الشرطة الليبية

ضبطت الشرطة الليبية مخزنا جنوب مدينة طبرق الساحلية، يحتوي على 287 شخصًا يحملون الجنسية المصرية بينهم العديد من الأطفال الذين رغم الموقف لا تزال الابتسامات البريئة تعلو وجوههم. وظهر العديد من الأطفال الذين ألقى بهم أهاليهم إلى المجهول من أجل المال، وكأن الأبوة محيت، وأصبح المال أهم من الابن، فهذا الطفل الذي لم يصل لسن البلوغ سيشق البحر من أجل حفنة مال، هذا إن تمكن من الوصول لمبتغاه ولم يلق حتفه بين أمواج البحر. وفي بث مباشر لـ أخبار ليبيا 24، ظهر العديد من الأطفال المصريين الذين تعرضوا للعديد من أشكال العنف والضرب خلال فترة إقامتهم في المخزن جنوب مدينة طبرق الليبية، حيث قال الأطفال المصريون خدوا منا كل حاجة في المخزن التليفونات والفلوس والورق وكل حاجة، ضرب وإهانة وشتيمة بناكل أكل خفيف قافلين علينا الماية، بناكل نص رغيف في الصبح ونص بليل ولو معكش ميه متدخلش الحمام".

أصغر طفل بينهم هو زياد عدوي، من محافظة أسيوط، مواليد 2010، أي أنه يبلغ من العمر 12 عاما، قال عدوي بكل براءة خلال حديثه: “كنت طالع آكل لقمة عيش، ورايح إيطاليا أشتغل هناك”. ووصف الطفل زياد عدوى طريقه لـ ليبيا قائلا: “طلعت من البيت ركبت عربيات وكان الناس الكبار في السن اللي معانا بيتواصلوا مع ناس عارفين اللي رايحين فين وكانوا وبيوجهوهم، احنا مشينا على رجلينا مسافة كبيرة وصلت لـ 50 كيلو مكنوش بيدونا أكل اللي كان عاوز ياكل بيدفع من فلوسه".

ومن زياد عدوى إلى كيرلس شنودة، مواليد 2008 البالغ من العمر 14 عاما، من محافظة أسيوط، جاء وحيدا من أسيوط بموافقة من والده الذي اتفق له على السفر، ولم يكن الطفل يعلم أي شيء. الطفل كيرلس شنودة، قال خلال الحديث إنه كان متجها لـ إيطاليا عبر ليبيا، وأن والده هو من تكفل بكامل مسؤولية السفر، مضيفا بكل براءة: “أنا معيش غير شهادة ميلاد، وكنت رايح إيطاليا”.

ومن كيرلس إلى مؤمن 14 سنة، من محافظة أسيوط أيضا، والذي أكد أنهم مشوا جميعا في الصحراء مسافة 50 كيلو متر على الاقدام ولم يكن يحمل أكل أو الكثير من الأموال. وعن قصه سفره، قال مؤمن “ نقلونا من عربية لـ عربية ومكانوش بياكلونا وبيضربونا وكنا بنشتري الأكل بفلوسنا، قعدنا في المخزن في ليبيا حوالى 6 شهور، كنا أكثر من 300 في المخزن حوالي 310 وأهلي همه اللي دافعين الفلوس على شان أسافر”. وفي حديث مع طفل آخر لم يذكر اسمه، قال “هنسافر إيطاليا نشتغل أي شغلانة، عيال خالتي قالولي تعالي من طبرق للبحر ومن البحر لـ إيطاليا، والناس اللي هتسفرنا قالولنا هنقد 3 أيام أيام ونسافر”، ولكنهم لم يصدقوا حين قال طفل آخر لم يذكر اسمه أيضا إنه وصل لـ ليبيا من مصر منذ حوالي 12 يوما".

وتنوعت حالات الأطفال الآخرين الذين كان أكبرهم يبلغ من العمر 16 عاما، وتفاوتت المبالغ التي دفعها الأطفال من أجل السفر فهناك من قال إنه دفع 20 ألف جنيه، حتى وصل المبلغ لـ 120 ألف جنيه بالنسبة لـ آخرين. وأوضح بعض الأطفال أن أهاليهم باعوا أراضي من أجل أن يجلبوا أموالا ليلقوا بأطفالهم إلى التهلكة، أجبروهم على ترك مدارسهم والذهاب للموت.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

السراج يدشِّن برنامجاً لتأهيل الشرطة الليبية وعقيلة صالح يبدأ زيارة مفاجئة لموسكو

قوات من الشرطة الليبية تحاصر مسلحين يحتجزون رهائن داخل فندق وسط العاصمة طرابلس بعد استهدافه بتفجير سيارة مفخخة