الأمير محمد بن سلمان

أكّد ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، أنّ مشروع "نيوم" يشهد في جوانبه تعاونًا مشتركًا بين مصر والسعودية، وسيؤدي إلى رخاء البلدين على الصعيدين الاقتصادي والسياحي، مشيرا إلى أن المشروع مقدر له أن يشهد استثمارات بقيمة 500 مليار دولار، وستشارك مصر مع السعودية في أحد جوانبه ، من خلال المشاريع التي ستتم على الأراضي المصرية بمشاركة مصرية ، إذ تشارك مصر بالأراضي وتستثمر السعودية في إنشاءات كبيرة ، ونحن الآن في مرحلة الدراسات.

وأوضح الأمير محمد بن سلمان خلال لقائه مع عدد من رؤساء تحرير الصحف المصرية مساء أمس، أن مشروع نيوم من المقرّر أن يجذب ملايين السائحين، وسيكون الانتقال بين ضفتي المشروع ، بين الجانبين المصري والسعودي على مسافة 3 كيلومترات فقط بعد إنشاء جسر الملك سلمان ، مشيرا إلى أن هذا المشروع سيسهم في دفعة جديدة للشواطئ المصرية في خليج العقبة، وأن صلابة العلاقات السعودية المصرية تستعصي على التخريب ، وقال مازحًا إن العاهل السعودي والرئيس المصري لو أرادا تخريب العلاقات المصرية السعودية ، لن ينجحا لصلابة ومتانة ومناعة العلاقات بين الشعبين في المجالات كافة.

وأبدى بن سلمان إعجابه الشديد بالمشاريع العملاقة التي زارها برفقة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي أطلق الهمة الفرعونية في شرايين الشعب المصري ، وأوجد حالة عمل كبيرة ، الأمر الذي انعكس إيجابا على معدل النمو، مضيفا " كنت فاقد الأمل تماما في أن تقوم مصر وكنت أدعو الله ألا تنهار وما رأيته اليوم أكد لي أن الله استجاب لدعائي ، فقد رأيت تفاعلا كبيرا في مستقبل المنطقة لأن مصر عندما تقوم فالمنطقة كلها تستطيع أن تنهض"، مبيّنًا أنّ الفارق بين معدلات النمو في دول الخليج ومصر ، أنه في حال وجود مشاريع كبرى في الخليج ، فإن البعض يفسر ذلك لوجود ثروات خليجية تسمح بتوفير التمويل اللازم لهذه المشاريع ، أما في مصر فالمشاريع الكبرى نتيجة ثروة بشرية كبيرة، مضيفًا أنّ "ما رأيته من مشاريع عملاقة هو نتيجة حالة عمل كبيرة تراهن على المستقبل ، وأثمر ذلك بالفعل عن ارتفاع نسبة النمو بشكل فاجأ العالم وفاجأني أنا شخصيًا"

وعن الإصلاحات التي يقوم بها في داخل السعودية ، أفاد بأنّ هذه الإصلاحات الاجتماعية، بما فيها السماح للمرأة بقيادة السيارة والحفلات الغنائية وحضور مباريات الكرة، لا تتعارض مع صحيح الإسلام ، مضيفًا أنّ "الإسلام دين سمح ونحن نفتح نقاشا واسعا مع كل الأفكار والتيارات في المملكة ، وفي مرحلة ماضية كانت نسبة التطرف حوالي  60 % ، أما الآن فهي لا تتجاوز 10 %، كل ما نقوم به في المملكة ينعكس على الأوضاع الاقتصادية وعلى المواطن وخاصة الشباب السعودي"، ومنوّهًا إلى أن كل ذكريات الإجازات العائلية  للمواطنين السعوديين كانت خارج المملكة ، لأن المواطن السعودي كان معتادا أن يقضي إجازته السنوية أو حتى إجازته الأسبوعية في الخارج ، أما الآن فإن مناخ الانفتاح والتنوير ينعكس على الاقتصاد السعودي إيجابا بإنعاش المناخ السياحي داخل المملكة وخاصة للعائلات السعودية ، كما ينعكس إيجابا على النمو الثقافي والتنويري داخل المملكة، وعن مستقبل مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أكد على موقف بلاده المؤيد لحق الفلسطينيين في إنشاء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، معتبرا أن الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 هي من الثوابت السعودية والمصرية.