الأقصر ـ عادل سلامه
جاءت النسخة الرابعة لماراثون زايد الخير التي أقيمت صباح أمس الجمعة في ضيافة الأقصر، كاحتفالية رائعة في حب الإمارات وزايد الخير، ونجاح كبير وملموس، وتدفق نهر العطاء في ضيافة التاريخ والحضارة، بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وخصص ريعها لمصلحة مستشفى الأورمان لعلاج الأورام في صعيد مصر.
ومنذ الصباح الباكر وفي ضيافة "مدينة الشمس"، ووسط ساحة معبد الكرنك، ووسط نسمات باردة، وطلوع الشمس، تردد دفء الهتاف والتحية للإمارات، قيادة وحكومة وشعباً، وخرجت الكلمات عفوية وبتلقائية شديدة، شكراً الإمارات. وشارك في السباق أكثر من 10 آلاف متسابق من الرجال والسيدات وذوي الاحتياجات الخاصة، وتابعه جمهور غفير، وجاء التنظيم على أعلى مستوى، بفضل الترتيبات الرائعة من اللجنة المنظمة العليا برئاسة الفريق الركن "م" محمد هلال الكعبي، ومحمد عامر نائب رئيس اللجنة المنظمة، بحضور جمعة مبارك الجنيبي، سفير الدولة لدى مصر المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، ومحمد بدر، محافظ الأقصر، واللواء إسماعيل الفار ممثلاً عن المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، وعدد الكبير من المسؤولين وممثلي الوزارات المختلفة، والفنانين والرياضيين.
واحتفل المشاركون بعام زايد، وحملوا أعلام الإمارات ومصر، ولافتات الشكر للقيادة الرشيدة وشعب الإمارات، وصور الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ليحقق الماراثون أهدافه، من خلال المساهمة في الأعمال الخيرية والإنسانية، والتخفيف عن المرضى، ورسم البسمة على شفاه كل من يعاني الألم، وهو الهدف الأسمى من ماراثون زايد الخيري، وتحولت الأقصر إلى ساحة مهرجان فريد ورائع في حب زايد الخير والإمارات، وسط ترديد الأغاني الوطنية التي ألهبت المشاعر والأحاسيس.
وعقب نهاية ماراثون زايد الخيري، قام الفريق الركن "م" محمد هلال الكعبي، يرافقه جمعة مبارك الجنيبي، ومحمد بدر، واللواء إسماعيل الفار، بتوزيع الجوائز على الفائزين العشرة الأوائل من الرجال، وهم أحمد صابر أحمد، وسالم محمد سالم، ومحرم حمدالله، وسلامة مديحي صلاح، وسيد مرزوق، ومحمد عادل حسن، وأحمد نوري شمروخ، ومحمد ربيع الحسيني، وريحان حسين السيد، وحسن مرزوق، وتراوحت الجوائز ما بين 50 ألف جنيه لصاحب المركز الأول، و40 ألفاً للثاني، و35 ألفاً للثالث، و30 ألفاً للرابع، و25 ألفاً للخامس، و10 آلاف جنيه من السادس إلى العاشر، فيما تم تسليم بقية الجوائز من المركز الـ 11 إلى المركز الـ 500.
وكانت لفتة طيبة من اللجنة العليا بأن قدمت مكافأة مالية لجميع المشاركين في سباق ذوي الاحتياجات الخاصة، ويتقدمهم أحمد فتحي سعد، وحسن عبده سعد، وسيد فرج خليل، وهدى أحمد محمد، وزينب علي محمد، وإيمان حسن محمود، ومحمد علي حسن محمد، وحسن عماد محمد، وهالة أحمد، وندى أحمد محمد، ومحمد أنور أحمد، وبدر دياب عبد المحسن، وحمد فرج جمعة، ومحمد سيد محمد، ووليد علي شحات، وحامد مصطفى محمد، وحسن محمد حسن، وأشرف أبوزيد محمد، وشيماء سيد هواري، وعبد الرحمن علاء الدين محمد، ومحمد نادي عبد الحكيم، ومحمود سمير محمد، ووليد جابر الحديدي، وحسين محمد إمام، وإبراهيم كرم مطاوع، وميرفت إبراهيم محمد، وزينب سليمان زين العابدين، وهند عيد علي، وغادة محمد حسن، ومحمود محفوظ عويس، وياسين شعبان أحمد، وشيماء محمد فوزي.
وشهد سباق الرجال منافسة قوية بين المشاركين، بخاصة أن القائمة ضمت عدداً من الأبطال الذين شاركوا في النسخ الثلاث الماضية للماراثون في القاهرة، وحبس السباق الأنفاس حتى الأمتار الأخيرة، وسط ترقب من الجماهير الغفيرة التي تفاعلت مع السباق، وشجعوا جميع المشاركين، بما في ذلك سباق ذوي الاحتياجات الخاصة، وقوبل اللاعبون بحفاوة كبيرة لدى وصولهم إلى خط النهاية.
ووجّه الفائزون الشكر إلى الإمارات، قيادة وحكومة وشعباً، على إقامة الماراثون في صعيد مصر للمرة الأولى، وتخصيص ريعه لمستشفى الأورمان لعلاج الأورام بالأقصر، وأشاروا إلى أن المشاركة هذه المرة تعتبر رائعة، لأنها تتزامن مع عام زايد، وبالتالي حرصوا على الوجود مشاركة للإمارات الاحتفال بمرور مائة عام على ميلاد المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأعربوا عن أملهم بإقامة ماراثون زايد سنوياً في صعيد مصر، حتى تتواصل رحلة عطاء الخير الإنساني للإمارات الشقيقة.
الكعبي يؤكد أن نقل السباق إلى الأقصر قرار صائب
وعبر الفريق الركن "م" محمد هلال الكعبي، رئيس اللجنة العليا المنظمة للماراثون عن سعادته، بالنجاح الذي تحقق للنسخة الرابعة لماراثون زايد الخيري في انطلاقته الجديدة من الأقصر، وقال: النجاح يبرهن على أن الانتقال بالسباق إلى صعيد مصر ومدينة الأقصر بالذات التي تتميز بتاريخها الفرعوني الحافل، والممتد لأكثر من 7 آلاف عام، قرار وخيار موفق للغاية من اللجنة العليا المنظمة.
وشدد الكعبي على أن البداية الجديدة هنا تذكرني بالبداية في نيويورك عام 2005، إلا أن الفارق كبير للغاية من ناحية الاهتمام والإقبال والحفاوة، وما يعني أن الدورات المقبلة للسباق هنا ستنطلق لآفاق أرحب، وتشهد إقبالاً أكثر من المشاركين، وإن كان رقم العشرة آلاف مقنعاً جداً بوصفها النسخة الأولى. وقدم الكعبي الشكر إلى الشركة المنظمة، وقال: لقد وضعت السباق على عتبة جديدة من حيث التنظيم والترتيبات المقامة في مسرح الحدث أمام معبد الكرنك.
وأشار الكعبي إلى أن الإعلام المصري لعب دوراً مهماً وملحوظاً، من خلال الحملة التي شملت مختلف الوسائل، فضلاً عن اللافتات التي رأيناها في طرق وميادين المدينة، والأهم من هذا كله هو سعادتنا بوصول رسالة الماراثون إلى الشعب المصري الذي نبادله حباً بحب، وشعرنا إلى أي مدى يقدرون المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقادة الإمارات وشعبها.
وقدم الكعبي الشكر لكل المشاركين في النجاح، مؤكداً أن النجاح هو الضمانة الأكيدة لاستمرار السباق من عام إلى آخر في "أم الدنيا".
إسماعيل الفار يؤكد أنه شهد مشاركة متميزة
أكد اللواء إسماعيل الفار، ممثل وزير الشباب والرياضة المصري، أن ماراثون زايد الخيري شهد مشاركة مميزة من جميع أفراد المجتمع، وقال: "الزخم الكبير والحضور الكبير للماراثون يعكس حجم أهمية الحدث، ويؤكد أن مدينة الأقصر شهدت إقامة مهرجان عظيم واحتفال غير مسبوق، حرصت مختلف وسائل الإعلام من داخل مصر وخارجها على تغطية الحدث العالمي".
وهنأ اللواء الفار جميع الفائزين في النسخة الرابعة للماراثون التي سيذهب ريعها لصالح مرضى مستشفى شفاء الأورمان لعلاج السرطان، والذي يحمل شعار "صعيد بلا سرطان"، مشيداً بالتنظيم الرائع للحدث منذ انطلاقه حتى الختام.
محمد بدر يعلن أنه حدث غالٍ على القلوب
أعرب الدكتور محمد بدر، محافظ الأقصر، عن سعادته الكبيرة بنجاح ماراثون زايد الخيري في مدينة الأقصر التي احتفلت بإقامة هذا الحدث الغالي على قلوب جميع أبناء مصر، لاسيما وأنه يحمل اسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مشيداً بالتنظيم الرائع للحدث الذي عزز حضوره على خريطة العالم باعتباره ماراثوناً دولياً.
وأضاف: "الجميع احتفل بوجود الماراثون في مدينة الأقصر، والذي يقدم رسالة رائعة في مفهوم العمل الإنساني"، وقال: "أتمنى استمرار الماراثون في هذه المدينة التاريخية العريقة، خصوصاً بعد هذا التنظيم الرائع، والأجواء الاستثنائية التي تعكس العلاقة المميزة بين الشعبين المصري والإماراتي، ومشاركة الجميع في نجاح الحدث الذي انطلق من ساحة معبد الكرنك، وحقق إضافة كبيرة إلى مدينة الأقصر".
العوبد يؤكد على النجاح التنظيمي
أعربت سحر العوبد، عضو مجلس إدارة اتحاد ألعاب القوى عن سعادتها بالنسخة الرابعة للماراثون، وقالت إنها نجحت تنظيمياً وفنياً. وأضافت: بالنظر إلى تعداد سكان المدينة تعتبر مشاركة 10 آلاف مشارك رقم رائع، وأشادت بالدور الذي قام به المتطوعون "400 متطوع" في تسهيل مهمة المنظمين والمشاركين في ساحة الكرنك، وقالت إنها أرسلت العديد من الرسائل عبر حسابها الشخصي في "تويتر" و"سناب شات" عن جمال مدينة الأقصر والسباق الرائع.
العامري يؤكد أن جمهور الصعيد شهادة نجاح
أبدى محمد العامري، نائب رئيس اللجنة المنظمة، سعادته بالنجاح الذي شهده السباق في الأقصر، وقال: جمهور الصعيد كتب شهادة النجاح بفضل إقباله على المشاركة وتعاونه مع المنظمين، وأشاد بأداء الشركة المنظمة، لأنها حققت المطلوب منها، كما شكر النجوم الذين حضروا السباق من أهل الفن المصري على وجه الخصوص، حيث التف الجمهور حولهم، أيضاً ووسائل الإعلام، وكان لتصريحاتهم المرحبة والمؤكدة على الحب والمودة بين شعبي البلدين دورها في تعزيز المعاني الجميلة التي يحملها السباق الخيري واسم زايد.
الأبطال.. فرحة تتويج ولمسة وفاء
عبر أبطال الماراثون عن سعادتهم بالوجود في الحدث الكبير، وقال أحمد صابر محمد "32 عاماً"، الفائز بالمركز الأول في سباق الرجال، إنه حضر من الإسكندرية خصوصاً للمشاركة في الماراثون، وهي المرة الرابعة على التوالي التي يخوض فيها الحدث العالمي الكبير، مشيراً إلى أنه تمنى أن يكون الفائز بالمركز الأول، بعد أن حل رابعاً في المشاركات الثلاث الماضية.
وشدد لاعب نادي سموحة على أنه استعد للماراثون منذ عام، من خلال التدريبات اليومية، وسوف يخصص جزءاً من المكافأة المالية لأعمال الخير، وقال: "إن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يظل محفوراً في قلوب المصريين، لأن أياديه البيضاء امتدت بالخير في كل مكان، سواء داخل مصر أو العالم بأكمله، وما ضاعف من سعادته أن حصوله على المركز الأول تواكب مع مناسبة سعيدة، حيث يحتفل الأشقاء في الإمارات وأيضاً في مصر بعام زايد، كما أن التنظيم خرج بصورة رائعة، تليق بالعلاقة التاريخية بين مصر والإمارات".
ويبلغ سالم محمد سالم الحاصل على المركز الثاني 24 عاماً، وحضر من الإسماعيلية، ولم يكن هدفه المراكز المتقدمة، ولكن المشاركة في العمل الإنساني النبيل، وتقديم التهنئة إلى شعب الإمارات لمناسبة عام زايد، مبدياً سعادته بأن يكون موجوداً بين جموع المشاركين في السباق العالمي، وهي المشاركة الثالثة له في ماراثون زايد الخيري، وسبق أن حصل على المركز الثالث والأول في المشاركتين السابقتين، ويلعب لنادي الجيش منذ عام 2007، وشارك أيضاً في بطولات عدة، آخرها ماراثون الشارقة الدولي في مارس/أذار الماضي، ويستعد من خلال الماراثون لخوض منافسات بطولة العالم التي تقام في إسبانيا 26 مارس المقبل، ووجّه الشكر إلى الإمارات التي تجسد من خلال الماراثون قمة المعاني النبيلة، وأنها رسالة خير وسلام إلى العالم، وأصبحت الإمارات الشقيقة رائدة في العمل الإنساني والخيري، وهي نهر متدفق من العطاء، من دون توقف، وكما أن الماراثون يجسد الوجه الحضاري للدولة الشقيقة.
وقال محرم حمد الله الذي حصل على المركز الأول مرتين من قبل، ظروف خارجة عن الإرادة تسببت في تراجعه إلى المركز الثالث هذه المرة، إنه يحرص دائماً على المشاركة في الحدث العالمي الكبير، لما يمثله من قيمة خيرية وإنسانية كبيرة، خاصة أن أيادي الخير الإماراتية امتدت إلى صعيد مصر للتخفيف من معاناة المرضى، مشيراً إلى أن العطاء الإماراتي لن يتوقف عن التدفق بقوة، دعماً لأعمال الخير في ربوع مصر.
حضور لافت لنجوم الفن والرياضة
حضر السباق نخبة من نجوم الفن المصري، وكان حضورهم لافتاً، حيث اجتذب كاميرات المصورين وأفراد الجمهور الذين تسابقوا لالتقاط الصور التذكارية معهم، حيث حضر كل من هاني رمزي وبشرى ونهال عنبر وإيمي سمير غانم ومنال سلامة، والمذيع عمرو الليثي، ومجدي عبد الغني نجم الأهلي والمنتخب المصري السابق، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة.
واتفقت كلمة هؤلاء النجوم جميعاً على أن الحدث يتجاوز حدود الرياضة بأبعاده الإنسانية العميقة، وأنه سياحي وترويجي بالمقام الأول، وجاء في وقته ومكانه المناسبين لتعزيز جهود تنشيط السياحة في مصر التي كانت وما زالت بلد الأمن والأمان مهما حاول البعض تغيير هذه الصورة.