القاهرة- مينا سامي
قررت الكنائس المصرية الثلاث، إلغاء كافة مظاهر الاحتفال بعيد القيامة المقبل، والاقتصار على الصلوات الطقسية فقط، مع فتح الباب للمعزين يوم العيد، وذلك حزنًا على ضحايا كنيستي مارجرجس ومارمرقس في طنطا والإسكندرية، والذين أسقطتهم تفجيرات الإرهاب يوم الأحد الماضي.
وقال الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، سكرتير المجمع المقدس، إنه نظرًا للظروف الحاضرة ومشاركةً مع المتألمين من أسر الشهداء والمصابين، ومع حلول عيد القيامة المجيد سنكتفي بصلوات القداس ليلة العيد. وأضاف، سكرتير المجمع المقدس، في تصريحات له، أن الاحتفال الطقسي، في الكنائس والإيبارشيات، ويخصص يوم العيد لتلقي التعازي من أبناء الشعب المصري.
وأصدرت إيبارشية طنطا وتوابعها بيانًا، أكدت فيه الاعتذار عن استقبال المهنئين بعيد القيامة المجيد سواء بالكنائس أو بمبنى المطرانية، على أن يتم استقبال المشاركين في العزاء، الأحد الموافق ١٦ أبريل / نيسان ٢٠١٧ في الساحة الملحقة بكاتدرائية مارجرجس في أبي النجا، وذلك من الساعة الحادية عشر صباحًا، وحتى الثانية ظهرًا. وأعلنت، إيبارشية الأقباط الأرثوذكس في المنيا وأبو قرقاص، في بيان لها بشأن الحادثين الإرهابيين اللذين استهدفا كنيستي طنطا والإسكندرية، وراح ضحيتهما العشرات بين الوفيات والإصابات، إلغاء احتفالات عيد القيامة بالإيبارشية.
وجاء في نص البيان، "اُذْكُرُوا الْمُقَيَّدِينَ كَأَنَّكُمْ مُقَيَّدُونَ مَعَهُمْ".. نظرًا للظروف الراهنة التي تمر بها الكنيسة والبلاد تضامنًا مع آلام الكنيسة، نرى أن تقتصر احتفالات أعياد القيامة المجيدة على الصلوات الطقسية، دون مظاهر احتفالية تقديرًا للموقف، وبالتالي تعتذر المطرانية عن عدم استقبال المهنئين سواء الرسميين أو أفراد الشعب، مع تقديرنا لمحبة ومشاعر الجميع". وأضاف اليبان "علينا أن نشرح السبب للشعب والأطفال، لماذا نتخلى عن المظاهر الاحتفالية في هذه المناسبة، مصلين لأجل أسر الضحايا والمصابين، ولأجل مصر والكنيسة".
وأعلنت الكنيسة القبطية الكاثوليكية، إلغاء كافة الاحتفالات بعيد القيامة، مؤكدة أنه في ظل الظروف الراهنة، ومشاركة لأسر الشهداء والمتألمين، قررت الكنيسة الكاثوليكية، أن تقتصر على الصلوات الطقسية فقط، وترحب بالمشاركة بهذه المبادرة. وأضافت الكنيسة، في بيان لها اليوم باسم الأنبا عمانوئيل، مطران الأقصر للأقباط الكاثوليك، أن الكنيسة قررت استقبال من يرغب في تقديم واجب العزاء، في جميع الإيبارشيات على مستوى الجمهورية.
وأوضح الأنبا بطرس فهيم مطران الكنيسة الكاثوليكية في المنيا، أنه تضامنا مع آلام الكنيسة، وأسر الشهداء، ومصابي حادث كنيسة مار جرجس في طنطا، والمرقسية في الإسكندرية، ومراعاة لمشاعر كل المتألمين والمجروحين، بسبب الإرهاب الغادر ستقتصر احتفالات أعياد القيامة المجيدة على الصلوات والمراسيم الطقسية فقط.
وتابع "نعتذر عن أي استقبالات سواء للجهات الرسمية أو لأبناء الكنيسة، كما نحث الجميع على عيش هذه الأيام في وحدة مع آلام المسيح، ورجاء القيامة، الرب القائم يثبت كنيسته في الإيمان الحي، والرجاء الثابت، والمحبة التي لا تسقط أبدا".
وأصدر مجمع المنيا الإنجيلي، بيانًا رسميًا، برئاسة القس عيد صلاح، قال فيه إنه تضامنا مع آلام الكنيسة العامة في مصر، وأسر الشهداء ومصابي حادث كنيسة مار جرجس في طنطا، والمرقسيّة في الإسكندريّة، ومراعاة لمشاعر كل المتألمين والمجروحين بسبب الإرهاب الغادر في كل ربوع بلادنا، ستقتصر احتفالات أعياد القيامة المجيدة على الاجتماعات الروحيّة من ترانيم وصلوات وقراءة الكلمة، وتشجيع المتعبدين على التمسك برجاء ويقين القيامة، مصلين أن يهب الله تعزية للحزانى، وشفاءً للمصابين، وحماية لبلادنا العزيزة، ونعتذر عن أي استقبالات للمهنئين بالعيد.
ورحّب عدد من الأقباط، في تصريحات إلى "مصر اليوم"، بإعلان الكنائس المصرية الثلاث إلغاء احتفالاتها بعيد القيامة، مؤكدين أنه إجراء سليم وكان لابد من اتخاذه في ظل ما تتعرض له الكنيسة من آلام. وقال جمال إبراهيم، مهندس كهرباء، إنه لابد من إلغاء الاحتفالات بالعيد هذا العام، في ظل التفجيرات التي وقعت وأسقطت معها مواطنين أبرياء، أثناء الصلاة. وأكد شريف سمير، مسؤول في شركة سياحة، أن إعلان الكنيسة رسميًا إلغاء الاحتفالات، هو القرار الأكثر صواباً في الوقت الجاري، فنحن نحتفل بقيامة المسيح في داخلنا، ولكن الاحتفالات المعلنة لا يجب أن تتم وسط كل ما حدث.
واعتبر أيمن جندي، مدير في أحد توكيلات السيارات، أن الكنيسة في حالة حداد، وكان لابد من إلغاء الاحتفالات هذا العام، بعد حالة الحزن التي أصابت الكنيسة والشعب المصري بأكمله، متمنياً من الله أن تمر أيام الاحتفالات المقبلة دون أي أزمات جديدة. وشددت سارة جميل، أستاذة جامعية، على ضرورة إلغاء أي مظاهر للاحتفال بهذا العيد، والاقتصار على الصلوات الطقسية، مشددة على أهمية المشاركة الوجدانية مع أبناء الكنيسة في الإسكندرية وطنطا والتألم معهم لما أصابهم. وطالب يوسف عطا، صاحب متجر، بضرورة تأمين الكنائس خلال الأيام المقبلة، وحتى عيد القيامة، مع إلغاء كافة مظاهر الاحتفال، تألماً للضحايا الذين سقطوا أبرياءً يوم أحد السعف.