مدينة شرم الشيخ الوجهة الآمثل لجميع السُياح الباحثين عن السحر والتميز بأقل تكلفة

 أصبحت مِصر الوجهة الأسرع نموًا للسياح على مستوى العالم، وذلك في ظل توافر جميع المقومات التي جعلت منها قِبلة لجميع السُياح الباحثين عن السحر والتميز بأقل تكلفة. وبحسب موقع سكاي سكانر الدولي المتخصص في السياحة، فإن مدينتي شرم الشيخ والغردقة تم تصنيفهما في صدارة قائمة الوجهات السياحية الأرخص في العالم التي شملت 100 دولة. وأوضح الموقع أن سعر الليلة في الفندق الخمس نجوم في المدينتين، يتراوح ما بين 106 دولارات و122 دولارا، ما جعلهما في صدارة القائمة، ولفت الموقع إلى أن القاهرة صنفت في المركز الـ40 بالقائمة.

وعربيا اختيرت مدينة الشارقة في المركز الخامس حيث يبلغ سعر الليلة بها 137 دولارا، بينما جاءت أبو ظبي في المركز الـ26 بسعر 221 دولار في الليلة، أما مدينة مكة السعودية فكانت في المركز الـ64 بتكلفة 339 دولار في الليلة.

ومن ناحيه أخرى، وسعيًا للاستفادة من السياحة العربية بدأت شركات السياحة المصرية فتح قنوات اتصال جديدة مع السوق العراقية في محاولة لجذب أكبر عدد من السائحين العراقيين إلى مصر مجددا مع الاستعداد، لاستئناف الرحلات الجوية إلى أربيل في 13 أبريل/نيسان الجاري بعد توقفها منذ سبتمبر/ايلول الماضي.

 وتعكف شركات السياحة على المشاركة في المعارض التي تقام بالمدن العراقية وأيضا طرح برامج جديدة متميزة لجذب المزيد من السائحين العراقيين إلى مصر خلال العام الجاري ،وتسعي الشركات لجذب 500 ألف سائح خلال 2018 من العراق.

وكانت مصر للطيران قد أوقفت رحلاتها إلى أربيل في ايلول/سبتمبر من العام الماضي بعد استفتاء استقلال إقليم كردستان عن العراق وعلى صعيد تنشي العلاقات مع السودان في ضوء قرارات القمه الأخيرة بين الرئيسين البشير والسيسي، ووقع البلدان عقد تسيير خط "أسوان-حلفا" السياحي: بين كل من هيئة وادي النيل للملاحة النهرية مع شركة فوياج سورلونيل الفرنسية لتشغيل خط العائمة السياحية المملوكة للشركة الفرنسية بين أسوان وحلفا في السودان.

وقال ناجي العريان عضو اتحاد الغرف السياحية، إن السياحة في مصر مرات على مدار السبع سنوات الأخير بحالة من عدم الاستقرار بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية ، لكن الأمور بدأت تتحسن خلال الأربع سنوات الأخيرة، بسبب حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على ذلك، والمحافظة على صورة مصر أمام العالم الخارجي. وتابع العريان أن التعافي الحقيقي للسياحة المصرية لن  تظهر بوادره  الا في نهاية عام 2018  مع عودة الاستقرار الكامل للبلاد وكذلك دوران عجلة الاقتصاد والمشروعات القومية الكبرى التي تم تدشينها مؤخرا.

 وأضاف العريان أن شركات السياحة تعمل على استخدام طرق عديده لجذب السياحة ومن أهمها الترويج عن طريق المؤتمرات وإظهار أهم معالم مصر الأثرية. وتابع أن السودان والعراق له تاريخ في الاهتمام بالسياحة المصرية والشعب السوداني يهتم بسياحة الغطس بجانب الاستثمارات التي يتم انشاءها داخل مصر،اما بالنسبة للسائح العراقي فإن مصر لاتكلفة في العطلات مثل الدول الأخرى لان الأسعار المخفضة تجعلها يقضي أكبر وقت ممكن فالذلك وضع العراق والسودان على خريطة الشركات السياحية في جذب العملاء .

وفي سياق متصل، يؤكد الدكتور محمد العزبي رئيس هيئة تنشيط  السياحة السابق، أن عددا من مستثمري السياحة بجنوب سيناء من أصحاب المنتجعات السياحية والمنشأت الفندقية  بدأوا بالفعل التنسيق مع المحافظ  استعدادا لتنظيم حملات تسويقية غير تقليدية لهذين السوقين الواعدين لجذب اكبر عدد ممكن من السائحين إلى شرم الشيخ .

وتابع أن هذه الحملات ستحتاج تمويلًا كبيرًا يفوق طاقة المحافظة والمستثمرين ونطالب الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة أن تتبنى هذا الاتجاه سواء بدعم الحملات التي يسعى لتنظيمها المستثمرين أو تشجيع إقامة شركة تسويق مشتركة بالتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص، وتتولى تنفيذ حملات الترويج الكبرى بالإضافة إلى تقديم أفكار جديدة لحلول غير تقليدية بهدف زيادة الحركة الوافدة والنهوض بالسياحة المصرية، مؤكدا ان  شرم الشيخ تحتاج إلى جهد كبير، وتكاتف الحكومة والقطاع الخاص وفكرا مختلفا من التسويق  والدعم لمنظمي الرحلات حتى يزداد التدفق على شرم الشيخ وكذا التركيز على الأسواق الواعدة .

ويوضح أن السوقين الأوكراني والكازاخي من أهم الأسواق الواعدة في تصدير السائحين لمصر بصفة عامة ولشرم الشيخ بصفة خاصة  ويمكنهما خلال فترة قصيرة تعويض أي عجز في التدفقات بالإضافة إلى تشجيع أسواق أخرى  للدخول بقوة في السوق المصري، وأهمها المنطقة العربية خاصة دول الخليج والأردن ولبنان بالإضافة إلى دول شرق أوروبا وجنوب شرق أسيا.

وتابع أن الغردقة التي لم تعان من انحسار الحركة السياحية مقارنة بشرم الشيخ هو وجود منظمي رحلات أقوياء لهم مكاتبهم في معظم الدول المصدرة للسياحة بالإضافة إلى استمرار تدفق السياحة الروسية والانجليزية إلى مدن البحر الأحمر، لافتا إلى أن جنوب سيناء تحتاج إلى جهد كبير في التسويق واستثمار عالي جدا ليس في التسويق فقط ولكن في تنفيذ أفكار خارج الصندوق لإعادة الازدهار السياحي مجددا إلى مدينة السلام والسحر والجمال.

أضاف أن مدينة شرم الشيخ  بإمكانها حل مشاكل كثيرة وتحقيق  دخل مضاعف لإجمالي إيرادات قناة السويس سنويا  حال عودة الحركة السياحية لطبيعتها  حيث أنها تحقق جانب كبير من الدخل القومي،  تليها قناة السويس وتحويلات العاملين بالخارج . وأشار إلى انه يأمل في القضاء على ظاهرة تدني الأسعار التي يمارسها بعض المستثمرين مما يؤثر بالسلب على سمعة المنتج السياحي المصري، مضيفا:"كلنا ثقة في وزيرة السياحة لتدوير المحفظة جيدا باعتبارها خبيرة اقتصادية يشار لها بالبنان، وهي قادرة على تعظيم الإيرادات السياحية والاعتماد على سياسية الكيف وليس الكم، المتبعة حاليا لتعظيم إيرادات الدولة من الدخل القومي الذي تجلبه السياحة باعتبارها  القاطرة الأولى للتنمية الاقتصادية في مصر".

وأوضح أن السياحة الخليجية ينتظرها مستقبل واعد في مصر خاصة مع التوسع في المشروعات المشتركة وإنشاء الخطوط الملاحية التي تربط بين السعودية والمدن السياحية المصرية المطلة على البحر الأحمر..لافتا إلى أن كل الشواهد تؤكد اهتمام الدولة بسياحة اليخوت خلال الفترة الماضية لما لها من أهمية خاصة لدى دول الخليج الذين يفضلون سياحة اليخوت وهي مصدر مهم جدا لتنشيط السياحة. وقال مجدي صالح، الخبير السياحي، والمتخصص في رياضة الغوص، إن شركات السياحة تطرق جميع الأبواب لجذب السياح سواء العرب أو الأجانب وتستهدف جميع القارات، لكن حتى الان لم نرى هذا التوافد المستهدف سواء من الأخوة العراقيين أو السودانيين، بل الغالب هنا في مصر حتى الآن هم الألمان.

 وعن تصنيف مدينة شرم الشيخ ضمن أرخص المناطق السياحية في العالم قال:" نتيجة الظروف الأمنية والاقتصادية والسياسية خلال الـ 7 سنوات الماضية، أغلقت الكثير من الفنادق والقرى السياحية أبوابها، فهربت العمالة المتدربة إلى دول الخليج، فلجأ العديد من أصحاب الفنادق إلى خفض الأسعار حتى تستطيع أن توفي بالتزامتها تجاه ما تبقى من طاقمها، ومحاولة منها لإعادة الحياة مرة أخرى للمدينة التي شهدت ضربات كثيرة وموجعه خلال السنوات الماضية.