محطات في حياة الكاتب الكبير يوسف إدريس القادم مِن مركز فاقوس

تمر الأحد الذكرى الـ92 على ميلاد الكاتب الكبير يوسف إدريس، المولود في قرية "البيروم" بمركز فاقوس في محافظة الشرقية مثل هذا اليوم، 19 مايو/ أيَّار من عام 1927م.
طريق "إدريس" إلى عرش القصة القصيرة العربية، لم يكن مفروشا بالورود، تنقل والد إدريس بين محافظات مختلفة بسبب عمله في استصلاح الأراضي، فتح مدارك الفتى الشرقاوي مبكرا، وربما ذلك ما منح الثقة رغم أنه بدأ حياته طبيبا، إلى أن يغامر وينتهيها كاتبا.

عرف "إدريس" بعمله الوطني مبكرا بعد التحاقه بكلية الطب في جامعة فؤاد الأول "القاهرة حاليا"، فكان صوته عاليا ضد الاحتلال الإنجليزي، وكان سكرتيرا تنفيذيا للجنة الدفاع عن الطلبة.

رحلة العمل مع الطب بدأت من مستشفى القصر العيني، التي عين بها عام 1951م، بعد تخرجه من كلية الطب في نفس العام، لكن المسار تغير إلى بلاط صاحبة الجلالة، عندما انتقل للعمل محررا بصحيفة "الجمهورية" عام 1960م، كانت نداهة الكتابة قد حسمت الصراع في قلب إدريس بعد مرور 9 سنوات من بداية الرحلة مع العمل في الطب.

"تشيخوف العرب" الذي لقب بأمير القصة القصيرة، تسجل تجربته الإبداعية بأحرف من نور في الإنتاج القصصي محليا وعربيا وعاليما، نشر قصصه القصيرة منذ عام 1950، وأصدر مجموعته القصصية الأولى "أرخص ليالي" عام 1954، والثانية جاءت بعنوان "جمهورية فرحات" عام 1956، عميد الأدب العربي د.طه حسين" فتن بتجربة إدريس القصصية وبمجموعته الأشهر "أرخص ليالي"، وقال "أجد في إدريس من المتعة والقوة ودقة الحس ورقة الذوق وصدق الملاحظة وبراعة الأداء، مثلما وجدت في كتابه الأول "أرخص ليالي" من تعمق للحياة وفقه لدقائقها وتسجيل صارم لما يحدث فيها".

كانت أول قصة نشرت لإدريس في حياته بعنوان "أنشودة الغرباء" وذلك بمجلة القصة في يوم 5 مارس 1950م.

وأصدر "تشيخوف العرب" أكثر من 20 مجموعة قصصية، من أشهرها "حادثة شرف" و "النداهة" و"اقتلها، كما قد للمسرح كل من "المخططين" والفرافير" و"البهلوان"، وأصدر العديد من الكتب التي تضم المقالات الأدبية والسياسية والفكرية، منها كتاب "فقر الفكر وفكر الفقر"، و"أهمية أن نتثقف يا ناس" و"انطباعات مستفزة"، وفي كتابه "جبرتي الستينات"، وثق ما مر عليه من تحولات سياسية وفكرية خلال فترة الستينات، وذاعت إبداعات أدريس وقدم للسينما أفلام "الحرام" و"لا وقت للحب"، و"العيب"، و"قاع المدينة".

ارتبط اسم يوسف إدريس باسم "الأهرام" منذ أكتوبر 1973م، بعد انضمامه عقب نصر أكتوبر المجيد، إلى كبار كتاب الأهرام، التي أثرى صفحاتها بعشرات المقالات، التي شكلت ركنا لا ينسى في تاريخ صفحات الرأي بالأهرام.

قـــــــــــــــد يهمـــــــــــــــك ايضـــــــــــــــــا 

سؤال برلماني لتأخر نتائج مسابقات وزارة العدل لأكثر من 3 سنوات

"خفايا إبداع يوسف إدريس" في كتاب بترجمة "إيمان يحيى"