داعش

كشف مقاتل سابق في التنظيمات "الجهاديّة"، والذي بات مسؤولاً عن إنقاذ الشباب من "داعش"، أن التنظيم المتطرف يمتلك "خلايا نائمة"، في عدد من الدول الأوروبية.

وجاءت تصريحات ديمتري بونتنك، المعروف بلقب "المجاهد الصائد"، على هامش استعداده لدعم نجله المراهق، في قضية جنائية، بعد أنّ أعاده من سورية، فيما اعتبرت وزير الداخلية البريطانية تيرزا ماي، أنَّ "الوحشية التي ينفذ بها داعش عملياته، من نحر للرقاب، إلى التفجيرات ومهاجمة المدنيين، أصبحت أمرًا محتومًا".

وأكّد بونتنك، البالغ من العمر 40 عامًا، في إشارة إلى الفظائع التي نفذها التنظيم دوليًا، أنّ "صغار شباب التنظيم لا  يشكلون خطرًا  على الإطلاق، بل أن التهديدات تأتي من قادة التنظيم، الذين لا يظهرون في مقاطع الفيديو، فقائد هذا التنظيم الذي يحظى بتمويل هائل، ليثير العنف والشر، هم يفكرون  في استهداف دول أوروبية عدة، منها بريطانيا، وفرنسا، وبلجيكا".

وأبرز أنَّ "هدفهم الأوحد هو الثأر من الغرب، بزعم الاعتداء عليهم، وسيشنون هجومًا بالفعل، فقط بمجرد الاستعداد"، مبيّنًا أنَّ "مصادر رفيعة المستوى أكّدت أنهم يمتلكون خلايا نائمة في هذه الدول، كما أنهم يعدون العدة  لشن حرب ضد أوروبا".

وكان المواطن البلجيكي قد نفذ سبع عمليات في سورية، لإنقاذ نجله جوجوين، البالغ من العمر 19 عامًا، إضافة إلى عدد آخر من الشباب في المواقع نفسها.

وأصر المفاوض المدرب من طرف القوات الخاصة على براءة نجله من ارتكاب أية عمليات وحشية، مشددًا على أنَّ "السلطات لابد وألا تُجرم وتصم سمعة صغار الشباب  الذين ساروا خلف الجماعات المتشددة".

واعتنق جوجوين الإسلام في الخامسة عشر من عمره، بعدما أصبح صديقًا لفتاة مسلمة، ثم انضم إلى جماعة "الشريعة" البلجيكية المتطرفة، ومن ثم سافر إلى سورية، عبر تركيًا، مخبرًا والديه بأنه ذهب لقضاء العطلة مع صديقة له في هولندا.

واستطرد والده "لم يكن نجلي يمتلك جوز سفر حتى للوصول إلى تركيا، لكنه اعتمد على هويته البلجيكية، لقد اتهمنا بالتجسس، وأبرحنا ضربًا، لكننا تمكنا من تكوين علاقات واتصالات جيدة مع المتشددين، قبيل الخروج من سورية".

وكان الفتى، البالغ من العمر 19 عامًا، محتجزًا مع الصحافي الأميركي جيمس فولي، الذي قتل على أيدي عناصر "داعش"، وجون كانتلي، الذي لا يزال يظهر في مقاطع فيديو ينشرها التنظيم.

وألقى والد الشاب باللوم على الحكومتين الأميركية والبريطانية، معتبرًا أنهما "لم تعملا بجد لإنقاذ رعاياها، واستعادتهم مرة أخرى"، ومؤكدًا أنه "تمكن من إنقاذ أربعة شباب آخرين، إضافة إلى ابنه، وإخراجهم من سورية، فيما فشلت أجهزة مخابرات عدة في إنقاذ الرهائن".

يذكر أنَّ وزير الداخلية البريطانية أكّدت أنَّ التهديدات التي تواجهها بلادها من طرف العائدين من سورية والعراق تعدّ "الأخطر على الإطلاق".