القاهرة – أكرم علي
نفت مصادر دبلوماسية سودانية ما تردد عن مطالبة بلاده قيادات جماعة الإخوان المتطرفة، المقيمين بالمغادرة، من بنات أفكار وسائل الإعلام. وقالت المصادر إنه لا توجد روابط سياسية أو تنظيمية بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم وبين تنظيم "الإخوان" في مصر ولا يوجد أي دعم لهم.
وكانت وسائل إعلام مصرية سودانية وعربية أكدت أن الخرطوم طالبت قيادات الإخوان بمغادرة البلاد خلال ساعات، وهو الخبر الذي تناولته جميع وسائل الإعلام، دون نفي رسمي من حكومة السودان، أو الإخوان حتى الآن. فيما قال الكاتب السوداني محمد برقاوي في صحيفة الركوبة إنه لم يعدّ في مقدور قناة الجزيرة الفضائية التي تنطلق من الدوحة أن تدعي بعد الان الحيادية التي تنكرها على غيرها من القنوات الأخرى !
وتابع "تكشفت من بعد ثورات الربيع العربي هويتها الإخوانية السافرة وهذا حق لا ينكره عليها أحد ..وهي التي كانت تخفيه خلف أقنعة المهنية بعد أن توفرت لها من الإمكانات ما بزت به أعرق وأكبر المرافق الإعلامية حتى في الغرب"، مشيرًا إلى اكتمال وضوح ملامح القناة القطرية الخالصة من الحياد بعد سقوط ما تبقى من ذلك اللثام تجلى خلال الأزمة الخليجية الأخيرة التي قسمت المنطقة في حالات استقطاب حادة، دفعت فيه الجزيرة بكل أدواتها القتالية لمصارعة إعلام الطرف الآخر، ولعل هذا تطور طبيعي كان لابد لها أن تتجه نحوه وإلا فقدت ترياق بقائها التمويلي وموقعها المكاني .
لكن ما يهمنا هنا هو منظورها المزدوج للمشهد السياسي والأمني في دولتي مصر والسودان في هذه الظروف التي نجمت عنها ضوائق معيشية خانقة دفعت بشعبنا إلى حافة الهاوية، فخرجت المسيرات السلمية الرافضة لذلك الوضع المزري، وقابلتها أجهزة الأمن بالعنف اللا مبرر و البطش السادي و الاعتقالات التي شملت قيادات لا تقل مكانة عن الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح في مص. وسخرت قناة الجزيرة أغلب نشراتها الخبرية وبرامجها التحليلية لتسليط الضوء على حالته التي لا تختلف كثيرًا من حيث الدوافع والظروف والملابسات الخاصة بحالات السادة إبراهيم الشيخ وعمر الدقير وسارة نقد الله و أمل هباني وكمال كرار وغيرهم من الذين يقبعون في معتقلات نظام الإنقاذ الحبيب والقريب لقلب الجزيرة .
وقال البرقاوي "نحن نعلم طبيعة الخصومة بين تلك القناة الإخوانية القطرية ونظام الحكم في مصر وإن كنا لا نبرئه من عدم العافية الديمقراطية والسير في طريق التمكين لدولة الرجل الواحد على حساب دولة الأمة التي تقر تداول السلطة على غير نهج سلطة العقلية العسكرية و الدولة العميقة التي تسللت من نوافذ الثورة الشعبية هناك الى ممرات الحكم من جديد، بعد أن استعجل الإخوان الوصول إلى التمكين عبر الديمقراطية التي اتاحت لهم تفويضًا شعبيًا لو أنهم وظفوه بالحكمة والشراكة الذكية مع القوى الوطنية الأخرى لما خرجوا بتلك الطريقة التي بددت أحلامهم وأحالتها إلى سراب يصعب صبه في مجرى العمل العلني على المدى القريب".