العريش - يسري محمد
العريش - يسري محمد
تعتبر جماعة «أنصار بيت المقدس» التي تبنت امس الاحد محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد ابراهيم، أحد أشهر التنظيمات الجهادية بسيناء، وهي أول تنظيم "جهادي" يعلن عن نفسه بسيناء بشكل علني في تصوير مرئي وهو ينفذ عملية تفجير خط الغاز الطبيعي الى اسرائيل وذلك في يوليو/تموز 2012. والجماعة تنظيم عسكري "جهادي" يتخذ من سيناء مركزا لعملياته ، وتشير الفيديوهات التي
بثها لعملياته السابقة والتي ظهر فيها عناصره وهم يرتدون ملابس عسكرية، الى أن لديهم خبرة كبيرة في رسم الخطط العسكرية وتصنيع المتفجرات واستخدام الاسلحة ، وانهم كانوا يقومون بعمليات رصد دقيق للحدود بين مصر واسرائيل".
كما تشير الفيديوهات الى ان "التنظيم يضم عدداً من ابناء سيناء والمحافظات الاخرى ، اضافة الى بعض العناصر التي كانت تتحدث بلهجة غير مصرية".
واكد التنظيم في بداية ظهوره على انه "يستهدف بشكل أساسي اسرائيل، ونفى أي صلة له بهجوم أودى بحياة 16 من قوات حرس الحدود المصري في اغسطس/آب من العام الماضي".
وبدأ تحوّل الجماعة في نظرتها الى قوات الجيش والشرطة منذ يناير الماضي حيث ظهرت في تصوير مرئي رؤية الجماعة بالنسبة لأجهزة الامن المصرية، وذلك من خلال التعليق الصوتي المصاحب حيث قال المعلق عن الأجهزة الأمنية «الأجهزة السابقة بدأت بالعودة إلى ممارسة أنشطتها الإجرامية وبنفس الأفراد السابقين، وعاد تلفيق التهم والافتراءات الكاذبة من قبل زبانية أمن الدولة من أجل تبرير عودتهم من جديد تحت اسم: الأمن الوطني، بعد أن أُفرج عن جميع السفاحين الذين ارتكبوا المذابح الشنيعة في حق الشعب، بل وخرج كلُ قتلة الثوار بأحكام البراء."
وظهر العداء الشديد من هذه الجماعة للجيش والشرطة أيضا في بيان الجماعة في اغسطس/آب الماضي والذي قالت فيه الجماعة أن "الخيانة في الجيش المصري و العمالة لليهود والأمريكان أصبحت أمرا واضحا، فما عاد جيشاً لحماية حدود البلاد وقتال أعدائها، بل أصبح جيشاً مهمته حماية حدود اليهود و تحقيق المصالح الأمريكية و الصهيونية في البلاد، ولو كان ذلك بقتل أبناء الشعب بنفسه أو بالتعاون و التنسيق مع اليهود ليقوموا هم بالقتل فإلى متى السكوت عن ذلك" ؟؟
وجاء ذلك البيان في شهر اغسطس الماضي عقب مقتل 4 من اعضاء الجماعة في غارة قالت الجماعة ان طائرة إسرائيلية بدون طيار شنتها أثناء استعدادهم لاطلاق صواريخ على إسرائيل من منطقة مصرية قريبة من الحدود بين مصر واسرائيل.
وقالت مصادر امنية بسيناء ان "اعضاء هذا التنظيم تتراوح ما بين الف وخمسمائة الى الفين فقط ، وان معظم عناصره كانت خلايا نائمة لذلك كان من الصعب تتبعهم ، وان معظمهم يقيم في مناطق قريبة من الحدود مع اسرائيل".
وقالت المصادر ان "الجماعة ليست لها علاقة مباشرة بتنظيم القاعدة ، ولكنه تميل الى بعض افكاره" .
وظهر التنظيم بشكل علني في تصوير مرئي وهو ينفذ عملية تفجير خط الغاز الطبيعي الى اسرائيل وذلك في يوليو 2012.
( لينك الفيديو https://www.youtube.com/watch?v=FO479XTK-l8 )
وفي اغسطس من نفس العام تبنت الجماعة في بيان لها على صفحات المواقع الجهادية على شبكة الإنترنت إنها كانت وراء إطلاق صاروخين في اتجاه إيلات.
وجاء في البيان: «فقد وفق الله إخوانكم المجاهدين في جماعة (أنصار بيت المقدس) في إطلاق صاروخين (غراد) على مدينة أم الرشراش (إيلات)، ولقد أحكم الإخوة التوجيه واتخذوا كافة الأسباب لسقوط الصاروخين على أهداف مأهولة ودلل عليه حالة الذعر الكبيرة التي انتابت اليهود هناك».
لينك الفيديو (https://www.youtube.com/watch?v=tUGO-256-sE )
وفي شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي ظهرت الجماعة في تصوير مرئي ثالث يتناول مقتل احد عناصرها بقرية الخريزة بمشاركة ضباط بالموساد الاسرائيلي ومعاونة بعض العملاء من البدو احدهم قطعت الجماعة رأسه بعد عرض اعترفاته في فيديو مرئي .
وفي شهر يناير الماضي تبنت الجماعة عملية جديدة ضد اسرائيل من خلال الهجوم على دورية اسرائيلية قرب الحدود مع مصر.
لينك الفيديو (https://www.youtube.com/watch?v=dirBIiSG2_E )
في تصوير حمل اسم "غزوة التأديب" لمن تطاول على النبي الحبيب وذلك ردا على ما قالت عنه ظهور فيلم يسئ الى الاسلام.
في الفيديو ظهر أحمد وجيه، أحد منفذي الهجوم على الحدود الإسرائيلية كاشفاً عن أنه كان عضواً بجماعة الأخوان المسلمين، وأنها كانت تضلله لسنوات قائلا «أنا كنت فرداً من الإخوان المسلمين، وكنت أثق في قيادتهم تمام الثقة، ولم أكن أتخيل يوماً أنه يمكن أن تضللني هذه القيادة، ولقد تربيت في أحضانهم وأنا صغير. أما عندما كبرت، و كانوا يقولون: الله غايتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا، حتى فوجئت عندما أمسكوا بزمام الأمور و بزمام الحكم أنهم لا يفعلون ذلك».
كما يظهر في الفيديو جهادي آخر يدعى وجيه، وهو مصري من محافظة المنوفية، إضافة إلى اثنين من الجهاديين كانوا يقومون بتدريبات عسكرية داخل أراضي سيناء، كما يظهر الفيديو بوضوح أماكن التدريبات وهي صحراء شبه جزيرة سيناء ويوضح كيف ينفذون تدريبات باستخدام الرشاشات الثقيلة ومدافع أر بي جي، كما تظهر عدة لقاءات أخرى أنهم تواجدوا داخل أحد المنازل بسيناء فترة من الوقت لتلقي التدريبات قبل تنفيذ العملية.
في الفيديو تواجد أيضاً قائد ميداني، ويبدو انه مدرب تدريبا عسكريا عاليا، وكان يشرح نقطة الانطلاق للعملية.
منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، انتشرت تلك المجموعات من الإسلاميين المتشددين في شمال سيناء يستقطبون صغار السن ويغدقون عليهم بالأموال ويزوجونهم أيضا في محاولة لضمهم إليهم.
وتنتشر بسيناء عدد من الجماعات الإسلامية المتشددة أبرزها الجماعات الجهادية التي ترفع راية الجهاد في وجه إسرائيل، ومعظم هذه الجماعات مرتبط فكريا أو تنظيميا بجماعات جهادية فلسطينية وهي جماعات تتبنى أفكار تنظيم القاعدة، لكنها لا تتصل بها تنظيميا، وتقترب أفكار هذه الجماعات من فكر الجماعة الإسلامية فيما يخص الجهاد باعتباره الفريضة الغائبة عن حياة المسلمين، «والهدف من الجهاد إقامة الدولة الإسلامية، وإعادة الإسلام إلى المسلمين، ثم الانطلاق لإعادة الخلافة الإسلامية من جديد» على حد قولهم.
وتقول المصادر الامية ان الجماعات الجهادية في سيناء لا تأخذ شكلا تنظيميا واحدا، حيث يتواجد على أرض سيناء عدد كبير من الجماعات الجهادية مختلفة المسميات والأهداف، أشهرها وأكبرها«السلفية الجهادية»، «الجهاد والتوحيد»، و«أنصار الجهاد»، ووأحدثها تنظيم «مجلس شورى المجاهدين، أكناف بيت المقدس وانصار بيت المقدس ، ويحمل أعضاء هذه الجماعات السلاح، ويتلقون تدريبات عسكرية شبه منتظمة على يد بعض أعضاء الجماعات الجهادية الفلسطينية، حيث يتصل عدد من هذه الجماعات بجماعات جهادية فلسطينية، خاصة أن عدداً كبيراً من المنتمين للجماعات الجهادية الفلسطينية كان ينتقل لسيناء هربا من الحصار، أو للتدريب فى بعض المناطق الصحراوية البعيدة عن أى رقابة بوسط سيناء، فضلا عن تعاون الجماعات الجهادية الفلسطينية مع نظيرتها المصرية في نقل السلاح لغزة عبر الأنفاق، وفى إخفاء بعض عناصرها حال توتر الأوضاع بالقطاع.
أما الجماعات التكفيرية، وهى جماعات تنتهج فكرا متشددا، وتتركز بالمنطقة الحدودية خاصة مركزي رفح والشيخ زويد، بالإضافة إلى منطقة الوسط، ويقوم فكر هذه الجماعات على مبدأ الجهاد ضد الكفار على حد وصفهم، وتصنيفهم للكفار يشمل كل من لا يقيم شرع الله، وهى جماعات تتبنى أفكاراً قائمة على تكفير الحاكم الذي لا يطبق شرع الله، وتنسحب على من دونه من أركان نظام حكمه، وصولا إلى قاعدة المجتمع البعيدة عن شرع الله.
ونشطت هذه الجماعات فى رفح والشيخ زويد عقب الثورة وسط غياب الأمن وتتشابه أفكار الجماعات التكفيرية المختلفة، دون أن يجمعها إطار تنظيمي واحد.
ويطلق أهالي سيناء على أعضاء هذه التنظيمات اسم «التكفير والهجرة»، أو «التكفيريين»، وتنتشر هذه الجماعات بالمنطقة الحدودية ووسط سيناء، بل فى بعض المناطق بمدينة العريش، حيث أعلنت إحدى هذه الجماعات عن نفسها بعد ثورة يناير، مستغلة حالة الفراغ الأمني التي عانت منها سيناء.
وأطلقت على نفسها اسم «تنظيم الرايات السوداء» والتي دخلت في حرب ضروس مع الشرطة ولا ترى الجماعات التكفيرية غضاضة في استهداف المدنيين، كونهم أبناء مجتمع كافر لا يقيم حدود الله على حد وصفهم .
وتسبب بعضها في إثارة الفزع بمناطق مختلفة برفح خلال الأشهر الماضية، بعد تعديهم على بعض المواطنين وأصحاب المحال والدخول في اشتباكات مسلحة مع إحدى العائلات برفح لمساندة زعيمهم وهو من عائلة أخرى نشب خلاف بينه وأحد المواطنين ودعوة بعضها لتطبيق الشريعة بالقوة، لذلك لا يحظى أبناء هذه الجماعات بأي تعاطف من أبناء سيناء.
وتقول المصادر الامنية ان العدد الأكبر من هذه الجماعات فى المنطقة الحدودية، خارج المدن « قرى رفح والشيخ زويد» وفى منطقة الوسط.
وتمتلك معظم هذه الجماعات أسلحة، لكن بشكل غير تنظيمي، وتميل معظم الجماعات التكفيرية في سيناء إلى الانغلاق على نفسها، ولا تميل إلى الاتصال تنظيميا بأي جماعات إسلامية أخرى، ويوجد أيضا نوع من الجماعات الإسلامية الذي يمكن وصفه بـ«الخلايا النائمة»، حيث إنها جماعات إسلامية غير محددة الفكر بشكل واضح، إذ تنتهج خليطا من الأفكار السلفية والجهادية والتكفيرية. واستولت تلك الجماعات على منابر المساجد بالقوة خاصة في بعض القرى، وهددت الأئمة بل وصل الأمر إلى قيامهم بالاعتداء على أحدهم وطرده من المسجد والاستراحة بالقوة كما شغل بعضهم الفراغ في عجز الأئمة وأصبحوا يبثوا أفكارهم بطريقة شرعية عبر منابر المساجد الأهلية، والتى لم يتم ضمها للأوقاف بشمال سيناء ومن المساجد التي سيطرت عليها الجماعات برفح مساجد النور وأبو بكر الصديق وقباء والرحمة والتوبة والمدينة ومسجد الرحمن وبعض المساجد بالقرى.