الدار البيضاء - رضى عبد المجيد
قررت بلغاريا تسليم مغربي إلى بلاده، صدرت في حقه مذكرة توقيف وطنية وأخرى دولية من قبل "الانتربول" بسبب صلته بتنظيم "داعش" المتطرف. وألقت السلطات البلغارية القبض على نوفل زهري (35 عامًا) وهو يحاول العبور إلى البلاد عبر الحدود مع تركيا، وكان يستخدم في تحركاته جواز سفر سوري مزوّر.
وكشفت تحقيقات الشرطة البلغارية أن نوفل زهري لديه علاقة ب"داعش"، وأنه كان يعمل كمهندس لدى التنظيم، علما أن مذكرة البحث الوطنية الصادرة في حقه تفيد بأن المطلوب "عوض مخلص للجماعة المتطرفة". وكانت محكمة هاسكوفو في جنوب بلغاريا قد أوردت أن المغربي "صدرت في حقه مذكرة اعتقال من طرف الإنتربول في الرباط، بسبب أنشطته المتطرفة والانتماء إلى تنظيم داعش"، وبناء على ذلك قرر القضاء البلغاري الاحتفاظ به لمدة ثلاثة أشهر تمهيدا لتسليمه للمغرب.
وحسب مذكرة البحث والتوقيف، التي أصدرها الإنتربول في الرباط ، فإن المشتبه فيه "كان يعمل في جهاز المكننة لدى قيادة المعسكرات في مدينة الميادين السورية"، وأضافت المذكرة ذاتها أن معطيات تشير إلى أنه شوهد بحزام متفجرات وقنابل يدوية وأسلحة.
وبعد أن اعتقلته السلطات البلغارية بموجب المذكرة الدولية التمس نوفل زهري من المحكمة عدم ترحيله، مدعيا أنه "سيتعرض للتعذيب داخل السجن في المغرب، وأكد "أنا لست إرهابيا" لافتا إلى أنه عاش أربعة أعوام في سوريا مع زوجته وأبنائه الستة.
وأعلن القضاء البلغاري في الثالث عشر من شهر يناير الماضي اعتقاله للمغربي نوفل زهري للاشتباه في علاقته ب"داعش"، قبل أن تقرر تسليمه إلى السلطات المغربية الجمعة، وكان نوفل زهري يعتبر بمثابة العقل المدبر لمجموعة من العمليات التي تبناها تنظيم داعش، مستغلا تكوينه الأكاديمي في مجال الهندسة.
ووفق إشعار تلقته السلطات البلغارية من قبل المغرب، فان زهري كان مطلوبا بتهمة تشكيل جماعة لارتكاب اعمال ارهابية والاستخدام غير القانوني للأسلحة النارية الموجهة ضد الأمن القومي والنظام العام في المغرب، وقد تلقى في هذا الصدد تداريب مكثفة وهي التداريب التي حاول تقديمها لعناصر متطرفة في المغرب، إلى جانب جمع الأموال وتجنيد مجموعات كبيرة من الشباب بالمغرب للانضمام إلى"داعش".
وفي إطار اتفاقيات التعاون الأمني على المستوى الدولي، نجح المغرب في تسليم 80 شخصا مطلوبا من قبل العدالة إلى بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وسويسرا وإسبانيا خلال السنة الماضية ومطلع العام الجاري، جلهم مطلوبون في قضايا تتعلق بالاتجار الدولي في المخدرات.
في مقابل ذلك، لا تعتبر هذه العملية الأولى من نوعها خلال السنة الجارية بالنسبة إلى تسليم المطلوبين للعدالة المغربية، بعد قرار إيطاليا تسليم مصطفى الحسوني (37 سنة) إلى المغرب، بعد صدور مذكرة بحث دولية في حقه في 2012، حيث صدرت في حقه أحكام قضائية غيابية في المغرب، بالسجن المؤبد، بتهم تتعلق باغتصاب ثلاث فتيات، اثنتين منهما قاصر، وإجبار إحداهما على إجهاض مولودها بمدينة فاس.
وسلمت سورية 60 امرأة شهر مارس الماضي إلى المغرب، لديهن صلة بتنظيم داعش، كما قامت بلجيكا بترحيل مغاربة ينتمون إلى التنظيم ذاته بعد رفض طلباتهم باللجوء السياسي.
هذا ويواجه مغاربة آخرون ينتمون إلى "داعش"، مصيرًا مجهولاً بعد اعتقالهم في العراق، إلى جانب دفعة من المغاربة المحتجزين في ليبيا، الذين فشلوا في العبور إلى إيطاليا بشكل غير قانوني.