشراكتنا الإستراتيجية.
وتابع قائلًا أنه تم الاتفاق مع الرئيس بوتين على إعلان عام 2020 عامًا ثقافيًا بين مصر وروسيا، حيث نأمل أن يشهد هذا العام العديد من المناسبات الاحتفالية التي تعكس التواصل الثقافي والحضاري والفني بين البلدين والشعبين الصديقين.
وأكّد الرئيس السيسي أنه ونظيره الروسي، تطرقا إلى القضية الفلسطينية ولمسا التقارب الكبير في مواقف مصر وروسيا إزاء عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، لاسيما تأكيد الثوابت المتمثلة في ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين ووفقًا لحدود عام 1967 ولأحكام القانون الدولي ومبادرة السلام العربية.
ونوه إلى تطور الأوضاع في سورية، حظيت بحيز مهم من النقاش، حيث اتفقنا على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق بين مصر وروسيا بشأن هذا الملف الحيوي والعمل على تفادي المزيد من التصعيد الميداني في سورية بالتوازي مع بحث سبل دعم الحل السياسي.
وأضاف وذلك من خلال تشجيع المبعوث الأممي على إطلاق عمل لجنة صياغة الدستور في أقرب فرصة كخطوة مهمة لتهيئة الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات السياسية، وصولًا إلى حل سياسي شامل يحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري الشقيق، ويحافظ على وحدة الدولة السورية وسلامتها الإقليمية.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي إنه تم مناقشة أيضًا تداعيات الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها مدينة طرابلس وما أظهرته من خطورة الاعتماد على الميليشيات في توفير الأمن، الذي يجب أن يكون مهمة حصرية للقوات الأمنية النظامية والجيش الوطني، كما أكدنا على أهمية التزام المجتمع الدولي بالتنفيذ الكامل لمبادرة المبعوث الأممي، غسان سلامة، للحل في ليبيا بجميع عناصرها وما يتطلبه ذلك من تجنب الدخول في مسارات موازية للحل لن تفضي إلا لإطالة الأزمة وتوسيع هوة الخلاف في الرؤى بين الأطراف المعنية، كونها لا تحظى بالضرورة بتوافق ليبي أو دولي».
وأوضح أن تم الاتفاق أيضًا على أهمية تعزيز تبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة، اتصالًا بجهود التصدي للإرهاب، خاصة فيما يتعلق بانتقال الإرهابيين من مناطق عدم الاستقرار إلى دول أخرى وارتكابهم أعمالًا متطرفة بتلك الدول، مشيرًا، " أكدنا كذلك على ضرورة منع الدول لمرور هؤلاء الإرهابيين عبر أراضيها، وتبادلنا المعلومات بشأنهم مع كافة الدول الأخرى والمنظمات الدولية المعنية، كما أكدت انفتاح مصر للتعاون المكثف مع روسيا في هذا المجال باعتبار البلدين شريكين تقليديين تجمعهما رؤية واضحة ومشتركة إزاء هذا التحدي الخطير على استقرار المنطقة".
وأكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على أن رحلات الشارتر بين مدن روسيا ومنتجعات شرم الشيخ والغردقة المصرية ستنطلق قريبًا، مضيفًا، "نعمل على إعادة إطلاق رحلات الشارتر بين روسيا والمنتجعات المصرية المشهورة لدى الروس في الغردقة وشرم الشيخ قريبًا، ونحن واثقون من أن أصدقاءنا المصريين يعملون ما في وسعهم في هذا الاتجاه".
وتوقفت الرحلات السياحية بين مصر وروسيا، في صيف 2015 بقرار أمني روسي، بعد الحادث الإرهابي الذي أسفر عن تحطم طائرة ركاب روسية فوق سيناء، كان على متنها 224 شخصًا قتلوا جميعًا.
وأضاف الرئيس الروسي بوتين أن المهمة الأساسية الآن في سورية، تتمثل في عملية إعادة الأعمار وتكثيف العمل لعودة المهجرين إلى وطنهم إضافة إلى تشكيل لجنة مناقشة الدستور، مشيرًا إلى أنه أبلغ الرئيس المصري بمضمون اتفاق سوتشي بشأن إدلب، مبينًا أنه تم الاتفاق على ضرورة إيلاء اهتمام خاص بالوضع في محافظة إدلب التي تتجمع فيها أعداد كبيرة من الإرهابيين، وهناك خطر من انتشارهم إلى الدول المجاورة.
ووصف بوتين الاعتداء الذي استهدف كلية البوليتكنيك، في مدينة كيرتش غربي شبه جزيرة القرم الروسية، بأنه جريمة، مشيرًا إلى استمرار التحقيق في دوافعه وملابساته.