لندن ـ كاتيا حداد
أعلن العشرات من المقاتلين السوريين من جماعات عسكرية مختلفة أبرزها "الجيش الحر"، التحاقهم للقتال بصفوف "داعش"، بعد الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي ضد التنظيم.
وأكدت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أنَّ مقاتلي التنظيمات الأخرى، انضموا إلى "داعش" بعد الضربات الجوية الأميركية التي تستهدف التنظيم؛ وذلك لأن التحالف برأيهم لم ينصفهم ولم يدافع عنهم في مواجهة القوات الحكومية السورية.
وأشارت "الغارديان" إلى أنَّ بعض من لواءات الحرب أعلنوا ولاءهم لتنظيم "داعش"، في حين شكّل البعض الآخر تحالفات تكتيكية، موضحة أنَّ ذلك لم يقتصر على المقاتلين، حيث أنَّ "داعش" اكتسب شعبية كبيرة بين المدنيين في بعض المناطق جرّاء الغارات الدولية التي تحارب التنظيم وتدافع عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ومن جانبه أوضح المتحدث باسم قيادة "الجيش الحر" في إدلب علي سعيد، "في مطلع هذا العام كان يواجه "داعش" مقاتلين من الجماعات الإسلامية في إدلب، شمال غرب سورية، ومن جيش "مجاهدي الشام"، وكتيبة "أحرار الشام" ومن "جبهة النصرة"؛ لكنهم جميعًا الآن يدعون إلى التحالف، وقد انضم أكثر من 1000 مقاتل من "جبهة النصرة" في المنطقة إلى قوات "داعش" في أسبوع واحد في شهر آب/ أغسطس".
هذا وقد ذكر مقاتلون سوريون آخرون في مقابلات عن طريق الهاتف و"سكايب" أنَّ الحملة الأميركية حوَّلت مواقف جماعات المعارضة السورية ومقاتلين لصالح "داعش"، حيث بيّن المقاتل في "الجيش الحر" في حماة عمر وليد، قائلًا "أنا خائف حقًا من أنه في نهاية المطاف ينضم معظم الناس إلى داعش من خيبة أملهم في الإدارة الأميركية، فإذا نظرت في مواقع وسائل الإعلام الاجتماعية يمكنك أن ترى الكثير من الناس والقادة يؤيدون داعش".
وأكد أحد المقاتلين في "الجيش الحر" سابقًا ويُدعى أبو طلحة، أنَّ "داعش" الآن مثل المغناطيس الذي يجذب أعدادًا كبيرة من المسلمين، موضحًا أنَّه الآن يجري مفاوضات مع مقاتلين آخرين من "جبهة النصرة، ليحذو حذوه ويلتحقوا بـ"داعش"
وأشار أبو طلحة إلى أنَّه "ليس لدى داعش ما يكفي من الأسلحة للجهاديين الأجانب والمحليين الذين يريدون الانضمام إلى صفوفه إذ يعلن الجهاديون في الجزائر والمغرب واليمن عن ولائهم لداعش، وقريبًا سنكون في غزة ومن ثم في إيران، وذلك لأن الناس بدؤوا يدركون أنَّ داعش تدافع عن أهل السنة".
فيما صرّح عصام مراد، أحد المقاتلين في "الجيش الحر"، بأنَّه ورفاقه لن يحاربوا "داعش" خصوصًا بعد تدخل الولايات المتحدة الأميركية بقيادة تحالف يشن ضربات عسكرية ضدهم، مضيفًا "ليس هناك طريقة لمحاربة داعش بعد الحملة العسكرية الأميركية ضدها".
ومن جانبه، أوضح رئيس وحدة في "الجيش الحر" بالقرب من إدلب، يُدعى أبو زيد، بأنَّ "الكثير من السكان المحليين يتساءلون لماذا لم ينقذهم الائتلاف بقيادة أميركا من براميل الأسد وأسلحته، وهرعوا لضرب تنظيم داعش"، مضيفًا "كنا بالأمس نحاربهم إلا أننا أصبحنا في معاهدة سلام معهم".
وتابع أبو زيد "لم نحصل على أي أسلحة من أميركا لمحاربة الحكومة السورية منذ 3 أعوام، ولم نحصل عليها إلا الآن لنحارب بها تنظيم داعش".
واستطرد "فتحنا 57 مطعمًا مجانيًا في مدينة الرقة، والتي تقدم ثلاث وجبات يوميًا لأي مقيم وذلك لإحباط أي زعم بلجوئه إلى السرقة من أجل إطعام أطفاله، كما نقدم الوقود مجانًا للمقيمين"، فضلًا عن أنَّ تنفيذ الشريعة أدى إلى انخفاض كبير في معدل الجريمة في الرقة وغيرها من المدن التي تسيطر عليها "داعش".