القاهرة-أحمد عبدالله
تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وكشف السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأنه تم خلال الاتصال تناول القرار المزمع اتخاذه من قبل الإدارة الأميركية بشأن نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس. وأكد الرئيس على الموقف المصري الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، مشددًا على ضرورة العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط.
وعلى الفور حذر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال لقائه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، من تجاهل بعض الدول إلى نقل سفاراتها إلى مدينة القدس، قائلا: "لو فتح باب نقل السفارات الأجنبية إلى القدس؛ ستُفتح أبواب جهنم على الغرب قبل الشرق". وأكد شيخ الأزهر، أن الإقدام على هذه الخطوة سيؤجج مشاعر الغضب لدى جميع المسلمين، ويهدد السلام العالمي، ويعزز التوتر والانقسام والكراهية عبر العالم.
وقال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، عضو ائتلاف دعم مصر، إن القرار الأميركي بنقل سفارة الولايات المتحدة الأميركية إلى القدس خاطىء، لافتا إلى أن هذا القرار ينهي عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينين. وأضاف "العرابي"، في تصريحات صحافية أن القرار يحتاج إلى الكثير من المراجعة، لافتا إلى أنه لن ينجز وخاصة بعد مكالمة ترامب بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وأنه من المحتمل أن يكون هناك مراجعة للقرار، خاصة أنه لن يحقق أي تقدم في عملية السلام بين الطرفين، وسيؤجج المشاعر ضد ترامب وأميركا.
وتابع أنه لا زال هناك حكماء في واشنطن، سيراجعون هذا الأمر، لافتا إلى أن هذا الأمر طُرح أثناء حملة ترامب الانتخابية منذ عام ولم ينفذ. وأدان سامح عاشور نقيب المحامين، ورئيس اتحاد المحامين العرب، اعتزام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إصدار قرار بنقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وهو ما يعد اعترافا بأن القدس عاصمة لدولة الاحتلال على خلاف ما استقر في وجدان العالم الحر.
وحذر "عاشور" في بيان له اليوم الثلاثاء، من عواقب اتخاذ مثل هذا القرار، وتقويضه لعملية السلام، في ظل نجاح الدور المصري في اتمام المصالحة الفلسطينية، مضيفا: "يتزامن ذلك مع مرور 100 عام على وعد بلفور، ليكون وعدا جديدا للاحتلال ممن لا يملك، لمن لا يستحق، وضد شعبنا الفلسطيني الأبي".
وأشاد نقيب المحامين، بتأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي اليوم بنظيره الأميركي، على الموقف المصري الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، وتشديده على ضرورة العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط.
وذكًر رئيس اتحاد المحامين العرب، بأن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة –اليونسكو-، صوتت بالأغلبية مايو/أيار الماضي، على قرار يعتبر إسرائيل دولة محتلة لمدينة القدس، مشيرا: "اتخاذ أميركا قرارا بنقل سفارتها إلى القدس، ليس تحديا للعرب والمسلمين فقط، بل للمجتمع الدولي الذي أقر بعروبة القدس مرارا وتكرارا".
وناشد "عاشور" الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، باتخاذ خطوات جديه تحفظ الحقوق التاريخية للعرب بشكل عام، والفلسطينيين بشكل خاص، في القدس، مؤكدا أن القدس عاصمة لفلسطين ولا تنازل عن ذلك. وطالب "عاشور" بإعلان الحداد الاستنكاري لكافة الفصائل العربية ومؤسساتها وأحزابها ونقاباتها ضد الولايات المتحدة ومقاطعة بضائعها، وكذلك الحوار معها، فتاريخهم في إبادة الهنود الحمر أصحاب الأرض الأصليين يتشابه مع ما فعله الصهاينة مع الشعب الفلسطيني. وجدير بالذكر، أن "ترامب" سيلقي خطابا الأربعاء، يتوقع المراقبون أن يعلن خلاله الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقالت متحدثة باسم البيت الأبيض، الاثنين: "الرئيس كان واضحا حيال هذه المسألة منذ البداية، السؤال ليس هل ستنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، بل السؤال هو متى سيتم نقلها".