الكشف عن مسلة والدة الملك بيبي الثاني

كشفت وزارة الآثار المصرية عن الجزء العلوي من مسلة للملكة عنخ إس إن "بيبي الثانية" والدة الملك بيبي الثاني أحد ملوك الأسرة السادسة، وذلك أثناء أعمال التنقيب الأثري التي تقوم به البعثة الأثرية الفرنسية السويسرية من جامعة جنيفا بمنطقة سقارة بالجيزة.

وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن أهمية الكشف ترجع إلى أنه يخص إحدى سيدات البيت الحاكم خلال عصر الدولة القديمة، حيث إنها كانت وصية على العرش خلال الفترة الأولى من حكم ابنها بيبي الثاني، والذي تولى العرش وهو في السادسة من عمره. مضيفا: "عثر بأحد جوانب المسلة على خرطوش الملك بيبي الثاني وأسفله يظهر أحد العلامات الهيروغليفية"، لافتاً إلى أن الكشف يدل على أهمية هذه السيدة ومكانتها خلال تلك الفترة من التاريخ المصري القديم.

وأكدت مصادر أثرية أن "بيبي الثاني هو الفرعون الخامس من الأسرة السادسة في الدولة المصرية القديمة، واسمه الملكي "نفر كا رع" ويعني "جميلة هي روح رع"... وحكم 94 عاما وهي أطول مدة حكم في التاريخ؛ إلا أن حكمه الطويل هذا كان في غير صالح مصر والمصريين". وأضافت المصادر أنه "بني هرمه في جنوب سقارة، وزين حجرة الدفن بنصوص الأهرام الدينية، وقد أُلحق بالهرم معبدان لا تزال أطلالهما مكتملة حتى الآن".

من جانبه، أوضح الدكتور فيليب كولومبير رئيس البعثة الفرنسية السويسرية أن الجزء المكتشف من المسلة مصنوع من الجرانيت الوردي يبلغ ارتفاعه نحو 2.50 متر، منها 1.60 متر من جسم المسلة، والجزء العلوي المدبب نحو 1.10 متر، مما يدل على أن الارتفاع الكلي للمسلة قد كان يتراوح ما بين 5 إلى 6 أمتار، مما ينم عن ضخامة حجمها. مضيفا أن الجزء العلوي للمسلة به انحراف بسيط يشير إلى أن الهريم الخاص به، ربما كان مغطى بحلقات معدنية من النحاس أو الذهب لجعل المسلة تضئ في الشمس.

في غضون ذلك، أشار علاء الشحات نائب رئيس قطاع الآثار المصرية إلى أن الدراسات الأولية توضح أنه من المرجح أن المكان الذي عثر فيه على هذا الجزء من المسلة ليس هو الموقع الأصلي لها؛ لكن تم نقلها إلى هذا المكان خلال عصور لاحقة لعصر بنائها ولا سيما عصر الدولة الحديثة، وهو ما يفسر العثور عليها بالرديم بعيدا عن مدخل المجموعة الجنائزية للملكة.

بينما أوضح الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية، أن الملكة "بيبي الثانية" هي ابنة لأحد حكام أسيوط، وتزوجت من الملك بيبي الأول وبعد وفاته تزوجت من أخيه الملك ميرنرع وأنجبت منه الملك بيبي الثاني، والذي جلس على العرش وهو صغير وأصبحت هي الوصية عليه. لافتا أن مكانتها جعلت لها مجموعة جنائزية كاملة، واحتواء هرمها على نصوص الأهرام، والتي كانت قاصرة فقط على الملوك آنذاك.

وأكد عشماوي أن الكشف سوف يضاف إلى نتاج حفائر البعثة في الموقع وتاريخها الحافل بمنطقة آثار سقارة، حيث نجحت في العقد الأول من القرن الحالي في الكشف عن المجموعة الجنائزية للملكة عنخ إس إن "بيبي الثانية" كاملة، موضحا أن البعثة مستمرة في عملها خلال الفترة القادمة، في محاولة للكشف عن باقي أجزاء المسلة لتضاف إلى سلسلة اكتشافاتها العظيمة بالموقع.