زيارة السيسي إلى باريس

تناولت الصحافة الفرنسية بعض التقارير التحليلية عن مصر، في اليوم الأول لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتركيز على الخطوط العريضة للعلاقات المستقبلية، التي تجمع دولتي مصر وفرنسا، والتي بنيت على أساس العلاقات التاريخية بين الجانبين ومدى تفهم فرنسا للأوضاع المصرية ومتطلباتها واحتياجاتها.

واستعرضت وسائل الإعلام المقروءة والمرئية اللقاءات والمباحثات التي قام بها السيسي في إيطاليا، وكذا التي شهدتها عاصمة الضباب، الأربعاء، وتطرقوا إلى أهم القضايا التي جمعت الجانبين، المصري والفرنسي، والتي اشتملت على القضايا الدولية والإقليمية وبؤر التوتر، لاسيما في ليبيا والعراق وسورية، فضلاً عن القضية الفلسطينية والجهود الدولية المبذولة للتصدي للإرهاب والعلاقات الثنائية.

وجاءت اللقاءات، التي جمعت بين الوفد المصري، الذي ضم الرئيس السيسي، ووزارء الخارجية والصناعة والتجارة والتموين والاستثمار، والفرنسي، الذي ضم الرئيس فرانسوا أولاند، ووزارء الخارجية والدفاع، إضافة إلى مجلس الأعمال المشترك ورؤساء أكبر شركات فرنسية في مختلف القطاعات الصناعية والتجارية والإنتاجية، من أعضاء جمعية أرباب الأعمال الفرنسيين "ميديف"، لوضع الخطوط العريضة والمبدئية للمشاريع المقرر إقامتها في مصر، لاسيما في مشروع قناة السويس الجديدة.

وأبرزت صحفية "la croix"، في مقال حمل عنوان "الرئيس السيسي في جولة أوروبية"، أنّ "السيسي، القائد السابق للجيش المصري الذي قام بعزل الرئيس الإسلامي، بدأ جولته الأوروبية الأولى في إيطاليا، والتقى وزارء ومسؤولين رفيعي المستوى في روما"، مشيرة إلى أن "مصر بذلك تسعى لعودة المستثمرين، رغم حالة عدم إستقرارها السياسي".

وأوضحت صحفية "le mond"، في مقال على موقعها الإلكتروني بعنوان " ليبيا رهان الرئيس عبدالفتاح السيسي لباريس"، أنّ "الأوساط الدبلوماسية اعتبرت زيارة الرئيس المصري كلاسيكية"، لافتة إلى أنّ "نقاشات السيسي والرئيس الفرنسي أولاند تطرقت إلى الشؤون الأمنية والإقليمية والاقتصاد، الأمر الذي يعتبر رهانًا حقيقيًا للسيسي".

وأشارت إلى أنَّ "التقارب، الذي كان شبه مستحيل منذ عام بين مصر وفرنسا، لاسيما بعد الاتهامات التي وجّهت للقاهرة، بسبب الضغوط التي مورست ضد جماعة الإخوان المسلمين، والتي أودت بحياة نحو 1400 شخص، فضلاً عن توقيف العديد منهم، ستكون فرصة لدعم الجهود المبذولة لاستتاب المرحلة الانتقالية".

وبيّنت الصحيفة أنَّ "فكرة الزيارة الرسمية تم التباحث بشأنها بين الزعيمين المصري والفرنسي على هامش اجتماعات الجمعية العام للأمم المتحدة، في نهاية أيلول/سبتمبر الماضي".

وشددت على أنَّ "مصر عادت للبروز في المسرح الدولي، بعدما اضطلعت بدورها التقليدي كوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين، أثناء الحرب على غزة، وسعت جاهدة لإعادة إطلاق المبادرة العربية، التي أعلن عنها في عام 2002، فضلاً عن دورها في الملف الليبي، الذي يعتبر بمثابة أولوية لفرنسا، لاسيما أنَّ القاهرة وباريس تتخوفان من أن تؤدي الانقسامات السياسية للوقوع تحت هيمنة المجموعات الجهادية".

وسلّطت الإذاعة الفرنسية، لاسيما محطة "Direct Info" الضوء على الجولة الأوروبية، لاسيما اللقاء الذي تم بين الحبر الأعظم "بابا الفاتيكان" والسيسي، مبرزة أنَّ "رسائل طمأنة وجهت للمجتمع الدولي، في شأن أوضاع أقباط مصر".

وحرصت إذاعة "الشرق"، الناطقة باللغتين العربية والفرنسية، على إبراز الملف الليبي، الذي يعتبر الأهم والأبرز لمصر وفرنسا، وتباحث فيه الزعمان السيسي وأولاند، في قصر الإليزيه، فضلا عن ملف تنظيم "داعش"، الذي بايعته أخيرًا، جماعات متطرفة في شبه جزيرة سيناء، وملف الأمن و"الإرهاب"، والمصالح الاقتصادية المشتركة ومحاربة الفقر.

ورصدت الإذاعة في تقرير لها مستوى العلاقات والشراكة المصرية الفرنسية، لافتة إلى أنَّ "التبادل التجاري بين البلدين تراجع بنسبة 16% بين عامي 2012و 2013، وفقًا لبيانات البنك المركزي المصري، بينما سجل معدل التبادل بينهما ارتفاعًا بنسبة 8% قبل الثورة".

وبيّنت أنَّ "فرنسا تحتل المرتبة الحادية عشر بين شركاء مصر التجاريين، وفي مجال المال التقليدي تعتبر مصر المستفيد الثالث من صندوق المساعدات الأوروبي للدراسات والقطاع الخاص، كما تعتبر المستفيد الأول من صندوق المؤسسة الفرنسية للتأمين على التجارة الخارجية".

وأضافت "من جهتها التزمت الوكالة الفرنسية للتنمية برفع حجم التزاماتها تجاه مصر، وقدمت لها نحو 300 يورو تخصص لتحديث شبكة مترو أنفاق القاهرة".