غزة - محمد حبيب
نشر الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس، دفعة جديدة من بطارية منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ القصيرة المدى في مدينة "اسدود" في جنوب إسرائيل، بعد أن نصب أمس بطاريتي "القبة الحديدية" في مدينتي "بئر السبع" و"سديروت"، استعدادا لتصعيد محتمل ضد قطاع غزة.
وقالت تقارير إعلامية إسرائيلية، إن نشر بطاريات الصواريخ يأتي في إطار استعداد
الجيش الإسرائيلي لاحتمال تدهور الوضع الأمني ضد الفصائل الفلسطينية في غزة والتحسب من إطلاق قذائف صاروخية أخرى من القطاع في اتجاه جنوب إسرائيل. وكانت الإذاعة الإسرائيلية، صباح الخميس، أن صاروخًا سقط في منطقة مفتوحة في المجلس الإقليميّ "حوف اشكلون"، من دون وقوع إصابات، فيما نشر جيش الاحتلال، الأربعاء، القبة الحديديّة الدفاعيّة في سديروت وبئر السبع، لإحباط إطلاق صواريخ مُنطلقة من غزة، ردًا على العدوان الإسرائيليّ على القطاع، والذي راح ضحيته شهيدان، بينهما طفلة عمرها 3سنوات، وجرح عدد من أفراد عائلتها.
وأفاد موقع "يديعوت احرنوت" العبريّ، أن اسرائيل تستعد لنشر نظام الدفاع الصاروخيّ في مواقع أخرى في الجنوب، بالإضافة إلى بطارية دائمة في عسقلان، حيث تنتشر قوات المشاة والهندسة وسلاح المدرعات على طول السياج الفاصل في غزة، تحسبًا لإطلاق النار من القطاع أو محاولات التسلل.
وازاء ذلك، يعقد وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، اليوم الخميس، مداولات أمنية في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب بمشاركة رئيس أركان الجيش بيني غانتس، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء افيف كوخافي.
ويتوقع أن يجري خلال هذه المداولات البحث إمكانيات شن غارات ضد أهداف في غزة وإجراءات عقابية وبينها إغلاق معبر "كيرم شالوم" (كرم أبو سالم) الذي تدخل منه بضائع إلى قطاع غزة.
وكان يعالون أكد أمس مواصلة العدوان على غزة، "في حال لم يستتب الهدوء في الجانب الإسرائيليّ من الحدود مع القطاع، وأن الأجهزة العسكريّة تعد العُدّة لاحتمال تصاعد الوضع في الجبهة الجنوبيّة، فيما حمّل السلطة الفلسطينيّة المسؤولية عما أسماه "الاعتداءات الأخيرة في الضفة وغزة".
وأشار مركز المعلومات الإسرائيليّ لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، إلى أنّ إطلاق النار المتعمّد تجاه منزل مأهول، من دون منح سكان المنزل أيّ تحذير، ومن دون أن يتأكّد الجيش من إخلاء المنزل، كما حدث مع عائلة أبو سبيخة، الثلاثاء، وأدى إلى استشهاد الطفلة حلا، أمر غير قانونيّ"، مطالبًا الاحتلال بفتح تحقيق فوريّ في الحادثة، وأن يُحقّق في إطاره مع المسؤولين المباشرين عن القصف، ومع المستوى القياديّ الذي أمر به.
وقد أسفر قصفٌ مدفعيّ على مخيم المغازي وسط قطاع غزة، عن استشهاد الطفلة حلا أبو سبيخة، البالغة من العمر عامين وثمانية أشهر، وإصابة زوجة عمها، واثنين من أبناء عمومتها الصغار.
ودان "المركز الفلسطينيّ لحقوق الإنسان"، الجريمة الإسرائيليّة، مؤكدًا أن "تلك الجرائم ما هي إلا حلقة من حلقات التصعيد في جرائم الحرب الإسرائيليّة في الأرض المحتلة، خصوصًا في قطاع غزة، والتي تعكس التعمّد في استخدام القوة المفرطة غير المتناسبة، إلى جانب مدى استهتار الاحتلال بأرواح المدنيين الفلسطينيين، والاعتداء على ممتلكاتهم.
ودعا المركز، في بيان له، المجتمع الدوليّ إلى التحرّك الفوريّ لوقف تلك الجرائم، مطالبًا الأطراف المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة، بالوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى، والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية، وأن تكفل احترامها في الأحوال كافة.
جدير بالذكر أن جيش الاحتلال أغلق معبر كرم أبو سالم، الثلاثاء، ومنع تصدير 16 طنًا من التوت الأرضيّ، ومائة ألف زهرة خُصّصت للتصدير إلى أوروبا، حيث تشكّل هذه البضائع مصدر رزق لمئات العائلات، الأمر الذي سيُجبر المزارعين على بيع منتجاتهم في غزة بالخسارة، كما منع إدخال مئات آلاف الأطنان من الوقود لصالح محطة توليد الكهرباء والقطاع الخاص، في وقت تسود القطاع أزمة إنسانيّة حقيقيّة، كما يُعاني نقصًا خطيرًا في الكهرباء والوقود.
وقد اعتبر مركز "بتسيلم" إغلاق المعبر، عقابًا جماعيًا لسكّان القطاع، وذلك خلافًا للقواعد الأساسيّة للعدالة والقانون.
ونقل موقع "واللا" الإلكتروني عن مسؤول أمني إسرائيلي، قوله إن "إغلاق معبر كيرم شالوم سيكون حتى إشعار آخر، رغم أننا نعرف أن محطة توليد الكهرباء عندهم ستتوقف عن العمل ظهر اليوم".
وأضاف أن "المكان الوحيد الذي يمكن إدخال الغاز والوقود من خلاله هو كيرم شالوم، وندرس تمرير رسالة واضحة وتمديد فترة إغلاق المعبر فيما أنفاقهم مغلقة، كما أننا ندرس ما إذا كنا سنرد على إطلاق القذيفة الصاروخية الليلة الماضية. يتم دراسة رد الفعل الإسرائيلي".