القاهرة – علي السيد
نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست"، أن مصر كانت وجهة شحنة أسلحة مصدرها كوريا الشمالية في أغسطس/آب العام الماضي. وقال المتحدث في تصريحات له إن السلطات المصرية قامت بالفعل باعتراض سفينة تحمل علم كمبوديا قبل وصولها إلى المدخل الجنوبي لقناة السويس، وذلك فور ورود معلومات بأنها تحتوي على مقذوفات مضادة للدبابات قادمة من كوريا الشمالية".
واكد أبو زيد أن السلطات المصرية "قامت بالفعل بمصادرة الشحنة وتدميرها بحضور فريق من خبراء لجنة 1718 الخاصة بعقوبات كوريا الشمالية في مجلس الأمن". ونفى أبو زيد أن يكون تقرير لجنة العقوبات الخاصة بكوريا الشمالية في مجلس الأمن ذكر "من قريب أو بعيد أن تلك الشحنة كانت في طريقها إلى مصر".
وكشف مسؤولون أميركيون وديبلوماسيون غربيون أن رجال أعمال مصريين، أجروا في آب/اغسطس الماضي، صفقة مع كوريا الشمالية لشراء أكثر من 30 ألف قذيفة صاروخية بملايين الدولارات لمصلحة الجيش المصري، إلا انهم أخفقوا في إخفاء الصفقة. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أنه في أغسطس (آب) الماضي حذرت واشنطن القاهرة من سفينة شحن ترفع العلم الكمبودي وتحمل اسم "جي شون"، كانت تبحر باتجاه قناة السويس من كوريا الشمالية، ورصدتها الولايات المتحدة بواسطة الأقمار الصناعية، وقالت الصحيفة ان مسؤولي الجمارك في مصر عثروا داخل السفينة على حاويات من الحديد مخفية في بطن السفينة ومحاطة بأقمشة ثقيلة وفي داخلها أكثر من 30 ألف قذيفة صاروخية.
وأكد مسؤولون أميركيون رفضوا الكشف عن أسمائهم ان الصفقة أُحبطت عندما رصدت وكالات استخباراتية أميركية السفينة، وحذرت السلطات المصرية من سفينة الشحن من خلال القنوات الديبلوماسية، لافتين إلى ان هذه الصفقة كانت واحدة من سلسلة صفقات سرية دفعت ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى تقليص المساعدات العسكرية المقدمة إلى مصر ضمن برنامج المساعدات للعام 2018 بمقدار 300 مليون دولار.
وفي المقابل، أصدرت المصرية في واشنطن بياناً أكدت من خلاله على شفافية القاهرة والتعاون مع مسؤولي الأمم المتحدة في ايجاد الشحنة وتدميرها، وقالت السفارة مصر ستواصل التزام قرارات مجلس الامن كافة وستعمل دوما بما يتوافق مع هذه القرارات التي تقيد عمليات الشراء العسكرية من كوريا الشمالية.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت تجميد جزء من المساعدات العسكرية لمصر، والتي من المقرر اعتمادها في العام المقبل، بسبب جزء منها يتعلق بالعلاقات بين مصر وكوريا الشمالية. وأوضح أحد الخبراء الأميركيين في تقرير للأمم المتحدة أن كوريا الشمالية تنتهك العقوبات من خلال الاتجار بسلع محظورة"، وأشار إلى تجارة الأسلحة العالمية التي أصبحت شريان الحياة المالية للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في ظل العقوبات الاقتصادية.
ويوضح التقرير أنه على رغم التحديات التي يواجهها كيم بسبب العقوبات الاقتصادية، إلى انه لا يزال يجني أرباحاً من بيع أسلحة تقليدية ومعدات عسكرية إلى دول مثل إيران وكوبا وسورية وإريتريا، اضافة إلى دول حليفة للولايات المتحدة مثل مصر.