وزير الخارجية الأميركي جون كيري

يلتقي وزراء خارجية دول عربية وغربية مسؤولين في المعارضة السورية في لندن في محاولة لإقناعهم بالمشاركة في مؤتمر السلام المتوقَّع عقده في جنيف، الشهر المقبل، فيما اعتبر وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إعادة انتخاب الأسد لرئاسة سورية سيطيل أمد الحرب في البلاد، مؤكدًا أنه لا داعي لحضور إيران مؤتمر "جنيف 2" في حال عدم موافقتها على مقررات "جنيف 1"، التي تنصُّ على تشكيل حكومة انتقالية في سورية. وجاء تصريح كيري أثناء المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره القطري، ناصر العطية، وذلك بعد محادثات أجراها كيري مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في باريس، وأيضًا مع وزراء خارجية تسع دول عربية وتركزت على سبل حل الأزمة السورية.
حيث جدد كيري تأكيداته على أن الحكومة الانتقالية هي الحل الوحيد لإنهاء الأزمة السورية.
وأوضح خلال المؤتمر الصحافي ذاته أن ما يحدث في سورية من حرب ليس بسبب الجيش الحكومي، وإنما بسبب إيران و"حزب الله"، فهي التي تقاتل، ولا بد أن تقوم جمعية الأمم المتحدة بدورها في الضغط على جميع الأطراف من أجل إنهاء الأزمة السورية.
وأشار إلى أن الحل العسكري ليس خيارًا مطروحًا حاليًا لإنهاء الأزمة، وإنما يتم عبر المفاوضات، والعمل على تقارب جميع وجهات النظر من جميع الأطراف.
وشدَّد على أن السياسية الأميركية لم تتغير تجاه الأزمة السورية، وما حدث حول نزع الأسلحة الكيميائية فهو ليس بسبب اتفاق جمعية الأمم المتحدة، وإنما بفضل قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بالضرب العسكري على الحكومة السورية، فلولا هذا القرار ما تم التوصل إلى اتفاق عبر الجمعية، متمنيًا في الوقت ذاته أن يعقد مؤتمر جنيف 2 في أقرب وقت، لأن عقده أصبح أمرًا مُلحًا.
وأوضح أن بشار الأسد ليس جوهريًا في الملف الكيميائي، فهناك من العسكريين والمسؤولين في الحكومة السورية، هم الذين يتحملون أي مسؤولية في حال إخفاء أي أسلحة كيميائية عن المفتشين. وتوقع كيري أن تستغرق عملية الانتهاء من جميع تلك الأسلحة أشهرًا عدة.
من جهة أخرى يلتقي وزراء خارجية دول عربية وغربية مسؤولين في المعارضة السورية في لندن في محاولة لإقناعهم بالمشاركة في مؤتمر السلام المتوقع عقده في جنيف الشهر المقبل.
وتهدد مجموعة مهمة في تحالف المعارضة الرئيسي السوري بمقاطعة المحادثات، حيث ترى أن أي اتفاق يجب أن يتضمن ترك الرئيس السوري بشار الأسد سدة الحكم بينما تقول دمشق إن هذه القضية ليست مطروحة على طاولة المباحثات.
ويوم الاثنين، قال التحالف الوطني السوري المعارض إنه أرجأ اتخاذ قرارًا بشأن مشاركته في مؤتمر "جنيف 2" المرتقب حتى اجتماعاته في مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر.
ويرفض المجلس الوطني السوري، أحد أبرز أعضاء التحالف، المشاركة في هذا المؤتمر.
يُذكر أن المشاركين في الجولة الأول من المباحثات في حزيران/ يونيو 2012 (جنيف 1) قد سعوا لإنهاء الصراع السوري من خلال اتفاق الحكومة السورية والمعارضة على حكومة انتقالية.