القوات السورية

تواصل القوات السورية تقدمها في أقصى ريف حلب الشرقي مدعومة بقصف مدفعي مكثف وغارات للطائرات الحربية التابعة للنظام والروسية، وقد استعادت القوات الحكومية السورية نحو ألف كلم مربع من ريفي حلب الشرقي والشمالي الشرقي من سلطة تنظيم "داعش" الذي بدأ ينهار وينسحب بشكل متتالٍ من مزيد من المناطق، فيما ساد هدوء حذر منطقة غوطة دمشق الشرقية مع إعلان هدنة فيها، فيما فصائل المعارضة استهدفت جبورين وسقوط قتلى وجرحى في قصف على جبل الزاوية، والقوات التركية تفتح رشاشاتها على عفرين واشتباكات في ريف درعا الغربي وقذائف تستهدف مناطق فيها.

ولا تزال عمليات القصف المكثف متواصلة من قبل الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها، على مناطق تواجد تنظيم "داعش"، مع استمرار عمليات القوات النظامية ومحاولاتها تحقيق تقدم جديد بعد وصولها لأطراف بلدة الخفسة ومحطة ضخ المياه إلى مدينة حلب، ووصولها كذلك لتماس مع مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري في ريف منبج الجنوبي. وحصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، عن أن تنظيم "داعش" سحب معظم عناصره من نحو 10 قرى ومزارع، قبيل تمكن القوات النظامية من استعادة السيطرة على قرية الذخيرة التي أوصلته لتماس مع مناطق سيطرة المجلس العسكري لمنبج، وجعلت القرى التي انسحب التنظيم منها في حصار كامل من قبل القوات النظامية من جهة، ومجلس منبج العسكري من جهة أخرى. وجاء هذا الانسحاب بعد معلومات وردت للمرصد السوري لحقوق الإنسان عن قيام التنظيم بسحب غالبية عناصره من بلدة الخفسة، مع انهياره المتتالي في الريف الشرقي لحلب، بعد خسارته -أي التنظيم- لمساحات واسعة كان يسيطر عليها في ريفي حلب الشرقي والشمالي الشرقي.

وتمكنت القوات الحكومية منذ الـ 17 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2017، وحتى اليوم الـ 7 من آذار / مارس من العام ذاته، من استعادة السيطرة على نحو 1000 كلم مربع من ريفي حلب الشرقي والشمالي الشرقي، تضمنت عشرات القرى والبلدات والمزارع، وقتل وأصيب المئات من عناصر النظام والمسلحين الموالين لها وتنظيم "داعش" في هذه المعارك والقصف المتبادل وتفجير المفخخات والغارات والقصف المكثف.

ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان ليل أمس الـ 6 من آذار / مارس الجاري من العام 2017، أن مئات المدنيين عبروا مناطق سيطرة التنظيم في منطقة الخفسة في ريف حلب الشرقي، نحو مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري في ريف منبج الجنوبي. وأكدت المصادر أن عملية العبور شملت نحو 1000 مدني حتى الآن، حيث جرى دخولهم إلى منطقة حاجز الشلالة التابع للمجلس، في حين تجري عمليات تدقيق وتفتيش من قبل عناصر الحاجز وتسجيل الداخلين إلى مناطق سيطرة المجلس العسكري، فيما تنتظر مئات العائلات على الحدود بين الخفسة وريف منبج، للسماح لها من قبل التنظيم بالعبور نحو مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري

وفي محافظة حلب، فتحت القوات التركية نيران رشاشاتها الثقيلة على قريتي قره بابا وفرفرك التابعة لراجو في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن تسببها بخسائر بشرية. وفي محافظة حماة، نفذت الطائرات الحربية المزيد من الغارات على مناطق في بلدة كفرزيتا ومحيطها، بريف حماه الشمالي، ومعلومات مؤكدة عن خروج المشفى الميداني في البلدة مجدداً عن الخدمة، في حين قصفت الفصائل الاسلامية بصواريخ غراد مناطق في بلدة سلحب بريف حماه الشمالي الغربي، والخاضعة لسيطرة قوات النظام، ولم ترد انباء عن اصابات.

وتبيَّن أن دوي الانفجارات التي سمعت في شرق حلب ناجمة عن استهداف فيلق مقاتل بعدة صواريخ أماكن في منطقة مطار النيرب المحاذي لمطار حلب الدولي، ما تسبب في أضرار مادية، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن، كذلك قصفت قوات النظام مناطق في بلدتي كفركار وبنان الحص وقرية رسم عميش، بريف حلب الجنوبي، ما أسفر عن سقوط عدة شهداء وجرحى، في حين قصفت الطائرات الحربية مناطق في قرية الجعابات بريف بلدة مسكنة، في ريف حلب الشرقي، والخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية".

أما في محافظة حمص، فقد استهدفت الفصائل الإسلامية بعدة قذائف مناطق في قرية جبورين التي تسيطر عليها القوات النظامية، في ريف حمص الشمالي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية. وقصفت الفصائل الإسلامية بقذائف الهاون مناطق في بلدة كفرنان بريف حمص الشمالي والخاضعة لسيطرة قوات النظام، ولم ترد أنباء عن إصابات، كما قصفت قوات النظام مناطق في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، ما أدى لأضرار مادية.

وقصفت القوات النظامية أماكن في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي، ترافق مع فتحها لنيران رشاشاتها الثقيلة على الأماكن ذاتها، دون أنباء عن إصابات، فيما قصفت الطائرات الحربية مناطق في المزارع المحيطة بمدينة تلبيسة وقريتي الغجر والشعبانية بريف حمص الشمالي، في حين سقطت عدة قذائف على مناطق في قرية جبورين الخاضعة لسيطرة قوات النظام بريف حمص الشمالي، ما أدى لأضرار مادية، في حين تعرضت مناطق في بلدة الفرحانية الغربية لقصف من قبل قوات النظام، ما تسبب في أضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.

وفي محافظة إدلب، قصفت القوات الحكومية مناطق في قرية سفوهن بجبل الزاوية، ما تسبب في أضرار مادية، واستشهاد سيدة وسقوط عدة جرحى. وفي محافظة، فقد استهدف تنظيم "داعش" بعدة قذائف مناطق تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" وتتواجد فيها في منطقة معمل الغاز في شمال شرق مدينة الشدادي الواقعة في الريف الجنوبي لمدينة الحسكة، ولم ترد معلومات عن سقوط خسائر بشرية إلى الآن.

وسقط صاروخ يعتقد أنه بالستي أطلقته القوات النظامية، على منطقة في أطراف بلدة كللي بريف إدلب الشمالي، ما أدى لأضرار مادية، كما قضى شخص متأثراً بجراح أصيب بها، جراء إصابته برصاص قناص من الفصائل الإسلامية في بلدة الفوعة، التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية بريف إدلب الشمالي الشرقي، كذلك أبلغت عدة مصادر موثوقة، المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مظاهرة خرجت في بلدة المسطومة بريف إدلب الجنوبي، وطالب فيها المتظاهرون بـ "خروج هيئة تحرير الشام من البلدة"، ورفع المتظاهرون رايات لحركة أحرار الشام الإسلامية.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل ساعات أن حركة أحرار الشام الإسلامية انسحبت من منطقة المسطومة ومعسكرها، بعد مفاوضات جرت بين هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام، عقبت الاشتباكات التي جرت أمس بين الطرفين في منطقة المسطومة، إثر الهجوم المعاكس لأحرار الشام على المعسكر الذي استولت عليه هيئة تحرير الشام قبل هجوم أحرار الشام بساعات، حيث استقدمت الحركة رتلاً من المقاتلين والعتاد إلى منطقة المسطومة، لتندلع اشتباكات مجدداً بين الطرفين، عقب أن كان جرى أسر 4 من عناصر الحركة، على يد مقاتلي الهيئة.

وأكدت مصادر مطلعة أن الاتفاق جرى تطبيقه صباح اليوم، وانسحبت أحرار الشام بسلاحها الخفيف من المنطقة، فيما بقي السلاح الثقيل لدى هيئة تحرير الشام التي سيطرت على المنطقة، ويأتي تصاعد وتيرة التوتر بين كبرى فصائل إدلب، بعد شكوك من تحرير الشام حول قيام جيش المجاهدين الذي انضم لأحرار الشام في وقت سابق، وفصائل أخرى عاملة في إدلب، بتزويد التحالف الدولي بمعلومات وتفاصيل ومواقع لهيئة تحرير الشام والقادة "الجهاديين" والقيادات "الجهادية" العالمية المتواجدة في صفوف هيئة تحرير الشام، والذين اغتيل عدد منهم وآخرهم القيادي الجهادي العالمي أبو الخير المصري الذي اغتيل بضربات نفذتها طائرات التحالف الدولي على منطقة المسطومة، مع شخص آخر كان برفقته في سيارة كانا يستقلانها بالقرب من معسكر المسطومة بريف إدلب، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في الثالث من آذار / مارس الجاري عن عودة التوتر للتصاعد بين هيئة تحرير الشام والتي تشكل جبهة فتح الشام من جانب، والفصائل الإسلامية وفصائل أخرى من جانب آخر، في أعقاب مشادات وخلافات جرت بين الطرفين، في سلقين وسراقب وريف حلب الغربي، تطور بعضها إلى اشتباكات دارت بين الطرفين، بينما لا يزال التوتر قائماً بين الطرفين آنفي الذكر، وأكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القتال جرى على خلفية استيلاء هيئة تحرير الشام على ورشات تصنيع أسلحة تابعة لحركة إسلامية بريف إدلب، ومعلومات عن إعادتها للأخيرة بعد مفاوضات جرت بين طرفي القتال عبر وسطاء.

أما في محافظة درعا، فقد استهدفت الفصائل بمزيد من القذائف مناطق سيطرة "جيش خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم "داعش" بريف درعا الغربي، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بوتيرة متفاوتة العنف بين مقاتلي جيش خالد بن الوليد والفصائل المقاتلة والإسلامية على محاور في الريف الغربي، قضى خلالها مقاتل من الفصائل وأصيب آخرون من الطرفين بجراح. وسقطت اسطوانتان متفجرتان أطلقتهما قوات النظام على مناطق في أحياء درعا البلد بمدينة درعا، ولم ترد أنباء عن إصابات حتى اللحظة.

وتجدَّدت الاشتباكات بوتيرة عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محور حي المنشية بمدينة درعا، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، فيما ارتفع الى 6 عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية منذ صباح اليوم، على مناطق في درعا البلد بمدينة درعا، وكان الطيران المروحي قد ألقى ما لا يقل عن 10 براميل متفجرة على مناطق في الأحياء المذكورة.

وفي محافظة ريف دمشق، ارتفع إلى 5 على الأقل عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية مستهدفة مناطق في مدينة عربين بغوطة دمشق الشرقية وأطرافها، في حين قصفت قوات النظام بمزيد من الصواريخ أماكن في منطقة المرج بالغوطة الشرقية، ليرتفع إلى 8 على الأقل عدد الصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض - أرض، والتي أطلقتها قوات النظام مستهدفة مناطق في المرج، فيما تستمر الاشتباكات في منطقة حزرما بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل الإسلامية من جانب آخر، وسط قصف واستهدافات متبادلة بين طرفي القتال على محاور الاشتباك

وقُتل مقاتلان اثنان من الفصائل الإسلامية، خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الغوطة الشرقية، كما استشهد رجل وطفل وسقط عدد من الجرحى، جراء قصف الطائرات الحربية لمناطق في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية، فيما نفذت الطائرات الحربية غارتين على مناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، ولم ترد أنباء عن إصابات، فيما تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة أخرى، في محور بلدة حزرما بالغوطة الشرقية، ترافق مع سقوط عدة صواريخ، يعتقد أنها من نوع أرض- أرض أطلقتها قوات النظام على مناطق الاشتباك.

ورصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان هدوءاً في غوطة دمشق الشرقية، والأطراف الشرقية للعاصمة دمشق، بعد قصف عنيف ومكثف وغارات من الطيران الحربي واشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية  جهة أخرى، في محيط حزرما ومزارع برزة، في منطقة المرج وشرق العاصمة، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن هذا الهدوء يأتي بالتزامن مع الإعلان الروسي عن هدنة ووقف إطلاق نار في غوطة دمشق الشرقية، وعقب أيام من عشرات الغارات الجوية وعشرات الضربات الصاروخية والمدفعية التي استهدفت مدن وبلدات ومزارع بالغوطة الشرقية، في حين سمع دوي انفجارات في منطقة مخيم الوافدين التي تسيطر عليها قوات النظام، والمحاذية لأطراف الغوطة الشرقية، ناجمة عن سقوط قذائف على المنطقة، ما تسبب في إصابة عدة أشخاص بجروح.

كما يأتي هذا الهدوء المترافق مع إعلان وقف إطلاق النار، بعد الفشل الروسي في جذب المحاصرين بغوطة دمشق الشرقية، في الثلث الأول من شباط / فبراير المنصرم من العام الجاري 2017، من خلال فتحه لمعبر يربط المناطق المحاصرة في الغوطة الشرقية بمناطق سيطرة النظام في أطراف الغوطة والعاصمة دمشق،والذي أشرفت عليه روسيا، من أجل عبور المدنيين نحو مناطق سيطرة القوات النظامية في ريف دمشق والعاصمة، من خلال منطقة مخيم الوافدين المحاذية لمدينة دوما، وحيذ جاء فتح المعبر حينها كخطوة أولى على طريق فتح معابر من محاور أخرى، تربط بين غوطة دمشق الشرقية المحاصرة من قبل قوات النظام، وبين مناطق سيطرة قوات النظام في الغوطة ومنها إلى العاصمة دمشق حيث تسمح للمدنيين بالمرور والخروج من مدن وبلدات الغوطة الشرقية.

وحصل المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها على معلومات تفيد بأن روسيا تعمل على إدخال دوما ومناطق أخرى في غوطة دمشق الشرقية في "مصالحة وتسوية أوضاع"، تكون برعايتها، كما تعمل على عدم دخول قوات النظام إلى المناطق المتبقية تحت سيطرة الفصائل في غوطة دمشق الشرقية، والتي تحاول روسيا استمالتها للدخول في "المصالحة"، وتأتي محاولات تحقيق "مصالحات" في غوطة دمشق الشرقية، بعد إتمام عمليات مصالحة وتسوية أوضاع في داريا وخان الشيح ومعضمية الشام وريف دمشق الغربي ومدينة التل وبلدتي قدسيا والهامة بضواحي العاصمة دمشق، ووادي بردى وسرغايا في ريف دمشق الشمالي الغربي.