فريق ريال مدريد

سيكون على دفاع برشلونة بذل أقصى الجهد لإيقاف خطورة أقوى خطوط الهجوم في الليغا هذا الموسم، وهو هجوم ريال مدريد خلال كلاسيكو الأرض الذي يجمع بين الغريمين في الجولة الرابعة عشرة من البطولة الإسبانية المحلية، فالريال يمتلك 36 هدفا بمعدل 2.77 هدفا في كل مباراة، وهو المعدل الأفضل بين كل فرق الليغا، بالإضافة إلى أن "الميرنغي" هزّ شباك منافسيه في كل المباريات دون استثناء وهو الأقوى والأفضل على الإطلاق، خاصة إذا أضيف إليه أنه خاض 6 مباريات خارج ملعبه نجح خلالها كلها في تسجيل الأهداف وفاز في 5 منها وتعادل مرة واحدة بنسبة نجاح 89% ولم يخسر مطلقا.

هذا الأمر سيحمل الفريق الكتالوني ثقلاً زائداً لأن نتائج "البلوجرانا" في ملعبه لا تبشر بالخير هذا الموسم، حيث فاز 3 مرات فقط بنسبة 50% من المباريات في "الكامب نو" وتعادل مرتين وخسر مرة واحدة، ولم يتمكن من الخروج بشباك نظيفة إلا في نصف هذه المواجهات فقط، مسجلا 13 هدفا بمعدل 2.2 هدف/‏ مباراة واستقبل مرماه 5 أهداف بما يقترب من هدف واحد في كل مواجهة، لتصطدم تلك الإحصائيات بأرقام "الميرنغي" الشرس خارج ملعبه بعدما سجل 20 هدفاً بمعدل 3.3 أهداف/‏ لقاء واهتزت شباكه 4 مرات فقط بما يوازي 0.6 أهداف في كل مباراة، وكل هذه الإحصائيات العامة تميل لصالح الفريق الملكي الذي يواجه غريمه الكتالوني في عقر داره.

من ناحية أخرى، فإن برشلونة لديه خط هجوم يجب الحذر منه هو الآخر، فهو الثاني في الترتيب من حيث القوة بـ33 هدفا سجلها لاعبوه بمعدل 2.5 أهداف/‏ مباراة، لكن هذا سيواجَه بدفاع صلب من جانب فريق العاصمة الأول الذي يمتلك ثاني أقوى خطوط الدفاع في الليغا بعدما استقبل مرماه 11 هدفا بمعدل 0.8 أهداف في كل مواجهة، بينما اهتزت الشباك الكتالونية 14 مرة خلال الجولات السابقة (1.1 هدف/‏ مباراة) وهو رابع خط دفاع من حيث الصلابة.

الريال أحرز أهدافه عبر كل فترات مبارياته في الليغا دون استثناء، حتى في الوقت المحتسب بدلا من الضائع في الشوط الأول والثاني كذلك، بغزارة هجومية مستمرة طوال الوقت، وأحرز الملكي 20 هدفا في الشوط الأول مقابل 16 في الثاني، وكانت أفضل فتراته التهديفية خلال ربع الساعة الأخير من كل شوط، بواقع 8 أهداف في نهاية الشوط الأول و 7 في الثاني، وكان الميرنغي قد هز شباك منافسيه ثلاث مرات خلال الوقت المحتسب بدلا من الضائع في الشوط الأول.

أما البارسا، فقد سجل كذلك في كل الفترات عدا الدقائق الأخيرة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع في الشوط الأول، وأحرز إجمالاً 18 هدفا في الشوط الثاني مقارنة بـ15 هدفا له في الشوط الأول، وأكثر الفترات تسجيلا للأهداف الكتالونية كانت ما بين الدقيقتين 31 و45، وأحرز خلالها 9 أهداف، وعندما عاد من استراحة ما بين الشوطين سجل كذلك 8 أهداف، ويتفوق هجوم الريال رقميا في قدرته على هز الشباك مبكراً للغاية أو في توقيت متأخر، فسجلت كتيبة زيدان 5 أهداف في أول ربع ساعة من عمر المباريات مقابل هدفين فقط للبلوجرانا، وكذلك أحرز رفاق رونالدو 13 هدفا في آخر نصف ساعة من المواجهات بينما سجل ميسي وزملاؤه 10 أهداف في تلك الفترة.

عمق هجوم الريال هو الأقوى على الإطلاق في تلك المواجهة، وسجل من خلاله 16 هدفاً بنسبة 44% من جملة أهدافه حتى الآن، بالإضافة إلى جبهة يسرى جيدة أنتجت 11 هدفا أيضاً، وهو ما يجب على برشلونة الحذر منه كثيراً، خاصة أن قلب دفاعه يعتبر الثغرة الكبرى التي يعاني منها حامل اللقب في آخر موسمين، واستقبلت شباك البارسا 9 أهداف بأخطاء من العمق الدفاعي لتصل نسبتها إلى 64% من كل الأهداف التي مني بها مرماه.

على الجانب الآخر، فإن الجناح الأيمن الكتالوني هو الأفضل على المستوى الهجومي بعدما استغله الفريق في إحراز 14 هدفا، بنسبة 43% من جملة الأهداف، كما أن لديه أيضا عمقا هجوميا قويا سجل من خلاله 13 هدفا بنسبة تقترب كثيرا من قوة جبهته اليمنى، وصحيح أن الشباك المدريدية لم تستقبل سوى 11 هدفاً، إلا أنها موزعة على جبهاته الثلاث بتقارب كبير، ظهر فيها الرواقان الأيمن والأيسر بشكل أقل قوة وتسببا في دخول 8 أهداف في المرمى الأبيض بالتساوي، ثم 3 أهداف عبر عمق الدفاع.

ولا تبدو أن هناك مشكلة تواجه دفاع ريال مدريد في هذا الأمر المتعلق بالركلات الثابتة، حيث سكن مرماه هدف واحد فقط عبر ركلة جزاء، لكنه ارتكب واحدة أخرى في مواجهة سبورتنج خيخون الأخيرة لكن المنافس أهدرها، في حين لم يحسن الدفاع الكتالوني التعامل مع ثلاث هجمات ارتكب فيها لاعبوه 3 ركلات حرة، تمكن المنافسون خلالها من تسجيل هدفين عبر ركلتين مباشرتين وواحدة غير مباشرة، بالإضافة إلى هدف ذاتي سجله ماثيو في مرماه خلال مواجهة سيلتا فيجو الشهيرة !
كلا الفريقين أحرز 12 هدفا من هجمات مرتدة خاطفة، شكلت نسبة 33% للريال و36% للبارسا، وسجل كل فريق 7 أهداف أيضا من داخل منطقة الـ6 ياردات، وكان كل منهما قد هز الشباك 21 مرة عبر هجمات منظمة سريعة جداً تمت بأقل من 3 تمريرات، وعلى الجانب الدفاعي فإن معاناة برشلونة تبدو واضحة في استقبال نصف الأهداف عبر هجمات منظمة والنصف الآخر من مرتدات، وهو ما يشير إلى فشل الدفاع الكتالوني في كل الأحوال، أما الهجمات المرتدة فتبدو غير مؤثرة بشكل كبير في دفاعات "الميرنغي" بعدما استقبل مرماه 3 أهداف فقط عبرها مقابل 8 أهداف سجلها المنافسون من هجمات منظمة وهو ما يظهر بوضوح مع تلقيه 7 أهداف منها بهجمات ذات عدد أكبر من التمريرات، ولعل تلك النقطة هي مفتاح شيفرة الدفاع الملكي بالنسبة لبرشلونة المعروف عنه الاستحواذ والتمرير الغزير القادر على خلخلة دفاع الريال المستعد لاستقبال هذه النوعية من الأهداف.