تشريد نحو 200 ألف مدني في الموصل

شنّت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة 16 غارة على مواقع تنظيم "داعش" في العراق وسورية خلال الساعات الـ24 الأخيرة، واستهدفت الطائرات مواقع الجماعة المتطرّفة قرب القائم والحديثة والموصل وراوة في العراق، ومنطقتي الرقة وتدمر في سورية، فيما أعلن المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغريك، أن العملية العسكرية لتحرير الموصل شرّدت نحو 200 ألف مدني.

وكشف سكّان محليون أن 14 مدنيًا من 3 أسر قتلوا، الجمعة، في قصف جوي للتحالف الدولي على سيارة مفخّخة مركونة قرب منزل كانوا يتجمعون فيه في منطقة النبي شيت وسط الموصل، ولا تزال جثث الضحايا تحت الأنقاض ولم يتمكنوا من انتشالهم بسبب اشتداد المعارك".

وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغريك، خلال مؤتمر صحافي عُقد في نيويورك، أن العملية العسكرية لتحرير الموصل من قبضة تنظيم "داعش" شرّدت نحو 200 ألف مدني، مشيرًا إلى أنّ "خيار الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية غربي الموصل غير مطروح حاليًا، فغربي الموصل منطقة صراع ولا يمكن القيام بعمليات إسقاط جوي للمساعدات في مناطق الصراع"، وشنّت القوات العراقية عملية عسكرية في الـ19 من شباط/فبراير لاستعادة السيطرة على الساحل الأيمن من الموصل، بعد أن أعلنت، في 24 كانون الثاني/يناير الماضي، استعادة الساحل الأيسر للمدينة من "داعش".

وتمكّنت القوات العراقية، خلال الأيام الماضية، من تحرير مناطق مهمة في الجانب الغربي للموصل، أبرزها مطار المدينة ومعسكر الغزلاني، إضافة إلى أحياء الطيران والجوسق ووادي حجر وغيرها، ويشار إلى أن الجانب الغربي من الموصل، أصغر من جانبها الشرقي، حيث يبلغ 40% من مساحة المدينة، لكن كثافته السكانية أعلى، ويتّسم بأزقته وشوارعه الضيقة، ما يُجبر القوات العراقية على خوض حرب شوارع مع "داعش"، ربما تحمل أخطاراً على حياة المدنيين.

وتسبّب استمرار العمليات العسكرية لتحرير الجانب الأيمن لمدينة الموصل بنزوح أعداد كبيرة من السكان المدنيين والعوائل إلى حدود إقليم كردستان بشكل يومي ويتم إسكانهم في مخيمات الخازر وحسن شام وسيودينان، وقامت مؤسسة بارزاني الخيرية، الخميس، وفي جو ممطر باستقبال موجة كبيرة من العوائل والأهالي النازحين من الجانب الأيمن لمدينة الموصل يقدر عددهم بأكثر من 1500 شخص، وبسبب سوء أوضاعهم وعدم وجود متسع لهم في مخيم حمام العليل توجه هؤلاء الى مخيم حسن شام، ومع وصولهم قامت 4 فرق من مؤسسة بارزاني الخيرية بتقديم وجبة طعام ساخنة ودونت أسماءهم ووزعت عليهم الأغطية والأفرشة والمدافئ وغذاء الأطفال والمستلزمات الأساسية للحياة.
وأفاد المشرف على مخيمي الخازر وحسن شام، رزگار عبيد، أنه بسبب استمرار عمليات تحرير الموصل يتوجّه يوميًا عدد كبير من العوائل والنازحين إلى مخيمات حدود إقليم كردستان، لافتًا إلى أن اكثر 1500 شخص من سكان الجانب الأيمن للموصل من أحياء المأمون وتل الرمان والشهداء والرسالة والمنصور وصلوا إلى مخيم حسن شام، وبشأن سبب قدوم هذه الموجة الكبيرة من النازحين إلى مخيمات حدود محافظة أربيل، أشار إلى أنه بسبب سوء أوضاع النازحين في مخيم حمام العليل وكذلك عدم بقاء أماكن شاغرة لإسكان المزيد من النازحين توجّه هذا العدد الكبير إلى مخيم حسن شام، وأنه وفق المعلومات المستمدّة من المصادر العسكرية العراقية فإن عدد النازحين خلال الساعات الـ24 الماضية وصل إلى أكثر من 1500 شخص.

وبشأن كيفية استقبال هذه الأعداد الكبيرة من النازحين، أكد عبيد أن فرق مؤسسة بارزاني الخيرية في المخيم لوحدها كانت حاضرة واستقبلت النازحين، لافتًا إلى أن المؤسسة استعدّت مسبقا وتوزّعت على 4 فرق، واحد منها خاص بتوزيع الوجبات الغذائية الساخنة ، وآخر خاص بتدوين أسماء النازحين وتحديد أماكن إسكانهم، وفريق آخر لتوزيع المستلزمات غير الغذائية مثل الأفرشة والأغطية والمدافئ، والفريق الأخير خاص بتوزيع الأغذية والمستلزمات الخاصة بالأطفال.

وجدّد أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الجمعة، احتجاجاتهم في العاصمة بغداد ومحافظات في جنوبي البلاد للمطالبة بتغيير مفوضية الانتخابات وكذلك محاربة الفساد المالي والإداري المستشري في البلاد، وتجمّع الآلاف من انصار الصدر في ساحة التحرير وسط بغداد استجابة لدعوة وجهتها اللجنة التنسيقية العليا للاحتجاجات التابعة للتيار الصدري مساء الخميس للتظاهر ضد مفوضية الانتخابات، وقانون الانتخابات، ورفض الفاسدين، وردد المحتجون هتافات رافضة للفساد، ومطالبة بإحالة المتورطين بالفساد إلى القضاء، وإجراء تغيير عاجل بمفوضية الانتخابات وتشريع قانون جديد للانتخابات في البلاد، وفي محافظات جنوب البلاد، تظاهر المئات من انصار الصدر أمام مكاتب مفوضية الانتخابات تعبيرًا على رفضهم لاستمرار عمل المفوضية الحالية.

وتجمع المئات أمام مكتب مفوضية بابل، والبصرة، وميسان، وذي قار، والديوانية، والنجف، رافعين لافتات كتب عليها "لا انتخابات نزيهة بدون تغيير شامل لمفوضية الانتخابات"، "لا انتخابات نزيهة من دون قانون انتخابات عادل"، وتبنى مقتدى الصدر على مدى أكثر من شهرين تحشيد أنصاره في بغداد والمحافظات للضغط على البرلمان والحكومة لتغيير مجلس مفوضية الانتخابات.

ويقول الصدر إن مجلس المفوضين مكوّن أساسًا من أشخاص رشحتهم الأحزاب لهذا فهي غير قادرة على إجراء انتخابات نزيهة في البلاد، وقُتل 4 متظاهرين من انصار الصدر وشرطي وجرح العشرات في الـ11 من الشهر الماضي بعد اشتباكات مسلّحة مع قوات الأمن خلال منعها انصار الصدر من التوجه إلى المنطقة الخضراء وسط بغداد والتي تضم مباني الحكومة والبرلمان والبعثات الأجنبية.