القاهرة - وفاء لطفي
ترصد "مصر اليوم" في التقرير التالي، عدد من أبرز برقيات النعي التي أعلنتها كبرى الشخصيات المصرية والعربية في نعي الكاتب الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل، والذي توفى الأربعاء 17 فبراير/شباط 2016 عن عمر يناهز الـ93 عامًا، بعد صراع مع المرض خلال الفترة الأخيرة وبمجرد إعلان خبر الوفاة، نعي الرئيس عبد الفتاح السيسي ببالغ الحزن والأسى الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، والذي وافته المنية الأربعاء، وتقدم الرئيس بخالص التعازي والمواساة لأسرته وذويه وكافة تلاميذه ومحبيه من أبناء الوطن وخارجه، وأكد الرئيس أن مصر فقدت عَلَماً صحفياً قديراً، أثرى الصحافة المصرية والعربية بكتاباته وتحليلاته السياسية التي تناولت فترات ممتدة من تاريخ مصر والأمة العربية، فكان شاهداً على أحداث ومحطات تاريخية هامة في التاريخ المعاصر، فضلاً عن إسهاماته العديدة من خلال الكثير من المؤلفات التي تناولت العديد من الأزمات والأحداث التي مرت بها مصر ومنطقة الشرق الأوسط.
كما بعث الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي برقية عزاء إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي في وفاة الإعلامي الكبير محمد حسنين هيكل، مؤكدا أن برحيله فقدت مصر والأمة العربية مفكرا كبيرا وهامة إعلامية حملت هموم المجتمع العربي ودافعت عن قضاياه بفكر ثاقب ورؤية متبصرة قل نظيرها"، مضيفا أن محمد حسنين هيكل "أحب تونس وربطته بها وشائج ود متميزة."
وقال المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا، ورئيس الجمهورية السابق، إن كان يحرص على قراءة مقاله في جريدة الأهرام، لأنه كان له أسلوب متميز، وحصيلة من التجارب الإنسانية لا يستهان بها، مردفاً: "حزين على فراقه ولكن دا حال الدنيا، وأؤكد أنه صنع من الأهرام مدرسة صحفية لها مذاقها الخاص، كما تعامل في مصر أو خارجها، مع عدد هائل من الزعماء والرؤساء كانوا يشكلوا له حصيلة لا يستهان بها من المعلومات".
كما قدم البابا تواضروس الثاني، تعازيه للشعب المصري في وفاة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، ورأى البابا أن تراث هيكل ثروة فكرية كبيرة بما تركه من إسهامات في الفكر والصحافة والسياسة، تثبت وأن التراب المصري ما زال ينتج شخصيات عالمية.
أما الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي فقال إن الراحل شكل مرحلة مهمة من تاريخ الأمة قد انتهت، وأن الأستاذ محمد حسنين هيكل كان ضمير الأمة، وقارئ دقيق في تاريخها، وعقلية نادرة، مؤكداً أنه هو الصحافي الوحيد في العالم الذي كان يعامل على مستوى رؤساء الدول، بسبب آرائه وعمقها وأمانته الصحفية".
في حين قال عمرو موسي، رئيس لجنة الخمسين، إن الاستاذ محمد حسنين هيكل، شخصية مصرية عظيمة، وكان يملك الطموح والارادة والمصداقية التي اكتسبها منذ بداية عمله الصحفي وحتي وفاته اليوم، مؤكدا أن مصداقية الاستاذ هيكل كانت تجعل الجميع يحترمه سواء اتفق أو اختلف معه.
وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الجزائري بعث رمطان لعمامرة، أرسل إلى سامح شكري وزير الخارجية المصرية رسالة تعزية إثر وفاة الكاتب والمفكر الكبير محمد حسنين هيكل، قال فيها: " إن مصر والعالم العربي فقدا برحيل هيكل مرجعية ثقافية وفكرية كبرى ومناضلا فذا وحاملا لراية الكفاح القومي والدفاع عن الحق العربي والإفريقي في كل بقاع العالم كرس حياته لخدمة بلده وأمته على الرغم من السنين التي أثقلت كاهله ويكفيه شرفا أن اقترن اسمه وعمله بصداقة قوية مع القائد الراحل جمال عبد الناصر".
كما نعى اتحاد الصحافيين العرب، الكاتب الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل، قائلا: "فقده كل قومي ووطني، وخسرته الصحافة النظيفة والصادقة والقومية، وهو فقيد العرب جميعا، لروحه الرحمة".
وفي السياق، نعت الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب، الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، مؤكدة أنه كان علماً مرموقاً، وكان له دوراً بارزاً في دعم فكر القومية العربية، ومشاركاً لا ينكر أحد تأثيره في رسم السياسة العربية خلال فترة من أزهى فتراتها في العصر الحديث".
كما نعت أحزاب وقوى سياسية، وفاة الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، مؤكدين أن أعماله ستظل مستمرة، واصفين إياه بالقامة التي يصعب تعويضها، ونعى حزب التجمع الكاتب الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل، مؤكدا أنه علما من إعلام الصحافة المصرية وقلما يجود الزمان بمثله، ورمزا من رموز الوطنية المصرية والعربية.
وأضاف الحزب في بيان النعي: "غادرنا الفقيد عن عمر يناهز الـ 92عاما بعد صراع مع المرض، وبعد أن قدم للصحافة المصرية والعربية ما لم يقدمه أحد مثله طوال أكثر من نصف قرن من العطاء المهني والوطني، في العديد من المواقف والكتابات ومنها كتابة الأشهر خريف الغضب الذي تعرض فيه لدور حزب التجمع في النضال السياسي".
وأكد الحزب، أن هيكل أحد رموز الحكمة التي استعان بها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كمستشاره الصحافي الأول، وامتد عطاءه مع الرئيس الراحل السادات وكتب هيكل الأمر العسكري لحرب أكتوبر المجيدة ولكنة اختلف معه حول إدارة البلاد الأمر الذي أدي لسجنه في 1981.
وأكد الحزب أنه عندما قامت ثورة 25 يناير كان "هيكل" من أكبر مؤيديها ثم عارض حكم لإخوان بما دفع الإخوان الى ارتكاب جريمة إحراق مكتبه بما فيه من أوراق ووثائق فضلا عن تأييده لثورة 30 يونيو.
واختتم الحزب بيانه: "هكذا مات محمد حسنين هيكل واقفا في معسكر الوطنية المصرية، لم يبخل بجهد من أجل مستقبل مصر والصحافة وقال كلمة الحق ولم يخشى الثمن ودفعة ".
كما نعى عدد من المثقفين الأستاذ، حيث قال الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، إن الأستاذ محمد حسنين هيكل ظاهرة دولية على مستوى التفكير والرصد وتقييم وتقدير الأحداث ومن الصعب أن يكون هناك مثله، مؤكدا أن هيكل أثر في الحياة السياسية والثقافية ويعتبر مثال الصحافة في العالم كله، في حين أكد وزير الثقافة الأسبق الدكتور جابر عصفور أنه بموت محمد حسنين هيكل فقدت مصر هرما من أهراماتها، قائلا إن الأستاذ واحد من أهم الشخصيات الصحفية في العالم كله، وأنه لعب أدوارا سياسة بالغة الأهمية على امتداد المرحلة الناصرية، وقال الروائي بهاء طاهر، إن رحيل الأستاذ خسارة كبيرة لمصر والوطن العربي بشكل عام، مؤكدا أن هيكل ساهم في تأسيس فكر العديد من الجيل الذي ينتمي إليه وأنه كان ينتظر مقالة الأسبوعي كل يوم جمعة في الأهرام.