غزة ـ محمد حبيب
تحيي حركة المقاومة الإسلامية " حماس "، الأحد، ذكرى انطلاقتها السابعة والعشرين، بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة ، والتي فاجئت فيها الاحتلال بقوتها العسكرية والاستخباراتية؛ حيث خاضت في آخر ست سنوات ثلاثة حروب مع الاحتلال "الإسرائيلي".
وانطلقت حركة حماس في الرابع عشر من كانون الأول/ ديسمبر العام 1987 لتشتعل شرارة انتفاضة فلسطينية عارمة، ظهرت من بعدها الحركة التي انتهجت المقاومة المسلحة طريقًا لتحرير الأرض الفلسطينية المحتلة.
وتأتي ذكرى الانطلاقة لهذا العام في الوقت الذي تعيش فيه الحركة ظروفًا غاية في التعقيد والصعوبة، بعد أنَّ كُشفت المؤامرة "الإسرائيلية" والدولية والإقليمية ضدها وظهرت جليًا خلال حرب غزة الأخيرة.
ونظّمت كتائب عز الدين القسام ، الجناح العسكري المسلح لحركة "حماس"، ظهر الأحد، في مدينة غزة عرضًا عسكريًا حاشدًا بمشاركة الآلاف من عناصرها، تخللها كلمة مهمة للمتحدث باسم القسام أبوعبيدة ؛ حيث حذر من مرحلة انفجار جديدة في قطاع غزة لن تكون في صالح العدو الصهيوني.
وقال أبوعبيدة في كلمة للقسام: "غزة سكنت قلوب كل المخلصين في العالم وأصبحت بوصلة الكرامة ونموذج البطولة التي يحتذى به في كل المعمورة".
وأضاف إنَّ سلاح القسام لن يغمد حتى يدخل المجاهدون باحات المسجد الأقصى المبارك محرَّرين"، فوحدة المدفعية ووحدة البحرية ووحدة النخبة ووحدة الأنفاق والقنص والدروع والمشاة والدفاع الجوي ليست أسماء ومسميات إنما هي أداة للمجاهدين الذين كسروا أنف وكبرياء العدو الصهيوني ومرغت رؤوسهم في البر والبحر".
واستطرد أبوعبيدة حديثه عن نشأة حركة حماس وكتائب القسام في منتصف الثمانينات ومرحلة الإعداد والبناء حتى وصلت كتائب القسام إلى صناعة الصواريخ والطائرات التي أذاقت العدو دروسًا كثيرة"، مشددًا على أنَّ القسام لا يعرف اليأس ولا المستحيل.
وأشار إلى استدعاء سجل حركة حماس التاريخي مدعاة للشرف والعزة والكرامة فيكفي ذوي الشهداء تسجيل أبنائهم في لوحة مشرفة ومشرقة من الإعداد والتصنيع لآلام العدو الصهيوني ، فالقسام أسس بنيانه على تقوى الله عز وجل ونظافة سلاحه الطاهر.
وقدم أبوعبيدة شكره الجزيل لجمهورية إيران الإسلامية على دعمها الكبير للقسام في التصنيع والإعداد والتطوير حتى وصل القسام إلى صناعة طائرات سجيل، كما قدّم شكره إلى دولة قطر وتركيا لدعمهما المقاومة الفلسطينية.
وعرضت كتائب القسام وللمرة الأولى طائرات الأبابيل القسامية وعدة صواريخ لم تعرض من قبل أمام الكاميرات أهمها صاروخ R160، وj80، وصواريخ أخرى لم تستخدمها الكتائب خلال الحرب الأخيرة.
وجاء ذلك خلال عرض عسكري مهيب نظمته كتائب القسام في شارع الجلاء وسط مدينة غزة، بمناسبة ذكرى انطلاقتها الـ 27 لأسلحة، بمشاركة المئات من عناصر القسام مدججين بكافة أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة والمتنوعة بين قطع السلاح المحمولة والأسلحة القناصة والصورايخ بعيدة المدى محلية الصنع.
واستعرضت الكتائب خلال العرض عتادها العسكري الذي تنوع بين الصواريخ مختلفة الأبعاد وبعضها جديد، إضافة إلى القاذفات المضادة للدروع وطائرة أبابيل، في إشارة إلى أنَّ قوتها لا تزال كما هي بعد 50 يومًا من مقاومة العدوان الإسرائيلي.
وعرضت الكتائب صواريخ وأسلحة جديدة استخدمتها في الحرب الأخيرة على غزة، بالإضافة إلى طائرات "أبابيل" التي كانت قد كشفت عنها خلال الحرب وأعلنت إسرائيل حينها عن إسقاط طائرتين نجحتا في الوصول لمدن إسرائيلية قريبة من غزة.
كما عرضت الكتائب صواريخًا جديدة وكتبت عليها "قسام؟؟؟" في إشارة إلى أنها صواريخ جديدة لن تكشف عن اسمها في الوقت الحالي.
وبلغ طول الشاحنة التي كانت تحمل الصاروخ الجديد نحو 8 أمتار.
وكثير ما تتهم إسرائيل في الآونة الأخيرة كتائب القسام بتطوير صواريخها وإجراء تجارب صاروخية لتحسين قدراتها في هذا الصدد.
وتظهر فرقة الضفادع البشرية للمرة الأولى بعد أنَّ تنفيذها عملية "زيكيم" التي كشف عنها فيديو مسرب سرب أخيرًا.
واستعرضت الكتائب خلال العرض عتادها العسكري الذي تنوع بين الصواريخ مختلفة الأبعاد وبعضها جديد، إضافة إلى القاذفات المضادة للدروع وطائرة أبابيل، في إشارة إلى أنَّ قوتها لا تزال كما هي بعد 50 يومًا من مقاومة العدوان الإسرائيلي.
من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الدكتور خليل الحية، إنَّ من يظن أنَّ "إسرائيل" وجدت لأجل أنَّ تبقى فهو واهم، وهي إلى زوال.
وأكد الحية في كلمة حماس المركزية خلال العرض العسكري ، أنَّ حركته نجحت في مواصلة المقاومة رغم المؤامرات والتحديات التي تعرضت لها على مدى سنوات مسيرتها، والتي حاولت تصفية القضية الفلسطينية.
واستعرض الحية مراحل حركته خلال سنوات مسيرتها، مشيرًا إلى أنها نجحت في اختراق منظومة العدو برًا وبحرًا وجوًا، بحسب تعبيره.
وبيّن الحية أنَّ حركته ستبقى متمسكة في حقها بحماية شعبها من كل المخاطر المحدقة فيه، وفي مقدمته حق عودة اللاجئين والقدس وكسر الحصار عن غزة.
وأضاف الحية: "القدس هي التي ستحسم القضية لصالح أبناء شعبها"، لافتًا إلى دور حركته في الحفاظ على هوية القضية من الضياع التي تعرضت له دوليًا واقليميًا ومحليًا.
وشدد على أنَّ حركته بصحبة فصائل المقاومة ستسعى لتفعيل المقاومة في كل الأراضي المحتلة؛ وفي مقدمتها الضفة والقدس، لتشارك غزة همّ التحرير.
وتابع الحية: "ما عرضته المقاومة من فيديوهات وكشفته من خيبة العدو، هي جزء من القوة التي تعدها المقاومة للعدو فقط".
وأوضح أنَّ حركته وصلت إلى هذه القوة نتيجة مسيرة طويلة من الاعداد والمواصلة.
وأكدّ أنه لا حل لقضيتي القدس والعودة إلا بزوال الاحتلال وإنهائه عن الأرض الفلسطينية، داعيًا في الوقت نفسه السلطة الفلسطينية إلى ضرورة التوقف عن سياسية التنسيق الأمني.