صنعاء ـ عبد العزيز المعرس
غادر الجمعة العاصمة صنعاء المبعوث الأممي جمال بن عمر، و المبعوث الخليجي صالح القنيعير، بعد زيارة استغرت عدة أيام التقيا مع بعض الأطراف السياسية في اليمن في وقت كشفت مصادر مطلعة أن هناك تحركات أممية وخليجية لإنهاء الفترة الانتقالية في اليمن مع انتهاء العام 2014.
وكشف مصدر مطلع لـ "مصر اليوم " أن المبعوثين الأممي والخليجي عادوا صنعاء وان هناك تحركات لإنهاء الفترة الانتقالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بنهاية العام الحالي 2014 بسبب ضعف إدارته للبلاد والذي تمكن المسلحون الحوثيون من سيطرتهم على صنعاء وعدد من المحافظات والمدن اليمنية.
وأضاف المصدر أن مشادة كلامية حصلت بين المبعوث الأممي جمال بنعمر والرئيس هادي في اجتماع ضم عددًا من المسؤولين اليمنيين في صنعاء الخميس وأن جمال بنعمر اتهم الرئيس هادي بالتعاطف مع الميلشيات المسلحة من جماعة الحوثي بالإضافة إلي أن نجله جلال عبد ربه منصور هادي يتدخل في القرار السياسي مع مدير مكتب الرئاسة أحمد عوض بن مبارك لإصدار عدد من القرارات لمسؤولين في الحكومة متهمون بفساد ويدعمون التنظيمات والجماعات الإسلامية المتشددة.
وبيّن أن الرئيس هادي غادر الاجتماع قبل انتهائه بعد أن أكد المبعوث الخاص إلى اليمن جمال بنعمر أنه سيبلغ مجلس الأمن الدولي بعدد من القضايا التي تتعلق بالفترة الانتقالية للرئيس هادي وإنهائها بنهاية العام الحالي 2014 وتشكيل مجلس عسكري حتى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة واختيار رئيس للبلاد خلافاً لعبد ربه منصور هادي الذي تولى الحكم في العام 2012 بعد احتجاجات واسعة أطاحت بحكم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
ووجه بنعمر انتقادات حادة للرئيس هادي في اجتماع مغلق مع بعض الشخصيات السياسية اليمنية في صنعاء»، حيث قال المبعوث الدولي قال «إن الرئيس هادي لا يسمع النصح، ولا يصغي إلا لنفسه وأنه لا يصحو من النوم إلا الساعة الثالثة عصراً»، محملاً إياه مسؤولية مآل الوضع في البلاد إلى ما هو عليه، وهذا النقد يؤكد صحة وحقيقة ما يتداوله الرأي العام المحلي ويعرفه المجتمع الدولي أن نجل الرئيس جلال هادي هو من يحكم اليمن من خلف الستار وهو من يدير العملية برمتها.
ويأتي هذا النقد في إطار ما يبديه المجتمع الدولي من مخاوف على ما تمر به اليمن من منعطف خطير ينسف بكل الجهود ويحول في عدم إحراز أي تقدم والانتقال الى الدولة اليمنية الحديثة ويحول بين تقديم الدعم لليمن من الأشقاء والأصدقاء في حال الاستمرار بهذه المنهجية والكيفية والانفراد بالعمل السياسي من طرف واحد أو محاولة الاستقواء بالسلطة والتحكم في قرارات الحكم ومفاصل الدولة، باعتبار ذلك مؤشرًا خطيرًا لا يخدم مسار التسوية السياسية وبلا شك أنه سيقلل من ثقة المجتمع الدولي مع الحكومة وسيكون المجتمع اليمني ضحية لقوى النفوذ والقوى المتصارعة وربما يعيد اليمن إلى المربع الأول وهو ما يصعب معالجته في المستقبل.
وأكد المصدر أن مغادرة بن عمر والقنيعير جاءت بعد لقاء مختلف الأطراف السياسية، لمناقشة الترتيبات لانتقال البلاد إلى مرحلة جديدة.
وأفاد بأن بن عمر سيطلع المجتمع الدولي، على نتائج لقائته، ومدى تهيئة البلد للانتقال إلى مرحلة الشرعية الدستورية، فيما سيطرح القنيعير على مجلس التعاون الخليجي، نتائج لقائته بمختلف الأطراف و المشاورات التي أجراها حول مسودة المبادرة الخليجية الثانية، و التي تعد خارطة طريق تحدد الاستحقاقات الدستورية المقبلة.
و نوّه المصدر، إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد تطورات جديدة على الساحة اليمنية، غير أنه أشار إلى أن هناك اطراف و قوى لا تزال تصر على تمديد المرحلة الحالية التي يسعى بنعمر والقنيعير لإنهاء.
ولفت المصدر إلى أن المجتمع الدولي يصر على ضرورة انتقال اليمن إلى مرحلة الشرعية الدستورية، فيما ترى بعض الأطراف أن الانتقال غير مهيأ في الوقت، ولابد من استمرار الوضع الحالي لعام مقبل، والاتفاق على خارطة طريق يتم الاتفاق عليها، على أن يبدأ تنفيذها من بداية العام 2016.
في السياق ذاته، دعا المبعوث الخليجي لليمن، صالح بن عبدالعزيز القنيعير، جميع القوى السياسية إلى العمل بروح الفريق الواحد والتعاون لاستكمال عملية الانتقال السياسي وإخراج اليمن إلى بر الأمان.
وأكد القنيعير على أهمية تعزيز روح التوافق الوطني بين مختلف المكونات السياسية والمجتمعية اليمنية للدفع بالأوضاع في البلاد نحو الاستقرار المنشود.
ودعا الأطراف السياسية إلى ضرورة استكمال مسار عملية التحول السياسي المواكب لتطلعات الشعب اليمني، والذي سيسهم في فتح مجالات أرحب للبناء والتنمية وفتح مجالات للاستثمار في اليمن.
وأوضح المبعوث الخليجي أنه التقى خلال زيارته بالرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، ورئيس مجلس الوزراء خالد بحاح، ووزراء الخارجية والداخلية والمالية ووزير الدولة لشؤون تنفيذ مخرجات الحوار الوطني (اختتم أعماله في 25 يناير/كانون الثاني الماضي)، بالإضافة إلى سفراء الدول الراعية للتسوية.
وتتولى دول الخليج - باستثناء قطر - الإشراف على مبادرة نقل السلطة التي تنحى بموجبها الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في شرين الثاني/ نوفمبر 2011 في العاصمة السعودية الرياض، بعد اندلاع احتجاجات شعبية ضد نظام حكمه مطلع العام ذاته.
وفي 31/آب. أغسطس الماضي، تم تعيين القنيعير مبعوثًا للأمين العام للمجلس، عبد اللطيف الزياني، بهدف دعم اليمن وإنجاح المرحلة الانتقالية التي يمر بها.
ويشهد اليمن ترديًا في الأوضاع الأمنية، زادت حدته بعد سيطرة جماعة الحوثي بقوة السلاح على المؤسسات الرئيسية في صنعاء، منذ 21 أيلول/سبتمبر الماضي مما جعل الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية تشعر بالخطر .