دمشق ـ نور خوام
سقط أكثر من 55 قتيلاً وجريحاً في مجزرة نفذتها طائرات حربية في مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في ريف حماة، مترافقة مع استمرار حركة النزوح من ريف حلب الشرقي، فيما تواصل القوات النظامية تقدمها في ريف دير حافر وتقلِّص المسافة إلى منطقة الخفسة. وقد تزامن ذلك مع سقوط 20 صاروخاً أطلقتها القوات النظامية على العاصمة دمشق، وقصف متبادل على حرستا وضاحية الأسد.
وارتفع إلى 11 على الأقل عدد الشهداء الذين وثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان، جراء المجزرة التي نفذتها طائرات حربية يرجح أنها روسيَّة إثر استهدافها لمناطق في ناحية عقيربات التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" في الريف الشرقي لحماة، ولا يزال عدد الشهداء مرشحاً للارتفاع لوجود أكثر من 45 جريحاً بعضهم لا يزال في حالات خطرة، في حين بعضهم الآخر تعرض لإصابات بليغة أدت لبتر أطرافه.
وفي محافظة الحسكة، أبلغت مصادر موثوقة المرصد أن قوات الأمن الداخلي الكردي "الآسايش" وسعت نطاق اعتقالاتها في عدد من المدن والبلدات في ريف الحسكة، على خلفية التوتر الذي لا يزال سائداً منذ يوم أمس في مناطق واسعة من المحافظة، حيث أكدت المصادر أن قوات الآسايش اعتقلت نحو 20 شخصاً في تل تمر والقامشلي وريف الدرباسية وعدة مناطق أخرى، واقتادتهم إلى معتقلاتها، ولا يزال مجهولاً مصيرهم أو التهم الموجهة إليهم، وغالبية المعتقلين من أعضاء أحزاب كردية ومنتسبيها.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر ليل أمس الجمعة، أن التوتر يسود مدينة القامشلي والعديد من مدن وبلدات محافظة الحسكة، على خلفية قيام مناصرين لحزب الاتحاد الديمقراطي بمهاجمة مقر لحزب يكيتي الكردي في مدينة القامشلي وإضرام النيران فيه وتحطيم محتوياته ومعداته، بالإضافة للاعتداء على مكتب المجلس الوطني الكردي في بلدة الدرباسية، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان من مصادر موثوقة أن استنفاراً تشهده معظم البلدات والمدن في صفوف قوات الأمن الداخلي الكردي "الآسايش"، وسط تخوف من تطور هذا التوتر واندلاع اقتتال أهلي بناء على اصطفافات حزبية. كما يأتي هذا التوتر على خلفية الاقتتال الذي دار بين قوات بشمركة روج آفا ووحدات حماية شنكال (سنجار) على الحدود العراقية مع ريف محافظة الحسكة الشرقي.
أما في محافظة حمص، فتواصل الطائرات الحربية والمروحية قصفها المكثف منذ صباح اليوم على مناطق في حقل شاعر ومنطقة صوامع الحبوب وطريق تدمر السخنة ومواقع أخرى خاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" في ريف حمص الشرقي، بينما استهدف التنظيم بعدة قذائف مناطق في قرية جب الجراح في ريف حمص الشرقي، كذلك ارتفع إلى اثنين عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف الطيران الحربي على مناطق في قرية غرناطة بريف حمص الشمالي، فيما سقطت قذيفة صاروخية على منطقة في حي جب الجندلي الخاضع لسيطرة قوات النظام بمدينة حمص، دون معلومات عن إصابات حتى الآن.
وفي محافظة حلب، قصفت القوات النظامية مناطق في بلدة بنان الحص بريف حلب الجنوبي، بينما جدد الطيران الحربي قصفه لمناطق في بلدة مسكنة في ريف حلب الشرقي، فيما سقطت قذائف صاروخية على أماكن في مشروع 3000 شقة بحي الحمدانية الخاضع لسيطرة قوات النظام جنوب غرب حلب، ما أسفر عن أضرار مادية.
وفي محافظة درعا، نفذت طائرات حربية 6 غارات على الأقل على مناطق في درعا البلد بمدينة درعا، ولم ترد معلومات حتى الآن عن خسائر بشرية، في حين انفجرت عبوة ناسفة في بلدة صيدا بريف درعا، دون أنباء عن إصابات. أما في محافظة حماة فقد تعرضت مناطق في بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي لقصف جوي، عقبه قصف صاروخي من قبل قوات النظام استهدف مناطق في البلدة، دون أنباء عن إصابات.
وفي محافظة إدلب، قصف الطيران الحربي أماكن في قرية تل عاس في الريف الجنوبي، في حين استشهد 4 أشخاص وسقط عدد من الجرحى، جراء قصف طائرات حربية على مناطق في بلدة الدانا بريف إدلب الشمالي، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود بعض جرحى في حالات خطرة بالإضافة لوجود عالقين تحت أنقاض الدمار الذي خلفه القصف الجوي.
أما في محافظة دمشق، فقد ارتفع إلى 20 على الأقل عدد الصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض - أرض والتي أطلقتها قوات النظام على مناطق في حيي القابون وتشرين وبساتين حي برزة بأطراف العاصمة الشرقية منذ صباح اليوم، بينما جددت قوات النظام قصفها على أماكن في بساتين برزة بأطراف دمشق الشرقية، ولم ترد إلى الآن معلومات عن الخسائر البشرية، بالتزامن مع تواصل المعارك بوتيرة متفاوتة العنف في محور القابون وبساتين برزة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وهيئة التحرير الشام والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر.
وفي ريف دمشق تعرضت مناطق في مدينة حرستا بغوطة دمشق الشرقية لقصف من قوات النظام، ما أسفر عن أضرار مادية، بالتزامن مع فتح قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة مستهدفة مناطق في حرستا، في حين سقطت قذائف على مناطق في ضاحية الأسد التي تسيطر عليها قوات النظام قرب حرستا، ولم ترد معلومات عن إصابات إلى الآن.
وتتواصل الاشتباكات بين تنظيم "داعش" من جهة، والقوات النظامية المدعومة بالمسلحين من جنسيات سورية وغير سورية الموالين لها من جهة أخرى، في الريف الشرقي لحلب، مترافقة مع قصف مكثف لقوات النظام والطائرات الحربية على مواقع سيطرة التنظيم، حيث تمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم في المنطقة، والسيطرة على قرية قصر الهدلة وقريتي العطاوية والفاتحية، بريف دير حافر الشمالي الشرقي، محققة تقدماً جديداً نحو منطقة الخفسة ومحطة المياه الموجودة فيها.
وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن العملية المستمرة للقوات النظامية في الريف الشرقي لحلب، وتقدمها في مزيد من القرى، تترافقان مع عمليات نزوح واسعة ومستمرة للمواطنين المدنيين من منازلهم وقراهم نحو مناطق سيطرة قوات مجلس منبج العسكري في منبج وريفها، في حين تمكنت قوات النظام من تقليص مسافة السيطرة عليها لمسافة من 14 - 15 كلم، حيث تحاول قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها وقوات النخبة في "حزب الله" اللبناني وبإسناد من المدفعية الروسية، تشتيت تنظيم "داعش" واستنزاف طاقاته، عبر القصف المكثف والتقدم المتلاحق، للوصول إلى منطقة الخفسة ومحطة الخفسة للمياه واستعادة السيطرة عليها، بغية إعادة ضخ المياه إلى ثاني كبرى المدن السورية -حلب، التي تعاني من العطش وانقطاع المياه عن مئات آلاف المواطنين فيها، منذ نحو 7 أسابيع متوالية، حيث دفع العطش بعشرات آلاف المواطنين للالتجاء للوسائل البديلة، عبر شراء المياه أو نقل المياه إلى المنازل من الآبار المحفورة في شوارع وأماكن محددة بالمدينة، ومن آبار المسابح ووسائل أخرى تقي المواطنين من العطش، مع استغلال التجار والباعة لانقطاع المياه واستمرارهم في رفع أسعار المياه الصحية ومياه الشرب.
يُشار إلى أن القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، كانت تمكنت بقيادة الضابط في الجيش النظامي سهيل الحسن المعروف بلقب "النمر" من التقدم في ريف حلب الشرقي، واستعادة السيطرة على المحطة الحرارية الاستراتيجية التي كانت تعد معقلاً لتنظيم "داعش" في منتصف شباط / فبراير من العام الفائت 2016.