مركز فيينا الدولي

 أعلن علي باقري كني كبير المفاوضين الإيرانيين في محادثات فيينا بين طهران والقوى العالمية حول الاتفاق النووي الإيراني أن "العد العكسي للتوصل إلى اتفاق نهائي قد بدأ". وأكد باقري كني في تصريح للصحافيين عقب اجتماع بين ممثلي مجموعة (5+1) في فيينا أن المحادثات تحرز تقدما، مشيرا إلى أن معظم الدول المشاركة في هذه المحادثات تقر بهذا التقدم المحرز. ولفت إلى أن الخلافات في المفاوضات بشأن رفع العقوبات الأميركية المفروضة على طهران "تتقلص"، مضيفا: “بدأ العد التنازلي للتوصل إلى اتفاق نهائي”. وعلى الرغم من الملفات الشائكة التي لا تزال عالقة بين المتفاوضين على طاولة فيينا، من أجل إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران، تبدي روسيا لاسيما عبر ممثلها في العاصمة النمساوية، ميخائيل أوليانوف، بشكل مستمر تفاؤلا ملحوظا.

قال أوليانوف إن الجو في محادثات فيينا إيجابي وعملي، كما أكد كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري أن الخلافات تنحسر، بينما أعلنت كوريا الجنوبية اتفاقها مع إيران على إجراء محادثات على مستوى الخبراء بشأن أموال طهران المجمدة في كوريا. وأضاف أوليانوف -في تغريدة له- أن المحادثات تتحرك قدما بشكل تدريجي، وذلك انطلاقا من اتصالاته مع نظرائه الذين أكد أنهم يشاركونه هذا التقييم. وألمح وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى نسبة من التفاؤل أيضا. وأشار إلى أن كل المشاركين في مفاوضات النووي الإيراني يعترفون بحدوث تقدم في ملفي رفع العقوبات الأميركية على إيران واستعادة الاتفاق النووي، لكنه استدرك في تغريدة أنه لا بد من جهود إضافية متواصلة لتحقيق هذا الهدف.
إذ كتب في تغريدة على حسابه على تويتر الجمعة: "محادثات فيينا تسير بشكل طبيعي وجيد".

كما أضاف أن "مبادرات بلاده هي التي ساهمت في خلق تلك الأجواء"، وفق زعمه، معتبرا أن "الأمر بات متروكا الآن للغرب لإظهار ما إذا كان لديه حسن النية وإرادة جادة للتوصل إلى اتفاق جيد أم لا." وقال أوليانوف بتغريدة على تويتر أيضا ردا على سؤال وجهه أحد متابعيه عما إذا كان الوفد الإيراني سيجلس قريبا مع الأميركي على نفس الطاولة في فيينا، إن ذلك سيحصل. وأضاف "انطباعي أن إيران والولايات المتحدة ستجلسان معًا على طاولة واحدة عند استعادة الاتفاق النووي، ورفع العقوبات وعودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة"، في إشارة إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع إيران، والذي انسحبت منه الإدارة الأميركية السابقة برئاسة دونالد ترمب، معيدة فرض مئات العقوبات على طهران
يذكر أن المبعوث الروسي كان أكد في مقابلة سابقة مع العربية قبل يومين أن العقبة الأساسية في التفاوض تكمن في العقوبات الأميركية وطريقة إزالتها، لاسيما وأن الوفد الإيراني يتمسك برفع دون استثناء، مطالبا أيضا بضمانات للتحقق من ذلك.

في حين أوضحت الخارجية الأميركية الأربعاء أن المحادثات التي استؤنفت الشهر الماضي(ديسمبر 2021) بجولتها الثامنة، أحرزت تقدما متواضعا وخجولا، مكررة أن الوقت ينفد.
ولطالما أعلنت واشنطن خلال الأسابيع الماضية أن صبرها لن يكون بلا حدود زمنية، مشددة على أن هامش الوقت يضيق جدا، وسط تحذير دبلوماسيين غربيين من أن تلك الجولة يجب أن تكون الأخيرة وأنه يجب التوصل لاتفاق نهاية الشهر الحالي (يناير) أو فبراير كأقصى حد. يذكر أن المحادثات النووية بين إيران والدول الغربية -بريطانيا فرنسا ، ألمانيا بالإضافة إلى الصين وروسيا، وبمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، كانت انطلقت في أبريل الماضي 2021، متممة 7 جولات قبل أن تتوقف في يونيو، عقب انتخاب الرئيس الإيراني الجديد ابراهيم رئيسي، ومن ثم تستأنف في نوفمبر الماضي. إلا أن الفرقاء لم يتوصلوا حتى الآن إلى توافق يذلل كافة العقبات، لاسيما تلك المتعقلة بمئات العقوبات التي فرضت خلال السنوات الماضية على إيران، ومنها ما يتعلق بالإرهاب، وليس فقط النشاط النووي.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

أميركا تؤيد تفعيل آلية "سناب باك" لردع إيران بحال وصول محادثات فيينا إلى طريق مسدود

إستئناف محادثات فيينا الاثنين وإيران تتراجع عن بعض مطالبها بضغط من روسيا والصين