القاهرة - سهام أبوزينة
يُعد منجم السكري واحدًا من أكبر 10 مناجم ذهب في العالم، وبحسب المؤشرات وأرقام الإنتاج فقد ضخ عشرات الأطنان من الذهب منذ بدء إنتاجه، لكن بجانب هذه الكمية الكبيرة من الذهب ضخ المنجم كمية ضخمة أيضًا من الفضة، التي يُنتجها المنجم بمعدلات جيدة.
و تلقت الحكومة 39.3 مليون دولار نصيبها من أرباح منجم السكري، خلال النصف الأول من العام الجاري، بالإضافة إلى 9 ملايين دولار إتاوات مستحقة لهيئة الثروة المعدنية.
وقالت شركة سنتامين، فى بيان لها، إن أرباحها خلال النصف الأول من العام، قبل الضرائب، ارتفعت إلى 80.4 مليون دولار بنمو 34% سنويًا، موضحة أنها باعت 228.6 ألف أونصة ذهب بقيمة 296.4 مليون دولار.
وكانت الشركة أعلنت عن تراجع إنتاج المنجم بنسبة ٢٥% خلال الربع الثانى من 2018، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، موضخة أن إنتاج المنجم بلغ ٩٢.٨ ألف أوقية "الأوقية ٣١.١ غرام" خلال الربع الثاني من العام الجاري من أبريل/نيسان حتى يونيو/حزيران، مقارنة بـ١٢٤.٦ ألف أوقية سابقًا، رغم أنها أنجزت عملية تكسير ما يقرب من ١٨.٤١٥ مليون طن صخر، مقارنة بـ١٧.٧٩٣ مليون طن في الفترة المناظرة من العام السابق.
ويصل احتياطي الذهب في المنجم طبقًا للدراسات والذى يقع على مسافة 30 كيلومترًا من مدينة مرسى علم، نحو 15.7 مليون أوقية، وهي من أكبر الاحتياطيات فى العالم، ومن المقرر تعدين 1300 مليون طن على مدار عمر المنجم.
وبلغ إجمالي إنتاج المنجم نحو 106.7 طن منذ بدء الإنتاج في المنجم بداية من 2010 حتى نهاية أبريل/نيسان من العام الجاري، وتبلغ تكلفة المشروع نحو 1.1 مليار دولار، ويعمل في المنجم نحو 4500 عمالة مباشرة وغير مباشرة، و1000 مورد و50 شركة مقاولات.
وكانت وزارة البترول طرحت مزايدة عالمية في يناير/كانون الثاني الماضي للبحث والتنقيب عن الذهب والمعادن المصاحبة له في 5 مناطق في الصحراء الشرقية وسيناء، وتوقع وقتها عدم إقبال الشركات العالمية على المزايدة نظرًا لشكل التعاقد الذى تعتمد عليه مصر وهو اقتسام الإنتاج، ولكن جاءت النتائج مخالفة للتوقعات وتقدمت 14 شركة عالمية ومصرية للمنافسة في المزايدة التي تمت ترسيتها على 4 شركات إنجليزية وإسبانية ومصرية.
و يقول الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة الطاقة والبترول في الجامعة الأميركية، إن منجم السكري، وضع مصر على خريطة التعدين العالمية للمرة الأولى في التاريخ الحديث، متوقعًا أن يتجاوز حجم إنتاج منجم السكري خلال العام الجاري لأكثر من 86 طن أوقية ذهب، بمعدلات تفوق أضعاف إنتاجه لأكثر من 2000 عام.
وأضاف القليوبي، أن مصر تمتلك احتياطي الذهب من المنجم يكفينا لـ 25 عامًا، بحسب التقديرات المبدئية، بمقدار 500 ألف أوقية يتم استخراجها في العام الواحد، موضحًا أن إدارة المنجم تعمل على استكشاف المنطقة المحيطة بالجبل بشكل دائم، وتوقع أن يتم استخراج آلاف الأطنان من هذه المنطقة خلال سنوات طويلة قادمة.
و قال الدكتور مختار شريف، الخبير الاقتصادى وأستاذ الاقتصاد في جامعة المنصورة، إن إنتاج منجم السكري من الممكن أن يساهم في تقليل عجز الميزان التجاري المصرى، مع تصدير بعض المنتجات السلعية الأخرى، مضيفًا أن الدولة تقوم بجهود كبيرة في استخراج الذهب من منجم السكرى، وإرساله للتنقية في كندا وعرضه للبيع حسب الأسعار العالمية.
وأشار شريف أن زيادة استخراج الذهب من المنجم يتوقف في الدرجة الأولى على مدى فاعلية أساليب البحث والتصفية، بخاصة أن ذهب السكري نسبة تصافيه قليلة، مشيرًا أن تكلفة البحث تكون مرتفعة جدًا.
يذكر أن قطاع تعدين الذهب في مصر تنشط فيه حاليا شركتان، هما سنتامين الأسترالية في منجم السكري، و ماتزهولدنج القبرصية في منجم حمش، وذلك بجانب شركتين للبحث والتنقيب هما "آتون ميننج" الكندية و"ثاني دبي" الإماراتية وبحسب اتفاقيات إنتاج الذهب يتم تأسيس شركات مشتركة بين الهيئة العامة للثروة المعدنية والشركة الفائزة بحق امتياز الاستكشاف والإنتاج.
ويعود تاريخ المنجم إلى عهد ملوك الفراعنة، كما تشير الآثار إلى استغلال الفراعنة ثم الرومان له على مدى التاريخ، وحاول الإنجليز أثناء حكم مصر استغلاله مع الحكومة المصرية فى ذلك الوقت حتى تم وقف الإنتاج بالمنجم منذ العام 1954 ليعود مرة أخرى في عام 1994.