القاهرة- مينا جرجس
وضعت وزارة الداخلية المصرية خطة مشددة لتأمين احتفالات "أحد السعف" في الكنائس المصرية، الأحد، بعدما شهدت البلاد استهدافا لكنيستي طنطا والإسكندرية، العام الماضي، أثناء الاحتفال بهذه المناسبة، وهو ما أسفر عن سقوط العشرات من القتلى.
وفرضت وزارة الداخلية حرمًا آمنًا في محيط كل كنيسة، يصل في بعض الأحيان لمسافة 800 متر، يتخلله منع ترك السيارات والدراجات البخارية به، فضلا عن وجود بوابات إلكترونية على مسافات بعيدة عن الأبواب الرئيسية لإجراء عملية التفتيش المتقدم، واكتشاف أي مواد متفجرة حال محاولة العناصر المتطرفة تمريرها.
وتضمنت إجراءات التأمين وجود خدمات أمنية ثابتة في محيط كل كنيسة، تزيد حسب أهمية الكنيسة والأعداد المترددة عليها، فضلا عن وجود أقوال أمنية متحركة للربط بين الخدمات الثابتة، ويمشط قسم المفرقعات والحماية المدنية محيط دور العبادة بواسطة أجهزة الكشف عن المتفجرات وأجهزة التشويش والكلاب البوليسية.
وتكثف أجهزة الأمن من إجراءاتها في محيط كنيستي "طنطا" و"الإسكندرية"، بعد استهدافهما العام الماضي، في هذه المناسبة، أثناء أداء الأقباط الصلوات، مستغلين الزحام داخل الكنائس لوقوع أكبر عدد من الضحايا.
وتعتمد أجهزة الأمن على منظومة كاميرات مراقبة، لرصد محيط الكنائس، فضلا عن كاميرات المراقبة الداخلية التي توجد داخل أروقة دور العبادة، لرصد أي تحركات مريبة والتعامل معها سريعًا.
في الوقت ذاته، ما زالت أجهزة الأمن في وزارة الداخلية تكثف جهودها لتوقيف الهارب "عمرو سعد" العقل المدبر لحادثي طنطا والإسكندرية، والذي أشرف على تجهيز الانتحاريين قبل الحادثين، إذ يعد "عمرو سعد"، هو القاسم المشترك في الحادثين، إذ تولى المتهم الهارب الذي يبلغ من العمر 30 عاما، تدريب المتهمين قبل تنفيذ الحادثين، بناءً على تكليفات صدرت له من الخارج، حيث درب الانتحاريين في جبال الصعيد على التكتيك العسكري، والتسلل للكنائس لاستهدافها تمهيدًا لتفجيرها.
عمرو سعد تحت مجهر وزارة الداخلية، تلاحقه بحملات أمنية سواء في مسقط رأسه في محافظة قنا، أو خارج المحافظة من خلال مداهمات أمنية عديدة، بينما رصدت نصف مليون جنيه لمن يدلي بأي معلومات عن المتهم الهارب.
وتحل في هذه الأيام ذكرى مقتل العميدة نجوى الحجار، التي قتلت برفقة مجموعة من الشرطيات في محيط كنيسة الإسكندرية أثناء استهدافها، بينما توعدت عددا مِن ضابطات الشرطة النسائية بالثأر لروح الشهيدة، والسير على دربها في محاربة التطرف ودحره.
يذكر أن حد السعف "الشعانين"، في المسيحية، آخر يوم أحد في الصوم الكبير، وأول أسبوع الآلام، دخل فيه السيد المسيح أورشليم راكبًا حمارًا فخرج الناس واستقبلوه استقبالًا كبيرًا وهم رافعين سعف النخل فسمى "أحد السعف"، ويتم الاحتفال به كل عام قبل عيد القيامة بأسبوع