القاهرة-أحمد عبدالله
عاصفة هجوم برلماني ضد تردي الأحوال الصحية في مصري، تزامن مع جلسة استمرت لـ 6 ساعات مع وزيرة الصحة هالة زايد تحت القبة، حيث نقل نواب لـ"مصر اليوم" شديد استياءهم من تواصل معاناة المواطن داخل مختلف المستشفيات في 27 محافظة مصرية.
وتحتاج نفقات الرعاية الصحية في مصر 5.64% من الناتج المحلي الإجمالي، بينما الإنفاق الحكومي على الرعاية الصحية يبلغ 2.15% من الناتج المحلي، بمعدل الإنفاق على الرعاية الصحية للفرد 153 دولارًا، وذلك بحسب الباحث أحمد عبدالوهاب، مدير الوحدة الاقتصادية بالمركزي المصري لدراسات السياسات العامة.
وتبلغ عدد المستشفيات العامة في كافة أنحاء الجمهورية، 600 مستشفى، بينما عدد المستشفيات الخاصة 1350 مستشفى، وتعد مصادر التمويل الرئيسية لقطاع الصحة هي الموازنة العامة للدولة، بحيث يتم تخصيص 61 مليار جنيه في العام الحالي للصحة.
نيابيا، أبدت النائبة إلهام المنشاوي شديد استياءها من أحول الصحة في مصر، وقالت أن الوزيرة الحالية هالة زايد مشغولة بمحاور أخرى ضمن خطة لم ترجع فيها إلى البرلمان، وأن ذلك نتج عنه مزيد من التدهور في الملف الذي لا طالما استرعى انتباه رئاسي، إن لم يكن أولوية إلى جانب التعليم، كاشفة لـ"مصر اليوم" عن أن أعضاء البرلمان عقدوا جلسة عاصفة مع الوزيرة استمرت قرابة الـ 6 ساعات، لتحذر من تجاهل ما أوصى به النواب للوزيرة.
وبسؤاله عن مطالب النواب، قالت إنها تمركزت حول ضرورة الوقوف على حقيقة الأوضاع في المستشفيات، والتي تفتقد للكثير من المتطلبات البديهية لأكثر العمليات بساطة، والابتعاد عن الشو الإعلامي والنزول إلى أرض الواقع، زيادة أعداد الأسرة في غرف العناية الفائقة أو المركزة، محاولة استقطاب الأطباء اللذين هاجروا للخارج وتسببوا في أزمة نقص أعداد الأطقم الطبية، وهي كلها مشكلات مستعصية ندرك صعوبتها، ولكن لا يجب مواجهتها بالأوامر الغريبة للوزيرة التي تطالب بالوقوف لتحية النشيد الجمهوري بالمستشفيات على سبيل المثال.
أما النائب بلجنة الصحة محمد العرجاوي، قال إن هناك غياب كامل للتنسيق الحكومي البرلماني في ملف الصحة، الأمر الذي ينعكس سلبا على حياة المواطنين، محملا التقصير إلى القيادات الوزارية الحالية العاملة في مجال الصحة، وقال أن نواب البرلمان عموما أشد حرصا على التواصل ليلا نهارا مع المسؤولين لوضع حلول فعالة ترتقي بملف الصحة ولا يلاقون إلا كل تجاهل، محذرا من رفع مذكرة رسمية إلى رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي لإبداء استياء حقيقي ومطالبة بحلول في المقابل.
وأكد العرجاوي أن نواب البرلمان لديهم خبرة ميدانية، هم يقومون بدور النائب التشريعي وعضو المجلس المحلي في نفس الوقت، على درجة عالية من الاحتكاك بالمواطنين، يعرفون ما يعانون منه عن كثب، ويوميا لديهم إطلاع على حقيقة الأوضاع في المقار الصحية بالنجوع والقرى والمدن الصغيرة، مشيرا إلى أنهم بالتالي يملكون "روشتة واقعية" بإمكانها أن تنهض بالقطاع الصحي من خلال مجموعة إجراءات متعلقة باستغلال المباني المهجورة، وسبل لتمويل شراء الأجهزة الطبية، وحسن توزيع الأطقم الطبية والتمريضية بين المناطق التي بها كثافة وأخرى لا يوجد بها، شريطة التعاون الحكومي الحقيقي.
فيما بدأت النائبة سولاف درويش عضو حزب مستقبل وطن، حديثها مع "مصر اليوم"، بأنه يسهل الوصول إلى رئيس الحكومة بدرجة أيسر وأسهل من الوصول إلى وزيرة الصحة الحالية، منتقدة الفرقعات الإعلامية التي كانت الوزارة السبب فيها كالفياجرا الحريمي أو الوقوف لتحية العلم الجمهوري في المستشفيات، كأمور هامشية لا علاقة لها بالمشكلات العويصة التي تعاني منها البلاد ويلاقيها المواطنين عند دخول مستشفى أو مقر طبي.
وأضافت درويش أن الرئيس عبدالفتاح السيسي قال إنه لا تهاون مع ملفي التعليم والصحة ووضعهم كأولوية بالنسبة له، وأوصى النواب بذلك، لتؤكد على أنه يجب إحداث طفرة هائلة في القطاع الطبي في مصر، وأن يتم الشروع في تحديث المنظومة، وأن يكون هناك حلول حكومية واقعية من وحي مشكلات يعانيها مواطنون لا يجدون ربما الشاش أو القطن في المستشفيات التي يذهبون إليهم، أو يتم إخبارهم بأنه لا مكان لهم أو سرير شاغر في غرفة عناية مركزة، محذرة من تصعيد برلماني حال لم تكن هناك إجراءات إنقاذ عاجلة للقطاع الصحي في مصر.
قد يهمك أيضا:
نائبة الإسكندرية تناشد المواطنين بعدم شرب المياه من الحنفيات