لندن _ كاتيا حداد
كشفت كارولين رو، عن ضرورة أن يكون الإصدار الأول من معرض "إبدء"، في العاصمة القطرية الدوحة، أصغر معرض للفن في العالم، إلا أن ديفيد سيسلاترا، البالغ من العمر 60 عامًا، المقيم في موناكو، وواحد من العقول المدبرة التي كانت وراء تأسيس محطة سكاي التلفزيونية عام 1980، والذي يمتلك الآن مجموعته الإعلامية الموازية لواحدة من الأسماء الكبرى في مجال الرياضة وتشجيع الموسيقى، كان مفاجأة العثور عليه، مع زوجته سيرينالا، بل ومعرفة أنهم المسؤولين عن أصغر معرض للفنون في العالم، في الطابق الـ29 من فندق دابليو في الدوحة في نهاية الأسبوع الماضي، كانت أول إصدارًا لسيرينالا لمعرض أبدأ القطري الذي كان يتكون من ثلاث صالات، أحدهم ينظمه الأستوديو الهندي "مقرها في دبي"، وأحدهم للفنان عويس حسين حيث تظهر مجموعة مختارة من لوحاته، وقسم صغير لرعاية المواهب المحلية الشابة.
ومن جانبها، قالت سيرينالا: "نحن لا ننظر إلى هذا المعرض بمثابة فرصة عمل"، مشيرة إلى أن النسخة الأصلية من المعرض والتي تقام في لندن تهدف إلى مساعدة الفنانين الشباب في الحصول على مكان لعرض أعمالهم، وهو الأمر الذي يعد لفت انتباه إلى المواهب المحلية."
وكانت قد بدأت القصة، عندما زارت سيرينالا معرضًا يسمى "الموجات الآسيوية الجديدة" في كارلسروه عام 2007، وكان الزوجان بالفعل يقومون باقتناء الأعمال الفنية منذ أكثر من 23 عامًا، كانا يرشحان لجائزة الرسم السنوية، بالإضافة إلى منحة دراسية لدراسة النحت في الكلية الملكية للفنون، حيث قابلا أفضل الفنانين البريطانيين الشباب، إلا أن المعرض في ألمانيا ضم أكثر من 100 فنان من 20 أو نحو ذلك من البلدان الآسيوية، ما جعلهم يدركون أن هناك عالم آخر كله من الفن المعاصر، ذلك العالم الذي لم يكونوا يدركون عنه الكثير.
وكان السفر الأول للزوجين إلى كوريا الجنوبية، وفي وقت لاحق إلى فيتنام وماليزيا وإندونيسيا، حيث قاما بالتعلم، واقتناء الأعمال الفنية، وعمل مجلدات عن أعمال الفنانين الشباب، إلا أنهم وجدوا أنه لم يعد هناك أي وثائق موجودة لم يحصلوا عليها، وكان هدفهم ضم 75 عملًا فنيًا من كل بلدة، وفي البلدان التي تشهد نشاطًا محدودًا مثل فيتنام، جمعوا فقط 56، وفي أماكن أخرى، مثل ماليزيا، كانت مشكلة الحصول على أكثر من 300 عمل فني لفنانين.
وأكدت ديفيد سيرينالا، أن النشر دائمًا كان يلزمه موافقة الحكومة "في بلد شيوعي مثل فيتنام"، ولكن الحكومة لا تدفع مال للنشر، كان كل ذلك قبل أن يبدأ معرض ساتشي في استضافة المعارض الفنية.
ولكن ما هي الظروف التي جعلت هذا المعرض الفني يُقام في الدوحة، وهي المدينة التي يروج فيها سوق الفن بالكاد، وأجابت سيرينالا على ذلك قائلة: "إن المعرض يتزامن مع الطبعة الثالثة من موتمر الفن، الأحد، المؤتمر التي تنظمة صحيفة نيويورك تايمز، والذي يضم بعض فناني ومثقفين العالم على مدى ثلاثة أيام في آذار، وكان هناك تركيز كبير على الثقافة في الدوحة في العقد الماضي، تحت إشراف الشيخة المياسة التي تبلغ من العمر35 عامًا، شقيقة الأمير، وهي التي تلقت تعليمها في الولايات المتحدة، وعملت على مهرجان تريبيكا السينمائي.
كما تولت مياسة، منصب رئيسة لمتاحف قطر، وقد أشرفت على معارض في موراكامي وداميان هيرست، فضلًا عن تسليم المتحف الاستثنائي معماريًا قطر الوطني، الذي صممه جان نوفيل على شكل ورود الصحراء العنقودية، الذي سيفتتح العام المقبل.
كما يجري مناقشة القضايا الكبرى للهجرة والهوية، من متحدثين بينهم الفنان كريستو، والمدير العام لليونسكو، إيرينا بوكوفا، والكاتب روجر كوهين في صحيفة نيويورك تايمز، لتبين غادة شولي، "عندما قمت بإعداد المعرض منذ خمسة أعوام، كان الناس يأتون ويلقون نظرة على أعمال النيون لتريسي إمين، ويقولون"الكهربائي يمكن أن يقوم بذلك".
وأضافت شولي، أنها اختارت تكريس منصة للفنان القطري علي حسن، الذي تتضمن أعماله فن الخط، وأحيانا يقدم أعمالًا في شكل نحتي ثلاثي الأبعاد، متابعة "الآن الناس يأتون ويلتقطون الصور من أعمال النيون، وأعتقد أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، ولا يزال هناك عمل ينبغي القيام به، وتحدثت عن زوجها وقالت هو أفضل العملاء لدي".