اسطنبول - ماجد سليم
أكَّد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الأربعاء، أن "عدد القتلى في كارثة منجم الفحم، في غرب البلاد، ارتفع إلى 238، بالإضافة إلى 80 آخرين مصابين، و120 لا يزالون محاصرين داخل المنجم".
وجاءت تصريحات أردوغان، خلال مؤتمر صحافي، بعد زيارة المنجم، في سوما، على بعد 480 كيلومترًا جنوب غربي إسطنبول.
وأعلنت الحكومة التركية، الأربعاء، "الحداد ثلاثة أيام على أرواح ضحايا حادث الحريق المروع، الذي اندلع في إحدى المناجم غرب تركيا".
وذكر مكتب أردوغان، أنه "سيتم تنكيس الأعلام، الأربعاء، في جميع أنحاء البلاد، وفي السفارات التركية في الخارج".
ووصف وزير الطاقة التركي، طاهر يلدز، الانفجار الذي وقع في منجم للفحم، والحريق الذي أعقبه، بأنه "أكبر كارثة في مجال التنقيب تشهدها البلاد".
وقال يلدز، إن "عدد القتلى يرتفع في الحادث الذي وقع في بلدة سوما على بعد 120 كيلومترًا شمال شرقي مدينة إزمير، المطلة على بحر إيجة، ويعتقد أن مئات آخرين ما زالوا محاصرين تحت الأرض، لكن يلدز رفض تحديد الأعداد".
وقال الوزير، في وقت سابق، إن "787 عاملًا كانوا في المنجم، في محافظة مانيسا، غرب تركيا، عند وقوع الانفجار الذي حصل في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، وإن حوالي 400 منهم ما زالوا محتجزين تحت الأرض"، موضحًا أنه "تم سحب 4 عُمَّال مصابين بجروح خطيرة".
في حين، قال حاكم إقليم مانيسا، جنكيز أرجون، إن "مئات العمال حوصروا وقت انفجار المنجم".
وكان المسعفون يحاولون ضخ الهواء النظيف في المنجم، لكي يصلوا إلى المحتجزين على عمق نحو كيلومترين تحت سطح الأرض، وعلى بعد نحو 4 كيلومترات من مدخل المنجم، حيث أفاد عناصر الإطفاء، أن "دخانًا كثيفًا يعوق تقدُّمهم".
وأُرسلت مروحية إنقاذ إلى المكان، بينما أرسل الجيش فرقًا تضم 20 شخصًا وفق وكالة "أنباء الأناضول".
وقال وزير الطاقة التركي، عقب وصوله إلى مانيسا، "لا أريد أن أعطي أرقامًا، علينا أولًا أن نصل إلى عُمَّالنا المحتجزين تحت الأرض"، مضيفًا أن "أربع فرق إنقاذ تعمل حاليًا في المنجم، والحريق يخلق مشكلة، إلا أنه يتم ضخ الأكسجين في ممرات المنجم التي لم تتضرر".
وأعلن مكتب رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، أنه "يتابع التطورات عن كثب"، كما وجه أردوغان في أنقرة تعازيه الصادقة إلى عائلات الضحايا، وقال إن "بعض عمالنا تم إنقاذهم، وآمل أن نتمكن من إنقاذ الآخرين".
واعتبرت شركة "سوما كومور" للمناجم في بيان لها، أن "الانهيار حادث مأساوي"، مضيفة "المؤسف أن عددًا من عُمَّالنا قضوا في هذا الحادث الذي وقع رغم أكبر قدر من الإجراءات الأمنية وعمليات التفتيش لكننا نجحنا في التدخل سريعًا".
وأوضح وزير العمل والأمن الاجتماعي التركي، أن "المنجم تمت معاينته آخر مرة في 17 آذار/مارس الماضي، وكانت المعايير المطلوبة متوفرة فيه"، لكن العامل أوكتاي بيرين قال، "ليس هناك أية سلامة داخل هذا المنجم، والنقابات ليست سوى دمى، والإدارة لا تفكر إلا في المال"، بينما قال زميله تورغوت سيدال، "هناك أناس يموتون في الداخل وجرحى، كل ذلك من أجل المال".
يذكر أن الانفجارات داخل المناجم أمر مألوف في تركيا، وخصوصًا تلك التابعة للقطاع الخاص، والحادث الأخطر وقع في العام 1992، حين قضى 263 عاملًا في انفجار للغاز داخل منجم زونغولداك.