القوات الحكومية السورية

قصفت القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جانب آخر، محاور في مدينة درعا، بالتزامن مع اشتباكات مستمرة بوتيرة متفاوتة العنف بين القوات الحكومية في منطقة اللواء 52 وفي داخل بلدة الحراك من الجانبين الشمالي والشرقي للبلدة ومحاور أخرى قريبة منها، ضمن استمرار عمليات القوات الحكومية لتوسعة سيطرتها ضمن الريف الشرقي لدرعا، وتقليص سيطرة الفصائل، بعد أن تمكنت القوات الحكومية من تحقيق تقدم واسع في ريف درعا عبر السيطرة على بلدات بصر الحرير ومليحة العطش والمليحة الشرقية والمليحة الغربية ومنطقة اللجاة التي تجري بتمشيطها، بعد خلوها من مقاتلي الفصائل.

وتحاول السيطرة على بلدة الحراك وقرى أخرى في الريف الشرقي لدرعا، كما استهدفت الفصائل مناطق سيطرة القوات الحكومية أحياء بمدينة درعا، ما تسبب بدوي انفجارات عنيفة هز المنطقة، وتسبب بدمار وأضرار في مناطق سقوط القذائف، ومعلومات عن خسائر بشرية جراء القصف، بالتزامن مع القتال المستمر داخل المدينة بين الطرفين.

ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار عمليات القصف المدفعي والصاروخي، حيث استهدف القصف مناطق في درعا البلد بمدينة درعا، وأماكن أخرى في بلدة داعل،  بالتزامن مع قصف من قبل الطائرات الحربية والمروحية على مناطق في بلدة المسيفرة ومناطق في درعا البلد بمدينة درعا، فيما رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تصاعد أعداد الشهداء في مجزرة الطيبة إلى 13 شهيدًا بينهم 5 أطفال على الأقل دون سن الثامنة عشر و3 مواطنات، وبذلك يرتفع إلى 24 بينهم 10 أطفال و4 مواطنات عدد الشهداء الذين قضوا اليوم في محافظة درعا، ليرتفع بدوره إلى 71 على الأقل من بينهم سيدة وابنها إضافة لـ 11 مواطنة و14 طفلاً، وعنصران اثنان من الدفاع المدني، عدد الشهداء المدنيين الذين وثق المرصد السوري استشهادهم منذ الـ 19 من حزيران / يونيو الجاري من العام 2018، في القصف الجوي والمدفعي والصاروخي من قبل القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها على عدة قرى وبلدات في الريف الدرعاوي.

وعلى صعيد متصل، فقد ارتفع إلى 22 على الأقل عدد قتلى القوات الحكومية وحلفائها، جراء تفجير مفخختين استهدفتهم في بلدة ناحتة، ليرتفع إلى 58 على الأقل عدد عناصر القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من ضمنهم ضباط ممن قتلوا في التفجيرات والقصف والاشتباكات في الفترة ذاتها، في ريف درعا، كما وثق المرصد السوري ارتفاع أعداد مقاتلي الفصائل الذين قضوا إلى 49 مقاتلًا على الأقل، ممن قضوا في القصف الجوي والبري والاشتباكات العنيفة، منذ الـ 19 من حزيران / يونيو الجاري من العام 2018.

في حين نشر المرصد السوري قبل ساعات أنه رصد تمشيط القوات الحكومية لقرى منطقة اللجاة الواقعة في القطاع الشمالي الشرقي من ريف محافظة درعا، حيث تضم المنطقة أكثر من 20 قرية وبلدة، خالية من تواجد الفصائل، التي أجبرت خلال سيطرة القوات الحكومية على بصر الحرير ومليحة العطش أمس الأول على الانسحاب من المنطقة قبيل محاصرتها بشكل كامل من قبل القوات الحكومية، إذ انسحبت الفصائل نحو مناطق سيطرة الفصائل الواقعة في الريف الشرقي لدرعا، فيما لم تدخل القوات الحكومية إلى الآن إلى كامل البلدات والقرى في منطقة اللجاة، كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل ساعات أنه المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن حركة النزوح لا تزال مستمرة مع اتساع رقعة القصف الجوي والبري من قبل القوات الحكومية والطائرات الروسية والتابعة للنظام المروحية والحربية، حيث بلغ تعداد النازحين عشرات آلاف المدنيين، ممن تركوا بيوتهم وقراهم وبلداتهم ونزحوا نحو مناطق بعيدة عن القصف، فيما أكدت المصادر الموثوقة أن القوات الحكومية وبعد إغلاقها الطرق في وجه النازحين نحو مناطق سيطرتها.

وعمدت إلى فتح معبرين رئيسيين نحو مناطق سيطرتها، أحدهما هو معبر أبو كاسر الواقع قرب منطقة داعل والثاني معبر كفرشمس بريفها الشمالي الغربي، أمام النازحين القادمين من ريف درعا والراغبين بالدخول نحو مناطق سيطرة القوات الحكومية فرارًا من القصف المدفعي والصاروخي والجوي الذي يلاحقهم، حيث أقدمت القوات الحكومية على فتح 3 مراكز إيواء للنازحين في بلدات ازرع وجباب وقرفا.

وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الحكومية نفذت مداهمات جديدة في العاصمة دمشق وريفها، ضمن المناطق التي جرت فيها سابقاً اتفاقات تهجير للفصائل والمدنيين الرافضين للاتفاق، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن القوات الحكومية نفذت مداهمات في حي برزة الدمشقي، واعتقلت عدداً من الشبان من الحي واقتادتهم إلى أفرعها الأمنية، فيما شهدت مدينة دوما انتشار القوات الحكومية مجدداً داخل مدينة دوما، وتنفيذها لمداهمات في منطقة مسجد النعسان بالمدينة، تزامنت مع قيام عناصر من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها بتعفيش منازل خالية من سكانها.

وكان رصد المرصد السوري في الـ 24 من حزيران/يونيو الجاري، انتشارًا للقوات الحكومية داخل أحياء في مدينة دوما، وقيامها باعتقالات طالت 4 شبان من شارع الجلاء في المدينة، حيث اقتيدوا إلى جهة مجهولة، وتأتي هذه الاعتقالات بعد نحو 24 ساعة من تنفيذ القوات الحكومية مداهمة أخرى في شارع الجلاء بمدينة دوما.

وأغلقت القوات الحكومية الشارع وفتشت المنازل بواسطة أجهزة قالت مصادر أنها كانت تبحث عن أسلحة مخبأة، فيما عمد عناصر من القوات الحكومية إلى تعفيش ممتلكات مواطنين في بعض المنازل غير المسكونة، كما كان المرصد السوري نشر في الـ 21 من شهر حزيران / يونيو الجاري، أنه تجددت عمليات الاعتقالات والمداهمات التي تنفذها القوات الحكومية، في غوطة دمشق الشرقية، ضمن تجاهل متجدد للضمانات الروسية المقدمة في صفقة تهجير سكان الغوطة نحو مراكز الإيواء والشمال السوري، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها، مداهمات نفذتها القوات الحكومية، في المنازل القريبة من منطقة البرج الطبي في وسط مدينة دوما، التي كان يسيطر عليها جيش الإسلام قبيل خروج مقاتليه وقادته وعوائلهم منها نحو الشمال السوري.

وأكدت مصادر أهلية للمرصد السوري أن عناصر النظام الذي داهموا هذه المنطقة، كانت ترافقهم مجموعة من القوات الروسية، وجرت عملية تفتيش المنطقة، بحثًا عن أسلحة على اعتبار أن المنطقة التي جرى تفتيشها ومداهمتها، كانت تضم في السابق مقرات قيادية لجيش الإسلام قبيل مغادرته للمنطقة، فيما تزامنت هذه المداهمة مع رصد سكان من دوما تحليق طائرة يرجح أنها طائرة استطلاع روسية، على علو مرتفع في فترات متقطعة خلال خمسة أيام متتالية، ولم يعرف ما الهدف وراء تحليق الطائرات، إلا أن سكان رجحوا للمرصد السوري أن يكون الطيران يعمد إلى تصوير المنطقة.

وكان المرصد السوري رصد في الـ 6 من حزيران / يونيو الجاري من العام 2018، تنفيذ اعتقالات جديدة من قبل القوات الحكومية وأجهزتها الأمنية بحق المدنيين السوريين في المناطق التي تعرضت لتهجير في أوقات سابقة، والتي تبقى فيها عشرات آلاف المواطنين بعد تقديم ضمانات لبقائهم في مناطقهم، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها، إقدام القوات الحكومية وأجهزتها الأمنية على تنفيذ حملة دهم واسعة خلال الـ 48 ساعة الماضية في مدينة التل الواقع بريف دمشق.

وداهمت القوات الحكومية أكثر من 110 منازل ومحال تجارية بحثًا عن مطلوبين للخدمة الإلزامية والاحتياطية في جيش النظام، حيث طالت الاعتقالات عدة شبان واقتيدوا إلى مراكز أمنية على أن يجري سوقهم إلى خدمة التجنيد الإجباري، ورصد المرصد السوري أمس الثلاثاء، مواصلة القوات الحكومية مع أجهزتها الأمنية، تنفيذ المزيد من الاعتقالات بحق المواطنين في غوطة دمشق الشرقية، رغم الضمانات الروسية للمواطنين المتبقين في المنطقة، ممن قبلوا باتفاق فصائل المنطقة وممثليها مع الروس والنظام، حيث رصد المرصد تنفيذ اعتقالات بحق 4 شبان في بلدة كفربطنا، التي كان يسيطر عليها فيلق الرحمن قبيل تهجير مقاتليه وعوائلهم والمدنيين من مناطقه نحو الشمال السوري