كابول - مصر اليوم
إقتحم مقاتلو حركة طالبان القصر الرئاسي في كابول دون وقوع أي اشتباكات مع حراس الأمن هناك، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية. وقالت الوكالة نقلاً عن مصدر في حركة طالبان إن مقاتلي الحركة دخلوا القصر الرئاسي مساء الأحد بعد أن "وافقت" قوات الأمن المتمركزة في القصر على "دعوة طالبان للسلام". وأضاف المصدر، الذي لم يُذكر اسمه، متحدثاً من داخل القصر، أن قائد اللجنة العسكرية في طالبان الملا عبد القيوم ذاكر، موجود في القصر أيضاً. وقالت الوكالة إن مقاتلي طالبان موجودون الآن في معظم مناطق العاصمة الأفغانية لـ "ضمان أمن المدينة".
وباتت أفغانستان على وشك الوقوع بالكامل تحت سيطرة حركة طالبان مع فرار الرئيس أشرف غني من البلاد. وقد وصل مسلحو طالبان إلى ضواحي العاصمة كابول في وقت مبكر الأحد، لكن الحركة قالت إن مقاتليها يتم إرسالهم إلى داخل المدينة الآن. وسعى الناس إلى الأمان من القتال في كابول ولكن كانت هناك مشاهد ذعر. وقد أحكمت طالبان سيطرتها على البلاد بأكملها تقريباً مع انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة. وتداعت الدول الغربية أيضاً لإجلاء مواطنيها. وأرسلت الولايات المتحدة مروحيات عسكرية لنقل الموظفين من مجمع السفارة المحصن جداً في كابول إلى المطار.
وقالت وزارة الداخلية الأفغانية إن مفاوضات أُجريت بشأن ضمان الانتقال السلمي للسلطة.وفي رسالة تطمين للأفغان، قال سهيل شاهين، المتحدث باسم طالبان لبي بي سي: "نؤكد للشعب في أفغانستان أنه لن يكون هناك انتقام من أي أحد".وتخطط روسيا للدعوة إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة الوضع في أفغانستان.وأعلنت موسكو أنها لن تغلق سفارتها في كابول لأنها تلقت ضمانات أمنية من طالبان. ونقل عن متحدث باسم السفارة الروسية في كابول إن موسكو مستعدة للتعاون مع حكومة مؤقتة في أفغانستان.ويأتي دخول حركة طالبان كابول بعد عشرين سنة من طردها منها بعد غزو عسكري بقيادة الولايات المتحدة
وتقول تقارير إن كثيرا من الناس في العاصمة الأفغانية يحاولون الوصول إلى مطار كابول حتى أن بعضهم تركوا سياراتهم في الطريق وتوجهوا إلى المطار سيرا على الأقدام بسبب التكدس المروري.وسادت حالة فوضى في كابول، إذ تزاحم كثيرون على ماكينات الصراف الآلي لسحب النقود، وتكدس آخرون أمام مكتب جوازات السفر ومراكز استخراج تأشيرات دخول الدول الأجنبية.أن شاهين قال لبي بي سي إن "الناس في كابول لا ينبغي أن يقلقوا على الإطلاق، فأرواحهم وممتلكاتهم في أمان".وأضاف: "نحن في خدمة هذا الشعب وهذا البلد"، مؤكدا أن طالبان لا تريد أن يهرب الناس إلى خارج البلاد، لكن تريدهم أن يبقوا وأن يشاركوا في إعادة إعمارها بعد انتهاء الحرب.
كما أكد أن طالبان سوف تمنح النساء الحق في التعليم والعمل. ودافع الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قراره بالإسراع من وتيرة انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، قائلا إنه لا يجد مبررا "للوجود العسكري الأمريكي اللانهائي وسط صراع أهلي آخر في البلاد".وتقوم الولايات المتحدة في الوقت الراهن بإجلاء بعثتها الدبلوماسية ومواطنيها من سفارتها لدى كابول وسط تقارير تشير إلى أن أمريكيين يُنقلون على متن طائرات حربية من مطار كابول الذي يوجد به 5000 من القوات الأمريكية التي تش وفي حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، يشير المحلل السياسي والناشط الأفغاني شريف هوتاك، إلى رف على عملية الإجلاء .
وقال المحلل السياسي والناشط الأفغاني شريف هوتاك، إلى إلى أن المجتمع الدولي سيتعاطى ببراغماتية شديدة مع الأوضاع ولن تكون مواقفه على مسافة واحدة، إنما ستتباين وفقا للمصالح والأهداف الجيوسياسية لكل طرف، وسوف يجري الاعتماد على قوى إقليمية ومحلية لإحداث توازن مع طالبان في أفغانستان، ومن بين هذه القوى باكستان وإيران وروسيا .ويلفت هوتاك إلى أن تسارع الأحداث كان مباغتا للجميع أو بالأحرى كشف عن إخفاق التقديرات الأميركية، غير أن الرئيس الأفغاني الذي على ما يبدو سوف يسلم السلطة لطالبان لن يكتب فصل النهاية، مرجحا "أن تضم السلطة الانتقالية عناصر من حكومة أشرف غني الأمر الذي سيجري بضغوطات عديدة ومتفاوتة لإحداث توازن مع عناصر الحركة، لكن التخوفات من حالة السيولة والانفلات، وتصاعد الأوضاع لحرب أهلية".وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني قد أجرى قبل فراره من كابول محادثات مع الدبلوماسي الأميركي زلماي خليل زاد وعدد من كبار مسؤولي الناتو، بالتزامن مع دخول عدد من عناصر الحركة العاصمة، وفي ما يبدو أن لا نية للاعتراف أو التعاطي مع الحركة ومنحها للشرعية. بحسب المحلل السياسي والناشط الأفغاني.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :