القاهرة ـ أكرم علي
نظم عشرات من اللاجئين الإثيوبيين المنتمين لقبيلة "الأورومو" في القاهرة، الأحد، تظاهرة أمام مقر مفوضية الأمم المتحدة في مدينة السادس من أكتوبر في محافظة الجيزة، للتقدم بشكاوى ضد سوء معاملتهم من بعض المصريين، لسبب بناء "سد النهضة"، مؤكدين عدم صلتهم بحكومة أديس أبابا
، ورفضهم لبناء المشروع من الأساس.
ورفع المتظاهرون، أعلام مصر وإثيوبيا، مؤكدين رفضهم بناء "سد النهضة" الذي سيضر مصر ولن يفيد إثيوبيا، حيث قال أحد المشاركين في الوقفة ويدعى عبدالقادر شيخ، في حديث لـ"العرب اليوم"، "إن الأوروموا فروا من إثيوبيا هربًا من الاضطهاد، لانتقادهم الحكومة الإثيوبية، وإن أديس أبابا ليست في حاجة للمياه، وإنما الهدف من إقامة السد الحصول على مكاسب سياسية، وأن التظاهرات أمام مفوضية الأمم المتحدة لدى القاهرة، جاءت للتأكيد على أن قبيلة الأورومو ليست على صلة بالحكومة الإثيوبية، وذلك بعد تعرض الكثير منا لمضايقات من المصريين لسبب بناء (سد النهضة)، رغم أنهم رافضين لبناء السد، وأنهم من أشد المعارضين للمشروع".
وأكد أحد المتظاهرين ويُدعى محمد يحيى، أنهم يعانون من الاضطهاد العرقي في بلادهم من الحكومة، وهو ما اضطرهم إلى اللجوء السياسي لبعض الدول مثل مصر وكينيا والصومال، وأن الحكومة الإثيوبية تتجاهلهم في كل القرارات التي تتخذها، بما فيها "سد النهضة"، برغم أنهم يمثلون غالبية الشعب الإثيوبي بنسبة 45 %".
وأضاف يحيى، لـ"العرب اليوم"، "لم نتعرض لمضايقات إلا منذ فترة قليلة، تتزامن مع الإعلان عن بناء (سد النهضة) الإثيوبي، مما أدى إلى مطالبة مفوضية الأمم المتحدة بحمايتهم لأنهم هاربين من بلادهم ولجئوا إلى مصر".
وأكد مسؤول في مفوضية الأمم المتحدة لدى القاهرة، في تصريحات إلى "العرب اليوم"، أن "المسؤولين في المفوضية اجتمعوا مع عدد من المتظاهرين السبت، لبحث مطالبهم، وأن المفوضية أكدت للمتظاهرين الإثيوبيين، أنها ستعمل على توفير الأمن والحماية لهم من خلال توعية الشعب المصري بأنهم ليسوا لهم علاقة ببناء (سد النهضة)، ولا ينتمون إلى حكومة أديس أبابا، وأنهما جاؤوا إلى مصر بعد تعرضهم للاضطهاد في بلادهم".
وتعد قبيلة "الأورومو" إحدى أكبر القبائل في إثيوبيا، وتشكل 45% من عدد السكان، و85% منهم يعتنقون الدين الإسلامي، وقد عانت هذه القبيلة من الاضطهاد السياسي والعرقي في إثيوبيا، وتم الزج بعدد كبير من أبنائها في المعتقلات والسجون الإثيوبية.