باريس - إيمان إبراهيم
أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أنَّ نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، "رئيس أكبر بلد عربي وأقرب الأصدقاء إلى فرنسا"، معربًا عن أمنياته بأن تكون بلاده شريكًا لمصر؛ خصوصًا أنَّ باريس تحتاج لشريك قوي، على حد تعبيره.
وأضاف هولاند، في المؤتمر الصحافي المشترك الذي جمع بينهما، الأربعاء، أنَّ مصر مرَّت في مرحلة صعبة من حيث تبعاتها ونتائجها، معربًا عن أمله في استمرار عملية الانتقال الديمقراطي واحترام خارطة الطريق بما يحقق النجاح للبلاد.
وشدَّد على أنَّه في الوقت الذي تمر فيه عملية الانتقال السياسي يجب أن يكون هناك استثمارات في المجال الاقتصادي، خصوصًا بعض القطاعات، مشيرًا إلى أنه تم توقيع اتفاق على "مترو القاهرة" ومحور تنمية قناة السويس والطاقة، واتفاقات خاصة بتنمية مصادر الطاقات المتجددة وتنمية المناطق الحضرية، مضيفا أنه سيكون هناك لجنة اقتصادية مشتركة في آذار/ مارس ستركز على هذه الاتفاقات.
وأوضح هولاند أنَّ مصر بحاجة إلى التمويل من مؤسسات دولية، وفرنسا ستشارك في حشد الجهود لتوفير ذلك، مضيفًا أنَّ بلاده على استعداد لاستقبال عدد أكبر من الطلبة المصريين لتعلم اللغة الفرنسية؛ لاسيما وأنَّ العلاقات تاريخية بين البلدين، مشيرًا إلى أنَّ هناك حماية يجب أن تكون مقدمة لكل المواطنين في جميع المناطق، لافتًا إلى أنَّه تمت مناقشة مكافحة التطرف في مصر، خصوصًا في سيناء، ومواجهة حركات متشدّدة موجودة في دول مجاورة، بما يتطلب العمل معًا لمكافحة هذه الظاهرة.
وعن الوضع في ليبيا، أكد هولاند، أنَّ الرؤى اتفقت على ضرورة استقرار السلطة الحالية ضد التطرف هناك، فيما توجه بالشكر للرئيس السيسي على وساطته في أزمة غزة والعمل في اللحظة الحاسمة، مشدّدًا على ضرورة العودة للمفاوضات والسعي إلى السلام والاعتراف بدولتين يعيشان في سلام كامل، وهو ما يجب أن يكون أساس المفاوضات.
وبالنسبة إلى العراق وسورية، شدد الرئيس الفرنسي على أنه يجب استمرار مكافحة "داعش"، ويجب أن تكون هناك حلولًا سياسية في العراق، أما في سورية يجب أن يكون هناك عملية انتقالية للسلطة.
ومن جانبه توجَّه الرئيس السيسي بالتقدير والاحترام إلى الشعب الفرنسي، معربًا عن شكره للمصريين الذين نظموا فعاليات مؤيدة له، مشيرًا إلى أنَّه وجد نفسه مضطرًا للنزول من الركب لشكرهم، مضيفًا أنَّ الاستقبال والحفاوة البالغة ليست بأمر غريب على العلاقة بين مصر وفرنسا.
وبيّن السيسي أنَّه كان هناك لقاء مع أصحاب شركات السياحة، أعربوا خلالها عن التخوف على حياة المواطنين الفرنسيين في مصر، إلا أنه أكد أنَّ الشعب المصري محبٌ لكل الناس، وأي مواطن أجنبي يدخل مصر حاملًا تأشيرة فهو آمن في أي مكان فيها، ليس بالقوة، ولكن بإرادة المواطنين المصريين، مشدّدًا على أنَّ المصريين يتمنون رؤية جميع الجنسيات في بلادهم.
ولفت إلى أنَّ المحادثات الثنائية جاءت مثمرة للغاية، وعكست تقاربًا كبيرًا إزاء القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى ضرورة استئناف عملية السلام في أقرب وقت بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، مبينًا أنَّ حل هذه القضية سيضع نقلة كبيرة في المنطقة والعالم.
ونوّه السيسي إلى أنَّه تم الاتفاق على ضرورة العمل على مساعدة العراق ضد التطرف، وفيما يخص سورية، فقد عكست المناقشات تفهمًا كبيرًا بشأن ضرورة التوصل إلى حل سياسي يحقن دماء السوريين.
وعن ليبيا تضمنت المناقشات، وفقا للرئيس المصري، العنف على أراضيها والجماعات المتطرفة التي استغلت حالة الضعف التي تمر فيها الدولة، إلى جانب الاتفاق تم على ضرورة وقف هذا النزيف ودعم الشرعية، وهو حق الشعب الليبي في الاختيار، ودعم مؤسسات الدولة والجيش الوطني، وإرساء الحوار بين الأطراف الملتزمة بنبذ العنف.
في الوقت نفسه، تم توقيع إعلان نوايا حول شراكة فرنسية مصرية بخصوص مترو الإنفاق في القاهرة، واتفاق مع الوكالة الفرنسية للتنمية لتوصيل الغاز الطبيعي للمنازل في محافظات عدة بقيمة 70 مليار يورو، واتفاق مع الوكالة الفرنسية للتنمية لدعم التشغيل عبر تمويل الشركات الصغيرة في المناطق الأكثر فقرًا بقيمة 80 مليون يورو.
ووجَّه السيسي إلى ضرورة دعم دول ضفتي المتوسط ودعم جهود التنمية المستدامة، مؤكدًا الاتفاق على ضرورة العمل المشترك لتعزيز التعاون الثنائي بين الدولتين، لافتًا إلى أنَّ زيارة نظيره الفرنسي لمصر وقناة السويس في آب/ أغسطس المقبل، غير محسوبة، داعيًا إياه إلى زيارة أخرى.
ولفت إلى تفعيل مشاريع فرنسية في مصر بقيمة 769 مليون يورو، على رأسها مشروع تطوير محور قناة السويس وغيره من المشاريع العملاقة، بجانب توقيع ثلاث اتفاقات بين الجانبين في الغاز والسكة الحديد والعشوائيات، موضحًا أنَّه تم تخصيص موسم ثقافي مصري عام 2018، بما يدل على عمق العلاقات بين البلدين.