الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة الاثيوبي آبي أحمد علي

يواجه الإعلان عن الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الاثيوبي آبي أحمد علي، حالة ترحيب سياسي وبرلماني وذلك في أعقاب سجالات طويلة بين القاهرة وأديس أبابا بسبب التطورات المتعلقة بملف سد النهضة، وتعثر المفاوضات بين الثلاثي السودان ومصر وأثيوبيا، لتكتسب زيارة ممثل الأخيرة أهمية خاصة خلال الفترة الحالية. 

وقال النائب حاتم باشات رئيس اللجنة الأفريقية بمجلس النواب سابقًا والعضو الحالي بالمجلس قال في تصريحات خاصه لـ"مصر اليوم" أنه يجب استغلال زياره المسؤول الأثيوبي على أكمل وجه ويجب أن تكون مصلحة مصر هي المحدد الوحيد خلال المباحثات وأن يتم إحراز تقدم على مستوى المفاوضات حول الشروط الفنية لمصر في سد النهضة. 

وأعرب باشات عن ثقته الكاملة في المفوض المصري معتبرًا أن زيارة رئيس الحكومة الأثيوبي إلى مصر علامة مهمة قد تكشف عن مرحله جديدة في العلاقات بين القاهرة و أديس أبابا حول أحد أكثر الملفات الأفريقية الشائكة سد النهضة بالإضافة لمناقشة عدة محاور أخرى متعلقة بالأمن القومي المصري و الحقوق المائية التي يجب أن نوضح أنها خط أحمر لا تنازل عنه. 

وقال السفير محمد العرابي وزير الخارجية المصري الأسبق، والنائب البارز في البرلمان حاليًا، في تصريحات خاصة أن مجلس النواب يراقب عن كثب تفصيلات زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي إلى مصر مؤكدًا أن لجان بعينها في البرلمان المصري ستعكف على دراسة ما خرجت في الزيارة من توصيات مواقف رسمية وهي لجان الأفريقية والخارجية والدفاع والأمن القومي، معربًا عن أمله في أن تتمكن مصر من وضع النقاط نهائيًا فوق الحروف حول أية قضايا كده ليه في العلاقة مع أثيوبيا خاصة سد النهضة. 

وكشف السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بأن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي سيحل ضيفًا على مصر في زيارة رسمية لمدة يومين. وأضاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيجري مباحثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي خلال زيارته، دعم العلاقات الثنائية وتوسيع التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، إلى جانب بحث عدد من القضايا الأفريقية.

ووصل إلى القاهرة صباح السبت، وزير الري والكهرباء الإثيوبي سيلشي بيكيلي ممهدًا في ما يبدو لزيارة أحمد، وتوجد خلافات بين مصر وإثيوبيا حول مشروع سد النهضة الذي تقيمه إثيوبيا قرب حدودها مع السودان والذي تخشى مصر أن يقلص حصتها الحالية من مياه النيل التي تحتاج إليها بشدة أكبر الدول العربية سكانًا.

وقالت مصادر مطلعة إن وزير الري والكهرباء الإثيوبي سيلتقي خلال زيارته مع عدد من كبار المسؤولين والشخصيات خاصة في وزارة الموارد المائية والري؛ لاستعراض ملف سد النهضة الإثيوبي في إطار الاستعدادات لعقد الاجتماع التساعي الثالث لوزراء الخارجية والري ورؤساء المخابرات في مصر والسودان وإثيوبيا. ومن المقرر عقد الاجتماع في 18 يونيو/حزيران الحالي لاستكمال ما تم في الاجتماع التساعي السابق، والذي عقد في إثيوبيا منتصف مايو/أيار الماضي حيث يسبقه اجتماع اللجنة الفنية الخاصة بالسد.

ووقع ممثلو مصر والسودان وإثيوبيا في الاجتماع الماضي على وثيقة مخرجات تم الاتفاق فيها على توجيه ملاحظات الدول إلى المكتب الاستشاري بشأن التقرير الاستهلالي، وعقد القمة الثلاثية كل 6 أشهر، وإنشاء صندوق الاستثمار المشترك، وتشكيل مجموعة علمية مستقلة لتحقق التقارب حول السد. ويشار إلى أن مصر وإثيوبيا والسودان تجري مفاوضات حول سد النهضة، غير أنها تعثرت مراراً جراء خلافات حول سعة تخزينه وعدد سنوات عملية مليئة بالمياه.

وتخشى مصر من تأثر حصتها من المياه جراء ملء بحيرة سد النهضة من مياه نهر النيل، وهو المصدر الرئيسي للمياه في البلاد، بينما تقول إثيوبيا إن السد سيحقق لها منافع كثيرة، خاصة في إنتاج الطاقة الكهربائية، ولن يضر بدولتي العبور والمصب السودان ومصر على التوالي.