الرياض ـ سعيد الغامدي
ارتبطت الترجمة في الثقافات العالمية بعلاقة مع مفهومي النهضة والتقدم، إضافة إلى ذلك تقوم الترجمة بدور الناظم الذي يرى أنه يربط بين المجتمعات، ويدعم نسيج الحضارة الإنسانية؛ حلقة الوصل بين الشعوب المتباينة المتباعدة، كما أنها تعمل على ترسيخ قيم الاختلاف والتعددية والعيش المشترك.
وأطلقت أخيراً مؤسسة «مسك الخيرية» مبادرة في «منتدى مسك للإعلام»، الذي أقيم في القاهرة؛ «مسك الكتب»، التي تهدف إلى نشر المعرفة والثقافة في العالم العربي، بأسعار غير ربحية، وبتعاون مع أبرز دور النشر العالمية، كما تشمل المبادرة كلاً من الكتب الورقية والمسموعة في شتى المجالات التي تسهم في تطوير عقلية القارئ العربي، وترفع من ذائقته الأدبية، وتوسع من آفاقه الفكرية.
وكتب الأمير بدر بن فرحان وزير الثقافة، عبر حسابه الرسمي في «تويتر»، أن مبادرة «مسك الكتب»، «هي حين يكون للقطاع غير الربحي دور في إثراء المكتبة العربية، بالتعاون مع أعرق دور النشر العالمية»، مقدماً شكره لولي العهد ولمؤسسة «مسك الخيرية».
اقرأ أيضًا:
العلماء يُؤكّدون إكتشاف مومياء عمرها 3800 عام لامرأة مصرية
وكشف يوسف الحمادي مدير الإعلام والنشر في مؤسسة «مسك الخيرية»، لـ«الشرق الأوسط»، أن الكتب ستصدر تدريجياً من مطلع 2020 كمرحلة أولى، وأول ظهور لها سيكون في معرض الرياض الدولي للكتاب 2020، وقال: «أنه عبر مسيرة الحضارات المختلفة، كانت الترجمة جسراً بارزاً ورئيسياً لنقل المعرفة والعلم بين الشعوب، وفي ظل تضاعف وتيرة التقدم العلمي، وتسارع الاكتشافات والمنجزات الحضارية التي يتوفر عليها عالمنا الراهن تزداد أهمية الترجمة كحركة قادرة على الانفتاح على هذا العالم، من أجل إعادة رسم حدود ذات قدرة على استشراف المستقبل بعقول منفتحة ومحملة بطاقات فكرية متجددة ومتفهمة لتجارب الآخرين».
وأضاف: «إن إحدى مشكلات حركة الترجمة في واقعنا العربي الراهن تتمثل في ندرة المشروعات الجماعية التي تدعمها المؤسسات الكبرى، والاعتماد في المقابل على المجهودات الفردية، التي رغم أهميتها تفتقد الهدف والمسار والتنظيم، ومن هذا المنطلق تأتي مبادرة (مسك الكتب)، لتدارك هذا الأمر عبر دعمها لمشروع (منصة معنى) الذي يستهدف ترجمة بعض من أهم ما أنتجه التراث الإنساني، قديماً وحديثاً، بألسنة مختلفة، تشمل حالياً الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وتطمح مستقبلاً إلى التوسع لتضم إلى قائمتها مؤلفات من لغات أخرى».
وبيَّن الحمادي: «أن عناوين المؤلفات التي تضمها قائمة (مسك الكتب) تفصح عن شموليتها، وتنوع الحقول المعرفية التي تنتمي إليها، من فلسفة واجتماع وبيولوجيا، إضافة إلى علوم النفس واللغة والاقتصاد والسياسة، وإلى جانب هذا الطموح الواعد تشمل القائمة أيضاً بعض المؤلفات الكبرى التي تشكل بمفردها مشروعات مستقلة للترجمة، ولتحقيق هذا كله قامت المبادرة بعقد العديد من الاتفاقات مع أهم دور النشر العالمية مثل (كامبردج)، و(أكسفورد)، و(روتليدج)، و(هارفرد)، و(سول)، وغيرها الكثير»، مؤكداً أن هذه المبادرة الواعدة التي تنطلق، بأيدٍ سعودية، ومشاركة عربية، لدعم الثقافة وحركة الترجمة في واقعنا العربي، ستغدو قريباً شمساً مضيئة تنير لأجيال المستقبل طريقهم نحو التقدم والتواصل الإنساني الذي لا ينقطع، فقد خُلق الكتاب ليبقى أثراً خالداً في العالم يقاوم عوامل الفناء، مُنتجاً للأفكار ونافذة على الحضارات وأثراً مفتوحاً لا ينضب معينه أبداً
وقد يهمك أيضًا:
بحث جديد يثبت أن رمسيس الثالث مات طعنًا بالسكاكين بعد بتر ابهام قدمه