القاهره - إسلام محمود
كشفت تقارير إعلامية أن قناة قطرية شهيرة قررت منع عرض فيلم وثائقي "خطير"، بشأن نفوذ اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، مما تسبب في سخط داخل أوساط القناة القطرية. وذكر تقرير إلى موقع "مونت كارلو" الدولية، أن الصحافي الفرنسي الخضرم والخبير في شؤون الشرق الأوسط، آلان غريش كشف في تقرير نشره الموقع في 29 أب / أغسطس الماضي، معلومات خاصة تتعلق بإنتاج قناة الجزيرة القطرية لفيلم وثائقي "خطير"، بشأن نفوذ اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة قبل أن تمنع عرضه مما تسبب في سخط داخل أوساط القناة القطرية التي تزعم استقلاليتها عن الحكومة القطرية.
أسباب ومصالح قطرية
وأرجع "غريش" السبب وراء ذلك يعود إلى صفقة عقدتها الدوحة مع "الجناح الأيمن للوبي الصهيوني"، قررت من خلالها تأجيل بث الفيلم "مقابل توقف اللوبي عن التحريض على قطر داخل الإدارة الأميركية"، وذلك في إطار محاولة لكسب ود واشنطن وتأييدها في الأزمة الخليجية، المستعرة مع الرياض وأبوظبي.
وقال غريش "إنه تمكن بفضل أحد الأصدقاء المقيمين في الخليج، من مشاهدة الحلقات الأربع ومدة كل منها "خمسون دقيقة في شكلها شبه المُنجز"، "وتم نشر نص تقرير غريش، على موقع "مصر اليوم" في باب آراء وتحليلات".
مقاطع مُسربة
ونشر على موقع "اليوتيوب" مقاطع فيديو من الفيلم الوثائقي الذي تم تسريبها إلى وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة حول قصة "مندس" شغلتة قناة الجزيرة في أوساط الجماعات الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة منذ عام 2016، يدعى "طوني كلاينفيلد" تمكن من جمع كل "المكونات المطلوبة لإنتاج تحقيق باهر".
وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية في تقرير لها نشرته اليوم "إن مصدرين من داخل المنظمات الموالية لإسرائيل "في الولايات المتحدة" اتصل به ما مندوب الجزيرة السري، وأكدا لها أن مقاطع الفيديو قد صورت بالتأكيد من قبله وأنه اختفى منذ أوائل عام 2017، وذلك بعد أن تمكن من أن يصبح متدرباً في منظمة "مشروع إسرائيل" المؤيدة لتل أبيب في واشنطن".
تمويلات سرية
ويظهر في أحد المقاطع المسربة من الفيلم، أن "المتدرب" وكأنه يتحدث إلى أحد رؤسائه في "مشروع إسرائيل" الذي يخبره بأن المليونير الإسرائيلي الأميركي آدم ميلشتاين، الذي يدعم عددًا من الجماعات الموالية لإسرائيل في أميركا يموّل أيضًا منظمة "كناري ميشن" السرية التي تستهدف النشطاء المعادين لإسرائيل والاحتلال في الجامعات الأميركية، وهو الأمر الذي نفاه "ميلشتاين" في وقت لاحق في المقطع نفسه يظهر ميلشتاين، نفسه متحدثًا مع "طوني" مباشرة هذه المرة حول كيفية تشوية صورة الناشطين ويطلب منه "التحقق من هوياتهم وأجندتهم"، يجب أن نظهر حقيقة أنهم ضد كل ما نؤمن به، أنهم عنصريون ومتعصبون ومعادون للديمقراطية، القول "إنهم معادون للسامية فقط لا يكفي، ويجب أن نقدمهم على ما هم عليه: معادون للحرية وللمسيحيين أيضًا".
مظاهرة طلابية واحتجاجات زائفة
وبين مقطع آخر كيف يتم تنظيم مظاهرة طلابية "مؤيدة لإسرائيل"، على الرغم من أن بعض المتظاهرين لا يهتمون في الواقع إلى الموضوع الذي يعتبره بعضهم "احتجاجات زائفة"، انضم "طوني" إلى مجموعة من الطلاب الذين حصلوا على زمالة من مؤسسة هوفر اليمينية فقال له أحدهم "إن هذا هو أول نشاط أجبرنا على القيام به"، بينما يقول آخر "هي فرصة للصراخ في وجه العرب، الذين سيتظاهرون ضد إسرائيل في المكان ذاته".
ويصف الطلاب وجودهم في المظاهرة بـ"الدعاية الشعبية الزائفة"، التي يزعم من خلالها بأن النشاط قائم على قاعدة شعبية واسعة ويحظى بتأييد كبير، وليس المقطعان سوى جزءًا يسيرًا من مادة وثائقية وفيرة، ووفقًا لـ "آلان غريش"، تسمح للمراقبين برؤية "حقيقة" النفوذ وأساليب العمل والممارسات التي تعتمدها منظمات "مستقلة" داعمة لإسرائيل في الولايات المتحدة".
ويُعد السؤال الذي يطرح بشكل طبيعي هو عن مدى صدقية "الصفقة" التي يعتبر الإعلام الإسرائيلي إنها عقدت بين الحكومة القطرية واللوبي اليهودي لمنع عرض الفيلم وتاليًا عن مدى استقلالية قناة "الجزيرة".