القاهرة - أحمد عبدالله
احتضنت أروقة البرلمان المصري قمة "رؤساء برلمانات المتوسط"، في حضور حشد من المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين، وبرز خلال ساعات النقاش صباحا حزمة من الاقتراحات الخاصة بتفعيل استراتيجية عالمية لمكافحة الإرهاب، وآليات جديدة لمكافحته تشمل توظيف التكنولوجيا ومنصات الإعلام الحديثة.
وافتتح الحديث عضو البرلمان النمساوي "رينولدو ريبالكا" – وقال في كلمة إن تعزيز الأمن والحرب على الإرهاب من التحديات الخطيرة التي نواجهها اليوم، إلى جانب مشكلة الهجرة غير المشروعة، مضيفا أننا نحتاج إلى مكافحة تمويل الإرهاب، والتعاطي مع وسائل الإعلام التي تروج للإرهاب خاصة عبر شبكة الإنترنت، مطالبا برلمانات دول المتوسط بإعطاء هذه المشكلة الأهمية التي تستحقها.
وأكد ريبالكا أهمية متابعة الرسائل ذات المحتوى المتطرف عبر شبكة الإنترنت، والاستخدام السيء للمعلومات، مشيرًا إلى أن الموضوعات ستكون ضمن محاور عمل النمسا خلال فترة رئاستها للاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من العام الجاري.
وبيّن عضو البرلمان البلجيكي "ستيفاني جروزينيلي" أن التعايش والعيش سويا لا يمكن أن يتحقق دون تحقيق السلام وتمكين المواطنين من حقوقهم، خاصة في ظل استغلال الإرهابيين والعنصريين لذلك في الترويج لأفكارهم المتطرفة، ويقومون بإفساد الأرض وزرع الموت، الأمر الذي يستدعي من الجميع مقاومة كافة أشكال الإرهاب عن طريق تعزيز دولة القانون.
وشدّد جروزينيلي على أن مكافحة الإرهاب ليست أمنية فقط بل يجب تعزيز الاقتصاد ومكافحة الفقر وتشجيع حقوق الإنسان، مع تعزيز التشريعات لمقاومة المنظمات الإرهابية لاسيما وأن الإرهاب ليس له حدود والرد عليه يجب أن يكون متكاملا وبالتنسيق مع جميع الشركاء في العالم.
واعتبر عضو البرلمان الأوروبي "رينالدو سوري" أن الإرهاب هو التحدي الأكبر للسلام العالمي، ويجب توضيح ماهية الإرهاب أمام العالم بأنه قائم على خطأ كبير يتجسد في الأفكار الجهادية، ويعتمد على تجنيد الشباب الذين يعانون من التهميش الاجتماعي، الأمر الذي يدعو إلى الاهتمام بهذه المناحي لمناهضة كل ما من شأنه دعم الأنشطة الإرهابية ومساعدة الإرهابيين.
وطالب سوري بالمزيد من الاهتمام بكل ما يساعد على هزيمة ومواجهة الإرهاب، والاستفادة من تجارب الدول التي حاربت الإرهاب أو التي تحاربه وتعاني من الأصوليين حاليا، منبها إلى أن أوروبا تعاني حاليا ظاهرة عودة المحاربين من بؤر الصراع، وأنه يجب إيلاء اهتمام أكبر بهذه القضية، ووضع وتفعيل سياسات لإعادة تأهيلهم للتغلب ومواجهة هذا الخطر الكبير.
وأوضحت عضو البرلمان الجزائرى هدى طلحة ضرورة التعاون الدولي من أجل الاتفاق على استراتيجية عالمية لمحاربة الإرهاب تحت لواء الأمم المتحدة والتي تميز بين الإرهاب كعمل مرفوض وحقوق الشعوب فى المقاومة ضد المستعمرين.
ودعت عضو البرلمان الجزائري المجتمع الدولي إلى إلغاء العمل وفق مبدأ تجريم الفدية مقابل الرهائن، موضحة أن بلادها لم تقم بدفع أموال مقابل تحرير الرهائن، مضيفة: الجزائر تعلمت من دروسها فى محاربة الإرهاب لتختار السلام الداخلي من خلال المصالحة الداخلية وقدرته على الصمود ونضاله من أجل الكرامة وحقوق الإنسان.
وشدد رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال على أن التطرف سئ في كل أشكاله، ويقود إلى الإرهاب، وأضاف "ليس هناك تطرف عنيف أو حميد بل في كل الأحوال التطرف يؤدي إلى الإرهاب سواء فكري أو ديني. وقالت ماريان عازر، عضو مجلس النواب المصري، أن إجتماع دول من أجل المتوسط في مصر، جاء بهدف نبيل، وهو محاربة الإرهاب على كافة المستويات والأصعدة، قائلا:" نحارب الإرهاب ليس من أجل حاضرنا ولكن من أجل مستقبلنا أيضا".
وأكدت عازر على أن الإرهاب يلوث الوجدان، وللأسف التكنولوجيا أصبحت إطار للإرهاب، حيث الألعاب الإلكترونية التي أصبحت لها دور فى انتحار الشباب، وهذا يستلزم دور كبير في تفعيل تشريعات للجرائم الإلكترونية، مشيرة إلى أن مصر بصدد ذلك، ولكن أيضا لابد من اتفاقيات دولية يتم تفعيلها على مستوى العالم.