القاهرة-أحمد عبدالله
عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي جلسة محادثات ثنائية مع كريستيان كيرن مستشار النمسا والذي يزور مصر، أعقبها جلسة واسعة ضمت أعضاء الوفدين. ورحَّب الرئيس السيسي بالمستشار النمساوي، مؤكدًا العلاقات المتميزة التي تربط بين مصر والنمسا وحرص مصر على الارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، فضلًا عن مواصلة التشاور بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الرئيس تطلع مصر لأن تساهم زيارة المستشار النمساوي للقاهرة في تعزيز التعاون مع النمسا في مختلف المجالات، ولاسيما على الصعيد الاقتصادي، منوِّها إلى أهمية عقد اللجنة المشتركة بين البلدين والعمل على زيادة التبادل التجاري. وأعرب المستشار النمساوي "كريستيان كيرن" عن سعادته بزيارة مصر، مشيرًا إلى ما يجمع بين البلدين من علاقات تاريخية وطيدة، ومشيدًا بما حققته مصر خلال السنوات الماضية على صعيد تدعيم الاستقرار وإجراء الإصلاحات الاقتصادية الشجاعة التي ستساهم تحقيق التنمية الاقتصادية
وأشار المستشار النمساوي إلى اهتمام الاتحاد الأوروبي بدعم أمن واستقرار مصر والمساهمة في دفع عملية النمو الاقتصادي، منوهًا إلى دورها المهم في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ومشيدًا بالجهود التي تبذلها مصر على صعيد مكافحة الإرهاب. وأوضح "كريتسان كيرن" أهمية تعزيز التشاور والتنسيق بين البلدين إزاء مختلف القضايا الإقليمية، لا سيما في ضوء ما ينتج عن الأزمات القائمة بالمنطقة من تحديات مشتركة على البلدين، على رأسها خطر الإرهاب.
واستعرض الرئيس خلال اللقاء مجمل تطورات الأوضاع في مصر، مشيرًا إلى خطوات الإصلاح الاقتصادي والجهود المبذولة لتحسين مناخ الأعمال وجذب الاستثمارات وزيادة معدلات النمو، بالإضافة إلى تنفيذ الكثير من المشاريع القومية بما يوفر فرص العمل ويُحقق نهضة بالقطاعات الاقتصادية والخدمية المختلفة. وأشار السيسي إلى تطلع مصر لاستفادة الشركات النمساوية من الفرص الاستثمارية المتنوعة التي تتيحها المشاريع التنموية الجاري تنفيذها، وبخاصة في المناطق الاقتصادية الجديدة مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومنطقة قناة السويس.
واتفق الجانبان على تبادل زيارات الوفود الاقتصادية خلال المرحلة المقبلة لبحث آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين. كما بحثا خلال اللقاء سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطرق اللقاء إلى التطورات على الصعيد الإقليمي والجهود التي تبذل للتوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة. وناقش الجانبان تداعيات الأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة على أمن واستقرار الشرق الأوسط وأوروبا، ومن بينها موضوعات تدفقات اللاجئين والمهاجرين وسبل التعامل معها، بالإضافة إلى جهود مكافحة الإرهاب والتطرف. واستعرض اللقاء الجهود المبذولة للتقريب بين الأشقاء في ليبيا لدفع العملية السياسية واستعادة الاستقرار هناك، بما يحفظ وحدة الأراضي الليبية ومؤسساتها الوطنية ويصون مقدرات شعوبها. وعقد الرئيس ومستشار النمسا عقب انتهاء المحادثات مؤتمرًا صحافيًا تحدثا خلاله إلى وسائل الإعلام.