وزارة الآثار المصرية

 نظمت وزارة الآثار المصرية، اليوم السبت، جولة سياحية لنحو 30 سفيرا أجنبيًا داخل قصر عابدين الرئاسي الأثري، بوسط القاهرة، وكان مركزًا للحكم في مصر حتى عام 1952، على مدى 80 سنة تقريبًا.

وقال وزير الآثار المصري خالد العناني، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" حول الجولة إن "وزارة الآثار لها شركاء كثيرين من سفراء دول عديدة يقومون بعمل حفائر وبعثات معنا، ومن هنا جاءت فكرة الجولة، وقمت بعرضها على رئاسة الجمهورية، وتم تنظيم زيارة لسفراء العالم ليتعرفوا على هذا القصر الرئاسي الأثري الهام وإلقاء الضوء من خلالهم على الآثار المصرية الفريدة".

وأضاف العناني "الحضارة المصرية ليست حضارة فرعونية فقط، بل هي حضارة تمتاز بالتنوع بين ما قبل التاريخ والفرعوني واليوناني والإسلامي واليهودي والحديث والمعاصر، فمن هنا نعرض حقبة أخرى وهي الحقبة من النصف الثاني للقرن التاسع عشر حتى عام 1952، فهذا القصر كان مقرًا لحكم مصر على مدى نحو 80 سنة تقريبًا".

أقرأ أيضاً :

وزارة الآثار المصرية تطالب بإعادة قطع أثرية مهمة من إسكتلندا

وتابع العناني "الآثار فرصة رائعة للسفراء للتعرف على مصر، وفرصة رائعة لاستثمار علاقتنا بهؤلاء السفراء للترويج للآثار المصرية في بلادهم. كل سفير حضر جولة اليوم سيشارك صور مختلف الاكتشافات والافتتاحات سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو الأخبار والتقارير، وبذلك يرسل رسالة طمأنينة إلى بلده وبالتالي يشجع السائحين وينقل الصورة الذهنية الحقيقية لمصر التي تتمتع بالأمن والأمان، وتحتضن جمالا رائعا".

وقصر عابدين، الذي أمر الخديوي إسماعيل ببنائه عام 1863، يمثل تحفة فنية ومعمارية، إذ يضم بين جدرانه أنماط مختلفة من العمارة تتنوع بين الإسلامية والبيزنطية وعمارة أوروبا في عصر النهضة، وغيرها، كم يضم القصر عدد هائل من قطع الأثاث العتيقة والأصلية.

ويتكون القصر من طابقين، الطابق الأرضي ويضم المكاتب والتشريفات الرسمية، والطابق العلوي، والذي ينقسم بدوره إلى قسمين، السلاملك، وهو المكان الذي كان يدير منه الملك شؤون الدولة ويستقبل الزوار من الرجال، والحرملك وهو المكان الذي كان مخصصا لأفراد ونساء العائلة الملكية.

استغرق بناء القصر 10 سنوات، على يد المهندس الفرنسي دي كوريل ول روسو، بمساعدة عمال من مصر وتركيا وإيطاليا وفرنسا.

وللقصر ثلاثة أبواب رئيسية، وبلغت تكاليف البناء 700 ألف جنيه، ومليوني جنيه للأثاث، وتعرض القصر للاحتراق عام 1891، حيث دمر الطابق الأول منه.

بالقصر 500 غرفة، وبه قطع فنية مهداة من ملوك ورؤساء العالم خصوصا هؤلاء الذين حضروا افتتاح قناة السويس.

توجد حديقة بالقصر، يتجاوز عمر الأشجار فيها 100 عام، يضم القصر 4 أجزاء، منها ساحة النافورة والتي يوجد بها تماثيل لعدد من حكام مصر من أسرة محمد علي، ويضم القصر متحفًا للأسلحة، منذ العصر الحجري وحتى العصور الحديثة.

تعرض قاعة السينما بالقصر فيلما تسجيليا عنه وأهم الأحداث التي شهدها وأهم زواره على مدار تاريخه.

ويقال: إن تسميته بقصر عابدين جاءت بسبب القصر الصغير الذي بنى مكانه القصر الجديد، والذي كان يمتلكه شخص اسمه عابدين بك، وتم شراء القصر من أرملته وهدمه وإعادة بنائه على هذا الشكل.

ويحتوى القصر على مكتبة تحتوي حسب تقديرات أخيرة 55 ألف كتاب.

وبالقصر عدة أجنحة منها الجناح البلجيكي الذي أقام فيه لأول مرة ملك بلجيكا.

كل حكام مصر من أبناء محمد على أضافوا للقصر لمسات فنية جديدة وبعض الأسلحة والذخائر والأوسمة والنياشين التي حصلوا عليها أو أهديت لهم.

وبالقصر متاحف للأسلحة وأخرى لمقتنيات أسرة محمد على باشا، ومتحف للوثائق التاريخية.

وشهد قصر عابدين حفل افتتاح قناة السويس، كما شهد المواجهة الشهيرة بين أحمد عرابي والخديوي عام 1881.

وخطب الرئيس عبد الناصر من شرفة القصر أكثر من مرة، لكن منذ عام 1958، اتجه ناصر إلى قصر القبة ليحكم منه.

قد يهمك أيضاً :

وزارة الآثار المصرية تسترد قطعة أثرية تعود إلى أكثر من 3500 سنة

بعثة مصرية تعثر على عملات ذهبية نادرة تعود إلى العصر البيزنطي