قطاع الأمن المركزي

واصلت أجهزة الأمن المصرية، لليوم الثالث على التوالي، جهودها في ملاحقة المتورطين في حادث الهجوم المسلح على حافلة تقل أقباطًا، في الظهير الصحراوي الغربي لمحافظة المنيا، والذي أسفر عن مقتل 29 شخصًا وإصابة 25 آخرين.

وقالت مصادر أمنية في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم"، إن مجموعات قتالية من قطاع الأمن المركزي، مدعومة بمدرعات، ومجموعات عمل من قطاعي الأمن الوطني والأمن العام، داهمت مناطق صحراوية متاخمة لطرق (الصحراوي الغربي، وبني مزار – الواحات، والبهنسا – البويطي) بحثاً عن الجناة.

وشرحت المصادر – التي طلبت عدم ذكر أسماءها – أن قوات الأمن، استعانت بقصاصين أثر، نظراً لوعورة المناطق الجبلية والصحراوية في محيط الحادث، مشيرة إلى أن تلك الإجراءات تأتي في إطار تطهير المنطقة من أي بؤر متطرفة محتمل تواجدها، كنظيرتها التي تم ضبطها في طريق (سفاجا – سوهاج) وفي نطاق الجبل الشرقي بمحافظة أسيوط، الشهرين الماضيين. ورجحت المصادر هروب الجناة  إلى عمق أكثر من 800 كيلو متر في الصحراء الغربية، عبر الدروب الجبلية والصحراوية، باستخدام سيارات الدفع الرباعي المزودة باحتياطي وقود إضافي.

وأعلنت المصادر أن اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية، وجه القيادات الأمنية في محافظتي بني سويف والمنيا، بتشديد الإجراءات الأمنية، على الطريق الصحراوي الغربي، وتنشيط نقاط التأمين والأكمنة الثابتة والمتحركة، ورفع درجة الاستعداد القتالي لمواجهة أي هجمات محتملة سواء على المنشآت الشرطية، أو أماكن دور العبادة (الكنائس) والمناطق الأثرية.

وأضافت المصادر  "الطريق الصحراوي الغربي، شهد مرورا لعدد من العناصر المتطرفة، لعدة أسباب، أولها أن الطريق به مئات المدقات الجبلية المتجهة إلى الغرب، والتي لا تتواجد بها أي خدمات أمنية، وثانيها أن عدد كبير من العناصر الموالية لجماعة الإخوان يعيشون في قرى (فقيرة) بالظهير الغربي، ويتصلون بطريقة أو أخرى مع تلك العناصر المتطرفة، وأهم طرق الاتصال هي الإنترنت ".

وأشارت المصادر إلى فرق البحث الجنائي تكثف من تحرياتها، للكشف عن عناصر الخلايا النوعية التابعة لجماعة الإخوان، والتي ساعدت الجناة، في رصد الرحلة الدينية التي خرجت من مدينة الفشن، إلى دير الأنبا صاموئيل. واكدت المصادر على أن الجناة، وصولا إلى مسرح الحادث عبر طرق وعرة متصلة بتبة أبو طرطور (مسرح الحادث) ونفذوا جريمتهم، وفروا هرابين من نفس الطريق، موضحة أن روايات شهود العيان دلت على أنهم بين 7 و10 متهمين، يرتدون زي موحد، أقرب لزي عناصر تنظيم داعش.