مداهمة القوات الخاصة الأميركية والعراقية أحد السجون التابعة لتنظيم داعش شمال العراق

اعترف أحد عناصر "داعش" والمحتجز لدى القوات الأميركية، باستخدام التنظيم مواد كيميائية محظورة في العراق وسورية، وعلى رأس تلك الخطط تجهيز غاز الخردل وتحميله في قذائف مدفعية، وتنفي الإدارة الأميركية نيّتها تدشين مرفق أميركي مخصَّص لاحتجاز المعتقلين المنتمين إلى التنظيم لمدة طويلة، أو إرسالهم إلى سجن غوانتانامو في كوبا.

وكانت الولايات المتحدة تشتبه في استخدام داعش غاز الخردل، الذي يعد أحد عناصر الحرب الكيميائية، وذكر مسؤولون العام الماضي أنهم تأكدوا من وجود غاز الخردل المحظور دوليًا على شظايا الذخائر المستخدمة في هجمات التنظيم في سورية والعراق،  وفي الوقت الذي كانت تمتلك فيه الحكومة السابقة في العراق والحكومة الحالية في سورية برامجًا للحرب الكيميائية، إلا أنه لم يتضح بعد كيف حصل هذا التنظيم على ذلك السلاح المحظور.

وحدد المسؤولون هوية المعتقل، الذي يعرف باسم سليمان داوود العفاري، وهو خبير في الأسلحة الكيميائية والبيولوجية الذي كان يومًا ما يعمل في هيئة التصنيع الحربي في الجيش العراقي إبان حُكم الرئيس الراحل صدام حسين، ووصفه الجيش بإعتباره أحد العناصر الهامة داخل تنظيم داعش، وأنه تم توقيفه من قِبل قوات النخبة في العمليات الخاصة الأميركية.

ويقبع العفاري الآن في أحد السجون الأميركية داخل منشأة الاحتجاز المؤقت في مدينة أربيل العراقية، حيث يخضع للاستجواب بشأن خطط استخدام غاز الخردل من قِبل التنظيم، بينما أشار أحد المسؤولين إلى أن الغاز لم يتم تركيزه بما يكفي لقتل أي شخص، وإنما يمكن أن يشوه من يتعرض له، وبحسب البروتوكول المتبع، فقد قام المسؤولون في وزارة الدفاع بإبلاغ اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والتي تراقب معاملة المعتقلين ممن كانوا ينتمون إلى تنظيم داعش، وأقرّ الصليب الأحمر بإجراء زيارة إلى المعتقل ولكنه لم يدلِ بأيّة معلوماتٍ أخرى.

ويوجد إصرار من المسؤولين في وزارة الدفاع بأن الولايات المتحدة ليست لديها خطط لاحتجاز المعتقل أو أي أسرى آخرين إلى أجلٍ غير مسمى، وأنه سوف يتم تسليم العفاري إلى السلطات العراقية والكردية عقب انتهاء التحقيق معه، كما أكد المسؤولين أنه لا توجد نيّة لإقامة مرفق أميركي مخصَّص لاحتجاز المعتقلين المنتمين إلى داعش لمدة طويلة، مع استبعاد المسؤولين في الإدارة الأميركية إرسال أي محتجز إلى سجن الولايات المتحدة العسكري الذي يقع في خليج غوانتانامو في كوبا.

وعملية توقيف العفاري، التي جرت الشهر الماضي، نفذتها قوات العمليات الخاصة الجديدة التي تتشكل في الأساس من قوات الدلتا الخاصة، بعد فترة وجيزة من دخولها شرق سورية قادمة من العراق على متن مروحيات بلاك هوك، وأوضح المسؤولون في وزارة الدفاع أن فريق القوات الخاصة قد استقر في سكن آمن، وعمل مع القوات العراقية والكردية لإنشاء شبكات المعلومات والقيام بمداهمات للأماكن التي يوجد فيها قادة داعش وغيرهم من المتشددين الخطرين

وتعد هذه القوات القتالية الأميركية هي أولى القوات الرئيسية التي تتواجد على الأرض هناك منذ انسحاب الولايات المتحدة من العراق نهاية العام 2011، وقبيل الدفع بهذه القوات الخاصة، نفذ الجيش الأميركي غاراتٍ جوية مكثفة لمكافحة تنظيم داعش، ما أسفر عن مقتل أعدادٍ كبيرة من مقاتليه في العراق وسورية، ولكن فريق العمليات الخاصة المكون من مائتي جندي تم تكليفه بقتل وأسر عناصر التنظيم، إضافةً إلى جمع المعلومات الاستخبارية.

وأسفرت إحدى المداهمات عن مقتل أمير التنظيم على النفط والغاز، أبو سياف، بحسب ما وصف المسؤولون الأميركيون، كما تم اعتقال زوجته أم سياف واقتيدت إلى مركز التحري شمال العراق حيث جرى استجوابها واحتجازها، مع تحفظ القوات الأميركية على أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف النقالة وموادٍ أخرى كانت موجودة في الموقع وقت المداهمة، وظلت أم سياف رهن الاحتجاز لمدة ثلاثة أشهر من قِبل السلطات الأميركية حيث أمدتهم بالمعلومات، بينما ذكر المسؤولون أنه في آب / أغسطس الماضي، تم نقلها إلى سجن تابع للأكراد، وقد أدينت بالتآمر وتقديم دعم مادي للتنظيم في جريمة قال مسؤولون إنها أدت إلى مقتل عاملة الإغاثة الأميركية في سورية، كايلا مولر، خلال شهر شباط/ فبراير 2014.