القاهرة – أكرم علي، إيمان إبراهيم
شدَّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أنَّ القضية الفلسطينية تأتي دائمًا ضمن أولويات السياسة الخارجية المصرية، مشيرًا إلى أنَّها دائمًا ما تكون على جدول أعماله في كل لقاءاته الخارجية، مؤكدًا أثناء استقباله للرئيس الفلسطيني محمود عباس السبت، أنَّ حل القضية الفلسطينية سيمثل ركيزة مباشرة لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، كما سيقضي على الكثير من الذرائع التي يستند إليها مروجو الأفكار المتطرفة من أجل زعزعة استقرار المنطقة.
وبحسب بيان صحافي، أطلع الرئيس الفلسطيني، نظيره المصري، على مسعى القيادة بالتوجه إلى مجلس الأمن الدولي، للحصول على قرار دولي لتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف على حدود 1967.
وكشف عباس عن نتائج اتصالاته الدولية ومساعيه المبذولة من أجل تسوية القضية الفلسطينية، منوهًا إلى المطالب الفلسطينية التي تتلخص في ضرورة وقف الاستيطان، وإطلاق سراح الأسرى المتفق عليهم، فضلًا عن وقف الاعتداءات على المسجد الأقصى، والخروج من المناطق (أ) في الضفة الغربية، وذلك لتوفير البيئة المناسبة لاستئناف المفاوضات، مؤكدا على ضرورة عدم إضاعة الوقت، وأهمية المضي قدمًا في جهود إعادة إعمار قطاع غزة، وذلك مراعاةً للحالة الإنسانية الصعبة لسكان القطاع، فضلًا عن تثبيت دعائم الاستقرار في القطاع.
وأشاد الرئيس الفلسطيني بالإنجازات السياسية التي تحققها مصر على الصعيدين الداخلي والخارجي، مشيرًا إلى النجاح الذي حققته جولة السيسي الأخيرة والتي شملت إيطاليا والفاتيكان وفرنسا، وما أكدته من استعادة مصر لمكانتها الرائدة ولدورها الفاعل على الساحة الدولية، موجهًا الشكر إلى السيسي للجهود المصرية المبذولة دوليًا للدفاع عن القضية الفلسطينية سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف.
ومن جهته، أكد السيسي خلال اللقاء أنَّ مصر ستظل على موقفها الداعم والمساند للقضية الفلسطينية، إلى أن تتم تسويتها بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأنه يتعين أن يتم اتخاذ إجراءات من شأنها تحريك الموقف وبث الأمل في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني الذي يرغب في الحصول على حقوقه المشروعة، وتوفير الضمانات الدولية لتشجيع الجانب الإسرائيلي على المضي قدمًا على طريق السلام.
وجدّد السيسي تأكيده على مساندة مصر لخيارات الشعب الفلسطيني ووقوفها الكامل إلى جانبه، موضحًا أنَّ ما يتم اتخاذه من إجراءات في رفح المصرية، إنما يستهدف ضبط وتأمين الحدود المصرية، مؤكدًا أنَّ مصر حريصة تمام الحرص على الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة.
وحضر الاجتماع عن الجانب الفلسطيني: عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، ووزير الشؤون الخارجية رياض المالكي، والناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ورئيس جهاز المخابرات اللواء ماجد فرج، وسفير فلسطين لدى مصر، مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية جمال الشوبكي، وعن الجانب المصري: وزير الخارجية سامح شكري، والناطق باسم الرئاسة.
وأجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مباحثات مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس آخر مرة على هامش مؤتمر إعادة إعمار غزة في جلستين منفصلتين أحدهما بحضور وزير الخارجية سامح شكري ووزير خارجية النرويج بورج برني.
وثمن الرئيس الفلسطيني الجهود التي بذلتها القيادة المصرية ومملكة النرويج لاستضافة عقد هذا المؤتمر المهم في القاهرة لسرعة تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يعاني من نقص في الاحتياجات العاجلة والضرورية لإعادة الإعمار.