طرابلس ـ فاطمة سعداوي
أكّدت مصادر عسكرية ليبية اليوم السبت، تحطم مقاتلة من طراز "ميغ 21" تابعة لسلاح الجو الليبي ونجاة قائدها في منطقة الصابري في مدينة بنغازي شرقي ليبيا. وأفادت المصادر بأن الطيار عادل عبدالله بوشيحة (50 سنة)، تعرَّض لكسر ورضوض، وحالته الصحية مستقرة، وخرج من مستشفى "الجلاء" للجراحة والحوادث بعد تقديم الخدمات الصحية والرعاية اللازمة له.
وأوضحت المصادر العسكرية أن الطائرة المذكورة حربية من نوع (ميغ 21)، وسقطت بسبب خلل فني قرب جزيرة دوران بودزيرة في مدخل مدينة بنغازي، وذلك بعد أن كانت في مهمة قتالية واستطلاعية. وأعلن الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي العقيد أحمد المسماري عن سقوط طائرة من طراز "ميغ 21" تابعة للجيش الليبي، ونجاة قائدها. وقال المسماري: "من غير معروف حتى الآن أسباب سقوط الطائرة"، لافتا إلى احتمال أن تكون الطائرة تعرَّضت "لنيران معادية".
قال أحمد المسماري، الناطق باسم الجيش الليبي، إن الجيش ليست لديه أي علاقة مع المجلس الرئاسي "لكونه لا يحظى بثقة البرلمان وبموافقة نواب الأمة". وأضاف المسماري أن الجيش الليبي "ليس طرفًا في أي نزاع سياسي، فنحن مؤسسة وطنية عسكرية تقوم بمعركة ضد الإرهاب".
وكشف المسماري أن الجيش الليبي "ينتظر الأوامر فقط للتحرك من أجل تحرير العاصمة طرابلس"، مضيفا " على المليشيات تسليم أسلحتهم والخروج من المشهد الليبي والاعتراف بسيادة ليبيا". وتابع "رسالتنا للمجتمع الدولي هي عليهم أن ينحازوا للمجتمع الليبي وأن لا ينحازوا للمليشيات ولأسماء وهمية".
وأعلن الجيش الوطني الليبي، السبت، استعادة السيطرة على محور العمارات 12 الواقعة ما بين منطقة بوصنيب و قنفودة بمدينة بنغازي، وهو آخر معقل لتنظيم "القاعدة"، غربي المدينة.
وقال المتحدث باسم القوات الخاصة، رياض الشهيبي، إن العمارات باتت نظيفة تماما من مسلحي القاعدة الذين كانوا يتحصنون بها بعد تضييق الخناق عليهم من قبل قواتنا. وبحسب مسؤول مكتب الإعلام بالقوات الخاصة فإن محور العمارات "تحرر بالكامل بعد انهيار دفاعات الإرهابيين تحت قصف جوي ومدفعي عنيفين من قبل الجيش الوطني".
وسبق أن قال القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر في كلمة وجهها الى سكان طرابلس، إن "القوات المسلحة الليبية لن تخذلكم"، وإن "الانتظار لن يطول حتى تعود العاصمة إلى حضن الوطن". وأجرى حفتر مداخلة صوتية عبر قناة محلية تابعة للجيش، في وقت متأخر من مساء الجمعة، وجه خلالها رسائل عدة إلى أهالي طرابلس والمتظاهرين المدنيين الرافضين لوجود الميليشيات بالعاصمة.
وقال حفتر في كلمته: "إلى إخوتنا وأحبائنا في عاصمتنا الجريحة وعاصمة كل الليبين، إن صوتكم الرافض لهيمنة قوى البغي والفساد والإجرام والمطالب بالجيش والشرطة لفرض الأمن والاستقرار وطرد عصابات القتل والدمار قد بلغ مسامعنا وأفئدتنا". وأضاف: "نؤكد لكم أيها الأحبة أننا ما اخترنا أن نكون جنودا في قواتكم المسلحة إلا للذود عن الحرمات وحماية الأعراض والدفاع عن المقدسات وقهر الظالمين الطغاة.
وفي طبرق، قرّر نواب مصراتة في البرلمان الليبي اليوم السبت، تعليق اتصالاتهم مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، احتجاجًا على إصدار الحكومة بيان تأييد لمظاهرات طرابلس الحاشدة، التي طالبت بإخراج ميليشيات مصراتة والقصاص منها .
وقال التجمع السياسي لنواب مصراتة في بيان أن البرلمان تلقى باستياء شديد بيان المجلس الرئاسي، الذي اعتبر ما صدر بحق أبناء مصراتة في ساحة الشهداء بطرابلس، تعبيرًا سلميًا لحقوق سكان طرابلس. وطالب التجمع، المجلس الرئاسي بسحب بيانه بصفته ممثلًا لكل الليبيين، وتقديم اعتذار رسمي لأهالي مصراتة بخصوص التظاهرة، واعتبارها دعوات للتحريض على العنف والكراهية ضد أبناء المدينة.
وأكد تجمع نواب مصراتة، تعليق جميع الاتصالات مع المجلس الرئاسي، وتحمليه تبعات ما قد ينتج من عنف أو عنف مضاد، مع استمراره التنصل من واجباته المحددة ضمن الاتفاق السياسي، وعلى رأسها الترتيبات الأمنية لحل التشكيلات المسلحة دون استثناء.
وفي القاهرة، أكدت كلٌّ من جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، التزامهم بسيادة واستقلال ليبيا وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية، ومؤسساتها المنبثقة عن الاتفاق السياسي الليبي الموقع بالصخيرات. وأكدت المجموعة الرباعية في بيان صدر بعد اجتماع بمقر الجامعة العربية في القاهرة، السبت، على الحاجة الملحة إلى تسوية سلمية للوضع بقيادة ليبية، والتشديد على رفض التهديد أو استخدام الأطراف الليبية للقوة العسكرية، وكذلك أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا.
وشارك في الاجتماع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، الممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي إلى ليبيا جاكايا كيكوتي، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية فدريكا موغيريني، ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر.
ودانت المجموعة بشدة كافة حالات اندلاع العنف، بما في ذلك الهجمات المسلحة في الهلال النفطي التي بدأت في 3 مارس الجاري، وطالبت بالوقف الفوري للعمليات العسكرية والتخفيف من حدة الوضع، مشددة على حاجة كافة الأطراف إلى الامتناع عن اتخاذ تدابير من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الموقف على الأرض. كما طالبت المجموعة كافة الأطراف الليبية بالحفاظ على بنية ليبيا التحتية الاقتصادية والنفطية، مشددة على الحاجة إلى وجود مؤسسة وطنية موحدة ومؤهلة للنفط، مع السماح لها بالاضطلاع بكامل مسئولياتها على كافة منشآت النفط في ليبيا.
وشدَّدت المجموعة على أن نفط ليبيا وثرواتها القومية يجب أن تستخدم لصالح كافة الليبيين، ويجب أن يمر من خلال الآليات الليبية الشرعية. وأعربت المجموعة الرباعية عن قلقها البالغ إزاء التصاعد الأخير للعنف في طرابلس، وطالبت المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني ببسط سيطرته على الوضع الأمني في كافة أنحاء المدينة وفقا لأحكام الاتفاق السياسي الليبي.