القاهرة ـ أكرم علي
انطلق أنصار جماعة "الإخوان" (الإرهابيّة قانونيًا) في مسيرات محدودة، في مناطق مدينة نصر (شرق القاهرة)، والعمرانية (غرب الجيزة)، وغيرها من المناطق الأخرى، بعد صلاة الجمعة، تلبية لدعوة "التحالف الوطني لدعم الشرعية" بالتظاهر في أسبوع الاستفتاء على الدستور المُعدل.
وأكّد شهود عيان تصدي قوات الأمن للمتظاهرين، الذين خرجوا في
مسيرات من أمام مسجد السلام في مدينة نصر (شرق القاهرة)، مردّدين هتافات مناهضة للجيش والشرطة، ومطالبين بمقاطعة الاستفتاء على الدستور، الذي وصفوه بـ "الباطل".
وفي السياق ذاته، خرجت مسيرات في منطقة الزيتون، عقب صلاة الجمعة، وقام أعضائها بلصق لافتات تدعو إلى مقاطعة الدستور، كما قاموا بكتابة عبارات وترديد هتافات مناهضة للقوات المسلحة، ووزارة الداخلية.
وأشار شهود عيان، في تصريح إلى "العرب اليوم"، إلى أنَّ "عناصر الإخوان أحرقوا سيارة تابعة لقوات الأمن المركزي، أثناء توقفها في أحد الشوارع الجانبية في منطقة الزيتون، وسط هتافات مناهضة لقيادات الجيش والداخلية"، موضحين أنَّ "قوات الأمن سارعت لاحتواء المشهد، وسيطرت على الحريق، كما أجبرت المسيرة على التراجع".
وفي محافظة الجيزة، خرجت مسيرة في منطقة العمرانية (غرب الجيزة)، وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيلة للدموع على المسيرة، ما أجبرها على التراجع سريعًا.
وأشعل المتظاهرون النيران في إطارات السيارات، وصناديق القمامة، بغية تفادي رائحة الغاز، بعد تراجع المسيرة، وأغلقت المحال التجارية المتواجدة في الشارع أبوابها، مع استمرار قوات الأمن في الإطلاق المكثف لقنابل الغاز، بغية تفريق عناصر "الإخوان".
ومن جانبه، أكّد مصدر أمني في وزارة الداخلية أنَّ "قوات الأمن ألقت القبض على أكثر من 30 شخصًا في محافظة القاهرة، كما تم ضبط أكثر من 25 آخرين في محافظة الجيزة، من عناصر الإخوان، بسبب إثارة الشغب والفوضى، والانضمام لجماعة إرهابية، حتى الآن".
وأوضح المصدر أنَّ "المتهمين يتم حجزهم في الأقسام التابعة للمناطق التي تم القبض عليهم فيها، وسيرحلون إلى النيابة، صباح السبت، للتحقيق معهم فيما نسب لهم من اتهامات".
وكثّفت أجهزة الأمن في القاهرة والجيزة من تواجدها في جميع الميادين الرئيسة، ومحيط المنشآت الحيوية، صباح الجمعة، استعدادًا للمظاهرات، وبغية منع أيّة محاولات لإحداث الفوضى والعنف والشغب.
وسمحت قوات الأمن بمرور السيارات والمارة فيميدان التحرير، فيما اصطفت مدرعات الجيش والشرطة على جانبي الميدان، استعدادًا لإغلاقه في أي وقت، حال الشعور بالقلق من تظاهرات "الإخوان".
وفي ميدان مصطفى محمود، اصطفت مدرعات الجيش على جانبي الطريق، بغية تأمين منطقة المهندسين، من أيَّة تظاهرات تنطلق فيها.
وأكّد مصدر أمني في وزارة الداخلية، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنَّ "قوات الأمن في ميدان رابعة العدوية، ومحيط جامعة الأزهر القريبة منه، اتخذت تدابير أمنية واسعة، ودفعت بأكثر من 10 مدرعات وسيارات لجنود الأمن المركزي، بغية منع أيَّة تظاهرات من طرف طلاب جامعة الأزهر، وتجمعهم في ميدان رابعة العدوية".
وأوضح المصدر أنَّ "قوات الشرطة قامت بوضع الأسلاك الشائكة، تحسبًا لاضطرارهم لغلق الميدان، إذا حاول طلاب الإخوان الاعتصام فيه"، مشيرًا إلى أنَّ "هناك سيارات أخرى لقوات مكافحة الشغب منتشرة في محيط الجامعة، وميدان رابعة العدوية".
ودعا التحالف الداعم لجماعة "الإخوان الإرهابية"، إلى تصعيد التظاهر في أسبوع الاستفتاء على الدستور، المقرر إجراؤه يومي 14 و15 كانون الثاني/يناير الجاري، مطالبًا، في بيان له، الجمعة، أعضاء جماعة "الإخوان" بـ"مواصلة الحشد للتظاهرات الداعية لمقاطعة الاستفتاء على مسودة الدستور".